تحظى نظريات المؤامرة حول لقاح فايروس كورونا باهتمام متجدد، خاصةً أنها تنحاز إلى الجماعات التي تحتج عالياً على القيود المفروضة على الحياة اليومية بهدف السيطرة على انتشار الفايروس.
فيما لا يزال مئات الملايين من البشر حول العالم يخوضون الحرب ضد فايروس كورونا منتظرين اعتماد اللقاحات بصفة رسمية بفارغ الصبر، برزت حرب أخرى هذه المرة ضد جائحة المعلومات المضللة التي تستهدف هذه اللقاحات وتنفر الناس منها، ما جعل المجتمع العلمي الطبي يحذر من أن العالم قد يخسر حرب جائحة المعلومات المضللة.
انتشرت جائحة كورونا، لكن لم تنتشر لوحدها، معها انتشرت جائحة من نوع آخر وهي جائحة المعلومات الطبية الخاطئة التي أدت إلى رفض الكثيرين لأخذ اللقاح! نحن نخسر المعركة كمجتمع علمي طبي.
فاللقاحات أثبتت فعالياتها من خلال الدراسات، لكن الحاجة باتت ملحة إلى لقاح من نوع آخر، وهو لقاح الحق ضد الباطل، و ذلك لأن المعلومات المضللة عن اللقاحات تؤدي إلى امتناع الكثير من الناس عن التطعيم ، رغم عدم تطعيم 70 في المئة من الناس باللقاحات لن يحقق المناعة المجتمعية” ضد فايروس كورونا.
المجتمع الطبي فقد مصداقيته بسبب التطرف والدفاع المبالغ عن التطعيم بدون بحث. تقبلوا الآراء المخالفة، تفهموا مخاوف الناس المبنية على أبحاث علمية من دكاترة أيضا. سوّوا أبحاثكم الخاصة بدل أن تستندوا على دراسات خارجية قد تكون مضللة.
وتسيطر نظرية المؤامرة على كثير من الناس في ما يتعلق باللقاحات المضادة للوباء، و هذا ما أصبحنا نراه في المجتمعات المتقدمة ، حيث المظاهرات و العصيان المدني ضد الاجراءات الاحترازية المتخذة من طرف الحكومات ضد انتشار وباء كورونا ، فبلجيكا مثلا نرى خروج الاطباء و الممرضين و رجال المطافىء و غيرهم في تظاهرات مساندة للرافضين للقاح مما يطرح العديد من الأسئلة في مدى نجاعة هذا التلقيح و خصوصا و أن الامور لم تتغير رغم تطعيم 80% من المواطنين بالجرعة الاولى و الثانية و لازال الوباء خطيرا كما يقولون و لازالت الاستعانة بالتحليلة PCR لولوج جل المرافق و السفر . فما الجدوى من التلقيح اذا لم يضع حدا للوباء ؟ و الى أي مدى يمكن للمواطن أن يكون صبورا و مطيعا لحكومته كالقطيع ؟
فالغريب في الامر ان كل ما نشر في السابق عن المؤامرة التي حيكت من طرف رؤساء الدول المتقدمة على الانسانية أصبحت تتحقق ، فاليوم أصبح الفرد مقيدا لا يمكنه أخد حريته في السفر او التنزه او حتى ولوج المقاهي بدون اذن من الحكومة و بدون توفره على جواز التلقيح ، مما سهل على الحكومات تتبع جميع خطوات مواطنيها و معرفة كل ما يقومون به في يومهم بدون اي مجهود فقط بتطبيق منزل في هواتف جميع المواطنين.
وفي العالم العربي، تنتشر استطلاعات مضمونها “إذا توافرت فرصة الحصول على لقاح كورونا هل تتناوله؟”.
كي تفهموا خدعة كورونا تفكروا معي، في أقل من سنة استطاع العلماء التوصل إلى لقاح ضد كورونا ولم يتمكنوا من الوصول إلى لقاح أو علاج الإيدز أو السرطان؟ أتمنى من الجميع توعية الناس بخطورة لقاح كورونا، زمان الجهل انتهى لا تصدقوا الإعلام والمشاهير والمطبلين للقاح كورونا.
ويقول الطبيب وخبير المعلومات الطبية المضللة بجامعة سيتي في نيويورك وجامعة كولومبيا، سكوت راتزان “إن لقاح فايروس كورونا هو الشيء الوحيد الذي يحمينا حقاً من تفشي المرض في المستقبل. ولكن ماذا لو قررت أعداد كبيرة من الناس عدم تطعيم أنفسهم أو أطفالهم؟”.
وقال أستاذ السياسة العامة في كلية كينغز بلندن، بوبي دافي، إن هناك صلة واضحة بـ”الإيمان بنظريات المؤامرة وانعدام الثقة في الحكومة والسلطة والعلم بين مجموعات معينة كانت أكثر عداء للقاح من غيرها”.
ومع صعوبة إقناع البعض بالحصول على اللقاح لتحقيق مناعة مجتمعية، ينصح خبراء بأهمية وجود إرشادات كافية بالتزامن مع حملات التطعيم.
وكتبت منظمة “فيرست درافت” غير الحكومية التي تحارب نشر المعلومات الخاطئة “عندما يتعذر على الناس الوصول بسهولة إلى معلومات موثوقة عن اللقاحات، وعندما تكون الريبة كبيرة في الأشخاص والمؤسسات المعنية باللقاحات، فإن المعلومات الخاطئة تملأ هذا الفراغ بسرعة كبيرة” وتغذي تدريجيًا عدم الثقة المتزايدة تجاه اللقاحات. وأضافت أن “نظريات المؤامرة” حول التطعيم “منتشرة بشكل مفرط على الشبكات الاجتماعية”. وتم تداول مقاطع مصورة شوهدت ملايين من المرات على مواقع التواصل تنقل ادعاءات كاذبة.
وقال ستيفان ليفاندوفسكي، عالم النفس المعرفي في جامعة بريستول والخبير في المعلومات الخاطئة “أي حدث مخيف يحرم الناس من الشعور بالسيطرة، سيؤدي إلى انتشار نظريات المؤامرة”. وأضاف “نظريات المؤامرة تمنح الناس إحساسًا بالراحة النفسية: الشعور بأنهم ليسوا تحت رحمة العشوائية. نظريات المؤامرة تمثل خطورة في أي وقت، لكنها أكثر ضررا في حالة حدوث جائحة إذا دفعت الناس إلى تجاهل النصائح الرسمية، أو ارتكاب أعمال تخريب أو عنف”.
وقدم الملياردير الأميركي بيل غيتس، الذي كان محورا لكثير من نظريات المؤامرة وصفة انتشارها قائلا إن هذه النظريات نشأت من “مزيج سيء يتكون من جائحة، وشبكات تواصل اجتماعي، وأناس يبحثون عن تفسيرات مبسّطة”. ويتهم غيتس بأنه “يريد التخلّص من 15 في المئة من سكان العالم” تحت ستار تلقيحهم.
وأكد غيتس أنه يأمل ألا تؤدي نظريات المؤامرة هذه إلى تنفير الناس من اللقاح، عندما يتم التوصل إليه.
وعلّق غيتس بقوله “أنا مقتنع إلى درجة كبيرة بأن الحقيقة ستُعرَف”، وبأن نظريات المؤامرة هذه ستتحقق.