بنكيران يقطع الطريق أمام المطالبين بمراجعات داخل حزب العدالة والتنمية

حنان الفاتحي

أبدى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي عبدالإله بنكيران تمسكه بالمرجعية الإسلامية لحزبه الأحد، في خطوة تقطع الطريق أمام المطالبين بمراجعات داخل الحزب، بعد الهزيمة المدوية التي مني بها في الانتخابات العامة الأخيرة.

وقال إن حزب العدالة والتنمية لن يغير قناعاته الاستراتيجية ومن بينها “التمسك بالمرجعية الإسلامية، مع الاجتهاد طبعا والتجديد”.

وأضاف بنكيران في كلمته بأول اجتماع للجنة الوطنية للحزب بعد مؤتمره الاستثنائي “إذا أردتم تغييرها ابحثوا عن شخص آخر”.

وتابع رئيس الحكومة الأسبق “لكن لن نجتهد ليجاهر المثليون بمعصية الله علانية، ومن يقرأ القرآن الكريم يرى قصة لوط عليه السلام، تعاد وتوضح”، مضيفا باستنكار “أي اجتهاد؟ لنتعامل مع المثليين مثل أوروبا؟”.

وذكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن “المثليين دائما كانوا في العالم والعالم الإسلامي والمغرب، ولكنهم كانوا مضرقين زلافتهم (مستترين)، وإذا جاهروا سيكونون مسؤولين أمام القانون”.

وأوضح “لا أحد يريد الاعتداء على أحد (…) ولا يمكن للحالات الخاصة أن يصنع بها قانون عام، مثل الحديث عن استغلالها لضبط بعض الأشخاص”.

بعد الهزيمة في الانتخابات العامة برزت أصوات تنادي بالقيام بمراجعات تقضي بإعادة النظر في الأطروحات التي حكمت الحزب

وتأتي مواقف بنكيران وكأنها رد على الأصوات المنادية بضرورة القيام بمراجعات داخل الحزب، بعد الهزيمة التي تلقاها في الانتخابات الأخيرة.

وبعد الهزيمة في الانتخابات العامة التي أجريت في الثامن من سبتمبر الماضي، برزت أصوات تنادي بالقيام بمراجعات تقضي بإعادة النظر في الأطروحات التي حكمت الحزب وعلاقته بالمجتمع والدولة، ومدى تأثير حركة التوحيد والإصلاح على توجه الحزب ومستقبله السياسي.

ومن أبرز الأصوات التي طالبت بالقيام بمراجعات القيادي بالحزب عبدالعالي حامي الدين، الذي شدد في وقت سابق على أن الخروج من مرحلة “الإسلام السياسي” إلى مرحلة “ما بعد الإسلام السياسي” يبقى ضرورة حتمية لتحقيق الاندماج، وهو ما لا يمكن تحقيقه عن طريق التناوب من داخل جيل التأسيس، حسب قوله.

ويرى حامي الدين أن عقدة الانتماء التاريخي للحركة الإسلامية لم تسمح للجيل المؤسس بتجاوز مجموعة من المفاهيم والمقولات النظرية، وأيضا بعض الاختيارات السلوكية التي خلقت حواجز ثقافية ونفسية مع فئات سياسية واجتماعية معينة، لها اختيارات أخرى مختلفة في نمط الحياة والمعيش اليومي.

ويأتي ذلك في وقت يبدو فيه أن الحزب بقيادته الحالية لم يتجاوز بعد صدمة الهزيمة التي تكبدها في الانتخابات التشريعية، حيث عاد بنكيران إلى مهاجمة الأحزاب التي فازت في الاستحقاق المذكور.

وقال بنكيران إن “الأحزاب المشاركة في الانتخابات ينبغي أن تكون مطمئنة إلى النتائج التي حصلت عليها في الانتخابات، سواء حصدت النصر أو الهزيمة”.

وأضاف “لم نفهم نتائج الانتخابات الأخيرة… وطبعا أنا مستعد لتقبل خسارة حزبي، ولكنني لست مستعدا لتقبل نجاح الأحزاب الأخرى”.

وتساءل بنكيران “كيف يمكن بين عشية وضحاها أن يتم انتقال حزب ما، من 300 ألف صوت إلى 3 ملايين صوت؟ كيف دارو ليها؟”، وتابع بنكيران بالقول “أنا لا أطعن في الانتخابات، لكن هذه النتائج غير مفهومة”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: