على الرغم من التطور الحاصل في مجال العناية بالأمومة والطفولة في السنوات الأخيرة في الجزائر وسعي السلطات الصحية المكلفة في الوصول إلى صفر وفاة في عمليات المخاض سواء القيصرية أو الطبيعية إلا أننا لازلنا نقف أمام كوارث تحدث هنا وهناك لاسيما في القرى والمداشر أين يُغتال حلم الأمومة بل وتتحول فرحة انتظار المولود إلى مأتم ومراسيم عزاء.
تمّ مؤخرا تداول أساة امرأة على منصة الفايسبوك لقيت حتفها بسبب التسيب والاهمال بولاية الجلفة بحيث بعد ان بلغها المخاض وفدت إلى عيادة بعين وسارة ليتم اخبارها ان الوقت لم يحن بعد ولم تبلغ فترة المخاض وهي بتلك الآلام ليتم ايفادها إلى عيادة بحاسي بحبح بعدها لفظت انفاسها وحسب ما جاء في منشورات متطابقة على الفايسبوك فإن التسيب والاهمال تسبب في وفاة امرأة في ريعان شبابها ولم تفرح بمولودها الاول وكان مآلهما القبر بدل الفرحة بحلم الامومة واستقبال المولود الجديد وتحدث اقاربها بنبرة غضب وتحسروا على وفاتها والمحنة التي اصابتهم وعكرت اجواء الفرحة بانتظار المولود وتحولها إلى حزن.
المأساة التي حدثت لم تكن بالجديدة بحيث تتكرر السيناريوهات المأساوية وباتت من يبلغها المخاض تحسب ألف حساب فيما ينتظرها هذا إن سلمت من الموت المؤكد فمن مآسي خطف الاجنة إلى المعاملة السيئة في بعض المشافي والعيادات العمومية ووصل الامر إلى المغامرة بحياة الأم والطفل بسبب التسبب والاهمال وهي جرائم معاقب عليها شرعا وقانونا.
الأمر الذي دفع العديد من الحوامل إلى الفرار نحو العيادات الخاصة ودفع الملايين للإفلات من الفوضى والخطر عبر العيادات العمومية.
تقول السيدة راضية انها وقفت على التسيب والاهمال اثناء ولادتها للمولود الاول بحيث لاحظت المعاملة السيئة على مستوى إحدى العيادات وفي واقعة غريبة ادى التسيب والاهمال إلى حد تهجم قط على جنين ميت ونهم جزء منه بحيث وصلت الكوارث إلى امور لا يتقبلها العقل.
ولم تكن الواقعة الاولى من نوعها بحيث إهتزت مدينة مسعد بالجلفة على وقع نفس المأساة بحيث توفت إمرأة حامل مع جنينها بالمؤسسة العمومية الإستشفائية بمسعد. وطالبت عائلة السيدة المتوفية بالتحقيق وقيل بأن الضحية كانت تنتظر لساعات وبدون أي مبالاة من الفريق الطبي حتى دخلت هذه الضحية في حالة غيبوبة وبلغت درجة الألم إلى أقصى حد بعدها تدخل الفريق الطبي لكن بدون جدوى لتلفظ أنفاسها الأخيرة وإنقطع النفس عن الجنين الذي فارق الحياة مع أمه دون أن يرى نور الحياة.
وتشتكي السيدات الحوامل ايضا من الإهمال لاسيما خلال الفترة الليلية بحيث يتجرعن آلام المخاض في غياب الاطقم الطبية.
يحدث هذا في الوقت الذي تنادي فيه السلطات ووزارة الصحة في الجزائر بضرورة العناية بالأم والطفل وتقليص الوفيات أثناء الولادة بسبب التقدم والتطور المحقق في مجال الولادات الا ان تسجيل وفيات يبقى وصمة عار بسبب الاهمال والتسيب لاسيما على مستوى الارياف والقرى والمناطق المعزولة.
وأمام هذه الكوارث من الضروري وضع حلول مستعجلة والوقوف على مسببات تواصل تسجيل وفيات لدى الامهات الحوامل فحياة الام والطفل امانة في اعناق الاطقم الطبية ولا يقبل تسجيل وفيات ناجمة عن التسبب والاهمال.