إسبانيا تدعم البوليساريو وتريد فتح صفحة جديدة مع المغرب

La rédaction

يُثير الدعم الذي تقدمه إسبانيا لجبهة البوليساريو الانفصالية تساؤلات عن الجدوى من إعلاناتها المتكررة عن سعيها لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع المغرب.

وذكرت تقارير لوسائل إعلام محلية في المغرب الجمعة أن حكومة جزر الكناري قررت منح 67 مليون درهم (7.2 مليون دولار) لـ”الجمعية الزراعية للصداقة مع الشعب الصحراوي”.

وحسب مصادر مطلعة  إن “هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الحكومات الإسبانية المتعاقبة دعما لجبهة البوليساريو بدعوى المساعدات الإنسانية، حيث استفادت أكثر من مرة من تمويلات موجهة إلى المجتمع المدني”.

وتكشف هذه المساعدات عن الرسائل المتناقضة التي تبعث بها مدريد للرباط، ففيما تقول إنها تريد طي صفحة الخلافات التي تفجرت أساسا بسبب دعم البوليساريو، لا تتردد الحكومة الإسبانية عن تقديم دعم للجبهة الانفصالية تحت ذريعة المساعدات الإنسانية.

خوسيه مانويل الباريس: الأزمة التي كانت مع المغرب أصبحت من الماضي

وتأتي هذه الرسائل فيما كان المغرب ينتظر خطوة إسبانية حاسمة لتطبيع العلاقات بينهما تشمل الاعتراف بسيادته على الصحراء أسوة بالولايات المتحدة وغيرها من الدول التي اعترفت رسميا بذلك، خاصة في ظل استمرار الأزمة رغم النفي الرسمي من مدريد لوجودها.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس إنه لا وجود لأزمة مع المغرب، مضيفا أنه يعمل على بناء علاقة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين مع الرباط وفق قوله.

ولم يتردد الباريس الجمعة خلال حضوره في اجتماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإسباني في القول “يسرني أن أعلن أنه لا توجد أزمة مع المغرب في الوقت الحالي، لكنني لست راضيا على مستوى العلاقات، أريد علاقة في أوج القرن الحادي والعشرين”.

وتابع أن “الحصول على أفضل علاقة جوار ممكنة لأن المغرب شريك استراتيجي مع العديد من المصالح المشتركة وعلاقات التعقيد الكبير بسبب حجم القضايا التي تغطيها”، موضحا أن “الأزمة التي كانت مع المغرب أصبحت من الماضي”، داعيا إلى إعادة قراءة خطاب الملك محمد السادس في العشرين من أغسطس الماضي عندما قال إن الأزمة مع إسبانيا قد انتهت.

ويتناقض هذا النفي مع ما أوردته العديد من تقارير لوسائل إعلام إسبانية بارزة مؤخرا والتي شددت على استمرار الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، مشيرة إلى أن الرباط تتوقع “بادرة كبيرة” قادرة على تطبيع العلاقات.

ويأتي ذلك بعد أن كانت قد اندلعت أزمة حادة بين المغرب وإسبانيا بعد إدخال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى مستشفى إسباني في نهاية أبريل الماضي بشكل سري ووثائق مزورة وهوية منتحلة، حيث دعت السلطات المغربية إلى تحقيق شفّاف في ظروف استقباله، بينما تشدد مدريد على أنه تمت استضافته “لأسباب إنسانية”.

ومن شأن الدعم الذي ستقدمه حكومة جزر الكناري لجمعيات معروفة بقربها من البوليساريو أن يعمق الأزمة بين المغرب وإسبانيا، خاصة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس قد حذر خلال خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء من أن “المغرب لن يقوم مع أصحاب المواقف الغامضة والمزدوجة بأي خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل
الصحراء”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: