المغرب ينفتح على دول أوروبا الشرقية لتنويع شراكاته الخارجية

ماريا الزاكي

عُقدت الثلاثاء بالعاصمة المجرية بودابست قمة وزراء خارجية منظمة “فيسغراد” بحضور المغرب ممثلة في وزير الخارجية ناصر بوريطة بعد تلقي الرباط دعوة رسمية، ما يعكس مراهنتها على الانفتاح على المنظمة التي تضم دول أوروبا الشرقية.

ويعمل المغرب على تعزيز علاقاته مع بلدان أوروبية أخرى إلى جانب الشركاء التقليديين بما في ذلك الدول المشكّلة لمجموعة “فيسغراد”، التي باتت تتمتع بتأثير قوي على المشهد الأوروبي منذ نشأتها عام 1991.

وتتألف منظمة “فيسغراد” من أربع دول هي: المجر، التشيك، بولندا، سلوفاكيا، وهذه الدول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، وتستهدف تعزيز التعاون في المجالات العسكرية، الثقافية والاقتصادية. وقد تم تأسيس المجموعة في بادئ الأمر بهدف تسريع عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ومنذ تحقيق هذين الهدفين، على التوالي، سنتي 1999 و2004، استمرت المجموعة في إثبات نفسها داخل الاتحاد الأوروبي، من خلال اتخاذ المزيد من المواقف بشأن مختلف القضايا ذات الأولوية بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي.

وقبيل بدء قمة “فيسغراد+المغرب” الثلاثاء أجرى بوريطة سلسلة من المباحثات مع نظرائه التشيكي جاكوب كولهانيك، السلوفاكي إيفان كورشوك والبولوني زبيغنييف راو.

وأكد الوزراء الثلاثة خلال تلك المباحثات على الاهتمام الذي يحظى به المغرب لدى دولهم مشيرين إلى “إعجابهم بالإصلاحات التي نُفذت في المملكة خلال السنوات الأخيرة خلف القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الخارجية المغربية الثلاثاء.

وأضاف البيان أن “الوزراء الثلاثة حرصوا أيضا على الإشادة بتدبير المغرب النموذجي لمكافحة وباء كوفيد – 19، لاسيما نجاح حملة التلقيح الخاصة به. وأجمع وزراء خارجية كلّ من جمهورية التشيك، سلوفاكيا وبولونيا على تأكيد دور المغرب كبلد للسلم والاستقرار وكنموذج إقليمي في مجال التنمية والأمن”.

وجددوا “بذلك رغبتهم في دعم دور المغرب كشريك ذي مصداقية بالنسبة إلى أوروبا ومصدر للاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد الوزراء كذلك أن المغرب يشكل أرضية حقيقية للتنمية ومنصة للنمو بالنسبة إلى المنطقة برمتها”.

 المغرب استغل قمة فيسغراد لحشد الدعم لمقترح الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء، حيث عبرت المجر عن دعمها لهذه المقاربة
المغرب استغل قمة فيسغراد لحشد الدعم لمقترح الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء، حيث عبرت المجر عن دعمها لهذه المقاربة

وعبروا بحسب ما نقله البيان عن اهتمامهم بتعزيز الشراكة الاقتصادية مع المملكة وجعلها تسير في اتجاه تدعيم تموقع بلدانهم في أفريقيا، القارة التي تزخر بإمكانيات هامة، سعيا على الخصوص إلى التصدي للأسباب العميقة الكامنة وراء الهجرة غير الشرعية.

وأوضح البيان أن “الوزراء أجمعوا من جهة أخرى، على دعم المغرب باعتباره شريكا استراتيجيا بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي”، مشددين على ضرورة بذل الاتحاد الأوروبي لجهد مضاعف من أجل دعم دور المملكة في مجال تعزيز الاستقرار والأمن بالمنطقة الأورو-أفريقية وتدعيم تنميتها.

وأولى الوزراء، الذين جددوا التأكيد على رغبة بلدانهم في تعزيز علاقات التعاون مع المغرب، أهمية خاصة للنهوض بالتعاون في مجال البحث والتنمية وفي المجالين الجامعي وتبادل الطلبة.

كما شكلت القمة التي تُعقد في أعقاب انتخابات عامة شهدها المغرب وتولي حكومة جديدة زمام السلطة في المملكة، مناسبة لتحشد الرباط الدعم لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه العاهل المغربي لحل ملف الصحراء المغربية.

وأعلن وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو مساء الاثنين، دعم بلاده مقترح الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل قضية الصحراء المغربية في مواجهة أطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية.

وجاء ذلك خلال لقاء سيارتو مع نظيره المغربي في بودابست، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وعبر سيارتو عن “دعمه للجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة بقصد التوصل إلى حل سياسي، واقعي، براغماتي ومستدام لقضية الصحراء، قائم على أساس التوافق”.

كما جدد دعم بلاده لـ”المقترح المغربي المتعلق بمخطط الحكم الذاتي المقدم للأمين العام للأمم المتحدة في الحادي عشر من أبريل 2007، وللجهود التي تبذلها المملكة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية”.

وشدد سيارتو على أن المغرب، الشريك الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، يضطلع بـ”دور حاسم ونموذجي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب”.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة البوليساريو إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي وجدت نفسها في مأزق في ظل النجاحات التي حققها المغرب دبلوماسيا وعسكريا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: