تسبب إعلان “الفيفا” عن مواعيد مونديال الأندية المقبل في الإمارات، وتحديدا في شهر فبراير من العام المقبل، في إرباك حسابات بعض المنتخبات الأفريقية التي تملك لاعبين سيشاركون في هذا المسابقة بسبب تداخل موعدها مع كأس أمم أفريقيا التي ستجرى بالكاميرون.
وفي مقدمة تلك المنتخبات المغرب المهدد بفقدان لاعبين، وهما حكيم زياش نجم تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا، وبدر بانون لاعب الأهلي المصري.
وإصرار “الفيفا” وبشكل غريب على إقامة هذه النسخة في مواعيد تتداخل مع “الكان” وتخويل الأندية المشاركة في بطولة كأس العالم حق الاحتفاظ بنجومها، حمل عدم تقدير واضح للكرة الأفريقية في شخص اتحاداتها المحلية ومنتخباتها.
متاعب كبيرة
هذا الموقف سيضيف متاعب كبيرة إلى اللاعب المغربي حكيم زياش الذي تُبذل مساع قوية ووساطات من أجل احتواء خلافاته مع وحيد خليلوزيتش مدرب المغرب ليعود إلى الأسود، ليصطدم اللاعب بقرار “الفيفا” الذي سيمنح تشيلسي حق الاحتفاظ بخدماته في مونديال الأندية، ومعها قد تضيع عليه المشاركة الثانية في “الكان” بعد الأولى التي كانت مخيبة في مصر.
وما سيحدث سيفضي إلى اصطدام بين الاتحادات المحلية الأفريقية والأندية التي تضم لاعبين يمثلونها، والاتفاق بين الطرفين هو فقط الذي يفضي إلى حلول أمام ما فعله “الفيفا”.
ومنذ انتخاب السويسري جياني إنفانتينو رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم قبل 5 أعوام كاملة، والعلاقة بينه وبين الكرة الأفريقية دائما مثار جدل واسع.
وجاء قرار “الفيفا” بمثابة صدمة للكرة الأفريقية في ظل التزامن الواضح مع بطولة كأس الأمم الأفريقية التي ستستضيفها الكاميرون في الفترة بين التاسع من يناير إلى السادس من فبراير.
المنتخب المغربي مهدد بفقدان لاعبيْن هما حكيم زياش نجم تشيلسي الإنجليزي وبدر بانون لاعب الأهلي المصري
ولم يحترم “الفيفا” روزنامة الكرة الأفريقية، ووضع العربة أمام الحصان، في ظل مشاركة الأهلي بطل أفريقيا في مونديال الأندية، واحتمالية حرمانه من أبرز نجومه الدوليين بسبب قرار الاتحاد الدولي.
وأكد قرار موعد المونديال أن الكرة الأفريقية بالكامل ليس لها أي وزن لدى إنفانتينو الذي كان حاضرا في مصر يومي الخميس والجمعة الماضيين، وشارك في اجتماع الجمعية العمومية للكاف.
وخرج إنفانتينو بتصريحات حول بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة، مؤكدا لبعض القنوات المصرية أنها بطولة كبرى، وستكون كالعادة مهرجان الكرة الأفريقية.
وبعد أيام معدودة اتخذ إنفانتينو قرارا بإقامة مونديال الأندية في توقيت متزامن مع كأس الأمم الأفريقية. واعتبر أحمد حسام ميدو نجم توتنهام السابق في تغريدة له قرار “الفيفا” خير دليل على عدم احترام الكرة الأفريقية.
وأكد ميدو أن القرار سيتغير إذا كان مرتبطا ببطولة قارية أخرى مثل كوبا أميركا أو كأس الأمم الأوروبية.
وسبق أن كان لرئيس “الفيفا” عدة تدخلات في الكرة الأفريقية بعد الأزمة التي نشبت في نهاية عهد أحمد أحمد رئيس الكاف السابق، بعد شكوى الراحل عمرو فهمي سكرتير الكاف السابق لدى لجنة الأخلاق بـ”الفيفا”.
وتدخل إنفانتينو بإقحام “الفيفا” في الأمر، ومنح صلاحيات لنائبته السنغالية فاطمة سامورا لإدارة الكرة الأفريقية، رغم أن ذلك لم يحدث في اتحادات أخرى.
وتوقع الكثيرون أن تتم معالجة الأمر بشكل مختلف، ويتم منح الصلاحيات للسكرتير العام أو نائب الرئيس بدلا من التدخل بشكل مباشر من “الفيفا”.
تدخلات غير واقعية
تدخلات إنفانتينو كانت غير واقعية، وهو ما حدث بطرحه فكرة إقامة دوري السوبر الأفريقي، رغم أن القارة السمراء تعاني في عدة ملفات، على رأسها الملاعب وملف التحكيم.
وبعد عدة شهور نفذ إنفانتينو وعده بتطوير ملف التحكيم باقتراح إشراف بيير لويجي كولينا على منظومة التحكيم في الكاف لتطوير الأداء التحكيمي.
ولم تجد الكرة الأفريقية من تدخلات إنفانتينو خطوات للنجاح أو التطور كما توقع البعض، بل بالعكس هناك أزمات لا تزال تبحث عن حل في البطولات القارية.