نشرتُ قبل أسابيع هذه الجملة:
[وُلدتُ قبل دولة الجزائر ب 12 عاماً]
فكانت كافيةً لإخراج المدعو محمد الهادي الحسني الجزائري فقيهِ الكبرانات عن رُشده وسلخه عن مروءتِه عبْر جريدة الشروق الجزائرية. وعِوَضَ أن يناقش الفكرة التي أُصِرّ على صحتها الآن والمتمثلة في انعدام وجود شيءٍ اسمه دولة جزائرية قبل سنة 1962م (والحديث هنا عن “دولة”) وليس عن شعب. دولة صنعتها فرنسا بيديها صُنعاً، ثقافةً ولغةً وإدارةً وحدوداً وتعميراً… قلتُ عِوَض أن يدحض هذا الفقيه الإفرنجي الفكرة بالفكرة، وبدلَ أن يُفنّد الحقيقة التي صعقَته صعقاً، راحَ يعبّر عن خِسّة خُلق ويُعْرِب عن وضاعة أدب… تصوّروا… الرجل لم يفُتْه أن يشنّع من عدد زوجاتي، ومن وزني -نعم من وزني- حيث قال رجْماً بالغيب بأنني أزن قنطاراً وعشراً، وليت شِعْري ما علاقةُ زواجي ووزني وطولي وشكلي بحقيقة تاريخية من تاريخ الجزائر؟. لقد أذهلني وأدهشني هذا السلوك الصبياني من داعية مرموق عندهم بلغ من الكِبر عتياً. وبالمناسبة فهو أيضاً أقدم من دولته ب 15 عاماً.
لقد أطال هذا المُتَصابي النفَسَ في شرح عبارة (سفِه نفسه) وأَسقطَ عليّ كلَّ تلكَ المعاني السلبية ليخلُص إلى مقولته (أسفه منه لم تر عيني). يقصدني أنا.
غير أنّ كلّ ما تلوّث به هذا العجوز الخَرِف من خِسَّةٍ ونذالة لا يُعدُّ شيئاً أمام جُرْم تكفيره للشعب المغربي برُمّته وإدخاله بصريح العبارة في زُمرة المشركين. كَبُرَتْ كلمةً تخرج من فمه. لقد قال بالحرف (كأن “سيِّدَهم” و”معبودَهم” هو “سادس” الخلفاء الراشدين…)
قلتُ: أمَا وأنّ أميرَ المؤمنين محمداً السادس نصره الله هو سيدُنا، فهو كذلك؛ وأكرِمْ به من سيّد وأنعم. ف”السيادة” يمكن إطلاقُها على ذوي الفضل والنسب الشريف من غير حرج. ونحن المغاربةَ درَجْنا على مخاطبة بعضنا ب(سيدي) دون اعتبار حتى للمقامات والمنازل. هذا مألوف عندنا ومعروف. وأمّا كون الملك معبوداً لنا، فهذه فِرْيةٌ تُطوِّقُ الكذّابَ الأشِر إلى يوم القيامة. وممّا هو معلوم من الدين بالضرورة، أنّ مَن اتخذ معبوداً غيرَ الله فهو كافرٌ مشركٌ بالله في الكتاب والسنّة والإجماع. وهذه هي ملّة إبراهيم التي قال عنها الله سبحانه {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ}
فيكون العجوز الأخرق سفيهاً قُحّاً حَقّاً ببيان القرآن العظيم وتبيانه.
وفي الحديث الصحيح: [أَيُّما رَجُلٍ قالَ لأخِيهِ: يا كافِرُ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما.] متفق عليه. فكيف بمن قال لشعب بأكمله يامشركون؟ وهذا واضحٌ في قوله (معبودهم)
فأيّنا بربّكم ينطبق عليه وصفُ السفه بجميع معانيه لغةً واصطلاحاً؟.
ليس هذا فقط بل إنه وصف البرلمانيّين والوزراء المغاربة بأنهم (هامانات) نسبة إلى هامان و(قارونات) نسبة إلى قارون… وكل هذا تكفيرٌ ولا أبا بكر له …
أليس في الجزائر كلِّها حاكمٌ رشيد يَحْجُرُ على هذا الداعشيّ الموغل في السّفه؟.
[يُتبع بالجزء الثاني إن شاء الله]