إيريك زمّور، “العقوبة المزدوجة لليهود الفرنسيين”

La rédaction

إيريك زمور من بين الكتاب الفرنسيين المتصفين ، بنزعة عنصرية وعدوانية تجاه المهاجرين والمسلمين، الذين وجدوا أنفسهم بفرنسا ذلك، أنه يثير بشكل مستمر، الكثير من الجدل بتصريحاته المتطرفة تجاه، قضايا المهاجرين والدين.. حيث ينادي دائما، بضرورة الحد من ظاهرة الهجرة، وإرجاع المهاجرين إلى بلدانهم الأصل عوض تركهم في فرنسا التي تتحمل بحسبه، تصرفاتهم الوحشية والعدوانية.

و إثارة الجدل ليست جديدة على الكاتب إيريك زمور، وكذلك موقفه من الجاليات المسلمة والأجانب عن فرنسابشكل عام. لكن احتمال ترشحه وفوزه برئاسة فرنسا، أثار مخاوف كثير من العرب والمسلمين مما قد يستتبعه من تضييق للعيش على المهاجرين، وأبنائهم وعلىالمجتمع الفرنسي بشكل أوسع.

وتعلق بأن هذه المزاعم كانت تبدو قبل عدة أسابيع مجرد وهم ومحاولة للترويج عن النفس، لكن صعود مقدم البرامج التلفزيونية والمعتذر عن حكومة فيشي فاجأ الأحزاب الفرنسية. وكل ما يريده زمور هو قلب الأحزاب القومية الفرنسية رأسا على عقب والتفوق على مارين لوبان،ومنعها من اتخاذ مواقف لينة

و قد حاول زمور تقديم رؤية راديكالية وتأطير النقاش حول القضايا التي تعتبر مركز اهتماماته، فهو معاد للأنثوية ومعاد للصحوة أو الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية المتعلقة بالأقليات. وهو من أصل يهودي فرنسي، وزعم أن حكومة فيشي حمت اليهود الفرنسيين، وأنه يجب منع الأسماء الأجنبية مثل محمد وأن الإسلام لايتطابق مع فرنسا.

و يعتبر صعود زمور تأكيد جديد على ضعف الأحزاب السياسية في سياسة انتخابات الرئاسة الفرنسية. وكشف ماكرون عن أثرمذهل عام 2017 من أن هناك إمكانية للحصول على الرئاسة بناء على دستور الجمهورية الخامسة بدون أن يكون لديك حزب له تاريخ طويل. وقال ناخب: “سيكون هناك قبل وبعد ماكرون، ولم تعد الأحزاب القديمة من اليمين واليسار موجودة أصلا، ولا يعرف الناس أنفسهم من خلالها، ويشعرون بالضياع“. ولم يحصل مرشح الاشتراكيين بينوا هامون في انتخابات عام 2017 إلا على نسبة 6% من الأصوات،وحالهم ليس أحسن من ذلك الوقت وحتى في ظل زعيمتهم آن هيدالغو، عمدة باريس.

وتعيش فرنسا قبل خمس أشهر على الانتخابات مزاجا ساخنا وجر زمور السياسة إلى أرض مسمومة وهو يسهم في ما قد يكون حملة قبيحة وانقسامية.

ووفق مجموعة من المحللين السياسيين، فإن الصدى الذي وجده إيريك زمور إلى الآن، يرجع إلى خطابه الذي يركز على عداءالمهاجرين، وخوف الفرنسيين من اتساع ظاهرة المتطرفين وسط الجالية المسلمة، خاصة مع تحذير الإعلام الفرنسي المستمر مما يسميه خطرعودة الجهاديين الفرنسيين الذين تطوعوا للقتال إلى جانب الجماعات المسلحة المتشددة .

وذهب الدكتورعبد الله بوصوف كأحد المتتبعين للشأن السياسي في فرنسا حول ترشح إريك زمور المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية: إلى القول، فرنسا ومستقبلها سيكون بالهجرة أو لا يكون، لأن فرنسا اليوم تعيش في العالم ومع العالم. إذ نجد اليوم أكثر من 3.5 مليون فرنسي يعيشون عبر العالم في إطار الهجرة الاقتصادية وتعتبر فرنسا من بين الدول الأولى في العالم المستفيدة من تحويلات المهاجرين

يثير خطاب زمور العنصري وهوسه المعادي للعرب والمسلمين وشعبيته المتزايدة لدى جزء من اليهود الفرنسيين، قلق المؤرخ اليهودي سيرج كلارسفي الذي ناشد اليهود في مقال نشر بجريدةلوموندفي 11 يوليو 2021 “للنأي بأنفسهم عن اليمين المتطرف”.

لكن بالنسبة لميشيل فيفيوركا، فإنهذا اليهودي الذي يخوض طريقه في أقصى اليمين لم يبدأ حملته بعد ولم يواجه إلى حد الآن أي مصاعب، لكن الضربات ستأتي. لا أستسيغ شخصيا ردود أفعال شخصيات مهمة مثل بيرنار هنري ليفي أو فرانسيس خليفة، ولكنها قوية بما يكفي. وفي الوقت الحالي يبقى الناخبون في حيرة”.

نأمل أن يسمح النقاش ـ بل يجب أن نقول الكفاح ـ بتفادي تحقق نكتة يهودية رديئة مفادها أن يهوديا صار أول رئيس تحريفي وعنصري ومعاد للإسلام وكاره للنساء ومعاد للمثليين في تاريخ فرنسا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: