أولا : لماذا لم يتحرك جنرالات الجزائر عسكريا حينما كانت إسرايل في موريتانيا طيلة 14 سنة ؟
حسب الشيخ ( كوكل ) بدأ الإعداد لربط موريتانيا علاقتها مع إسرائيل منذ في 27 نوفمبر 1995 بفتح مكاتب لرعاية المصالح في تل أبيب ونواكشوط […] وفي نهاية أكتوبر 1998 قام وزير الشؤون الخارجية الموريتاني شيخ العافية ولد محمد خونة بزيارة تل أبيب ليبارك فوز بنيامين نتانياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية وأجرى خلالها مباحثات سرية [….] وفي 28 أكتوبر 1999 أُعْلِنَ عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين موريتانيا وإسرائيل في العاصمة الأمريكية واشنطن. وأسهمت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت في توقيع الاتفاق. !!!!! فلماذا لم تقم العصابة الحاكمة في الجزائر بأي ضجة عسكرية تخوفا من وجود إسرائيل على حدود الجزائر الجنوبية ؟ دون أن ننسى أن المغرب كان قد فتح مكاتب الاتصال مع إسرائيل منذ 1994 وأغلقها سنة 2000 احتجاجا على السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وإعلان الحكومة الإسرائيلية وقف عملية السلام ، بينما استمرت العلاقات الدبلوماسية كاملة بين موريتانيا وإسرائيل إلى عام 2010 ، أين كانت مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر حينما كانت إسرائئيل على حدود الجزائر الجنوبية ( حسب منطق العسكر الحاكم في الجزائر طيلة 14سنة دون أن تحرك العصابة ساكنا ) ويروج بقوة اليوم ونحن في 2021 أن هناك ترتيبات لإعادة العلاقة بين موريتانيا وإسرائيل ثانية.
ثانيا : كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر هم الذين استقدموا إسرائيل إلى جوارهم بسبب البوليساريو :
بعد عزلة حكام الجزائر دوليا وفشلهم في قضية الصحراء التي كانت دافعا حاسما للاستقواء بإيران وخاصة بحزب الله اللبناني الذي يتواجد حاليا بتندوف … والجميع يذكر يوم ظهر ميلُ كابرنات فرنسا المفضوح إلى شيعة إيران ، قام ناشطون جزائريون بحملة لطرد المستشار الثقافي الإيراني من الجزائر المدعو أمير موسوي عام 2016 باعتبار الجزائر دولة إسلامية سنية مالكية لا يمكن أن تقف مكثوفة الأيدي أمام حملة ( التشيع ) التي يقودها أمير موسوي في الجزائر رفقة شردمة من الجزائريين المتشيعين ، لكن الحملة سرعان ما خَفَتَ صوتُها ولا ندري عن مصيرها شيئا ، لأن المؤكد أن ظاهرة ( الاستبصار ) أو التشيع لا تزال تغزو المدن والمداشر في الجزائر … ومن أسباب انتشار التشيع في الجزائر :
1) تجهيل المستعمر الفرنسي للشعب الجزائري طيلة 132 سنة ، لأن المستعمر الفرنسي حال بيننا وبين التعليم بالقوة وحجبوا عنا هذا الحق الطبيعي بحجة أننا من ( الأعراق الدنيا ) وهم من ( الأعراق المتفوقة ) التي عليها واجب نقل الحضارة إلى ( الأعراق المنحطة ) تم استثناؤنا بصورة ظالمة من هذا الحق المكفول لنا كما لغيرنا من سكان ما يسمى الجزائر الفرنسية لا لشيء سوى لكوننا أهالي يتوجب علينا أن نبقى (خمّاسة ) عند السادة المستوطنين…
2) وقد كانت تلك السياسة الاستعمارية طيلة 132 سنة كافية لنشر الفراغ العقائدي والروحي عامة لدى أغلبية الشعب الجزائري ، ومما زاد الطين بلة أنه بعد (الاستقلال ) المزور أن المقبور بومدين حارب كل من فيه رائحة التعاطف مع ( جمعية علماء المسلمين ) الجزائرية وهو ما زاد ترسيخ الفراغ الروحي والعقائدي لدى الشعب الجزائري .
3) اختيار المقبور بومدين التوجه نحو الشيوعية بالاعتماد على الاتحاد السوفياتي الذي كانت مراكزه الثقافية في الجزائر تنشر مبادئ الشيوعية وعلى رأسها مبدأ ( الدين أفيون الشعوب ) الذي لا يزال منتشرا بين كثير من الذين يعتبرون أنفسهم ورثة الثقافة الحديثة في الجزائر وهي الثقافة التي تَشَبَّعَ بها كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر إلى اليوم ، فالدين عندهم عامل من عوامل التخلف ، والحقيقة هي أنهم ينشرون هذه الأفكار ليخلو لهم المجال لنشر الديماغوجية والبروباغاندا التي يسيطرون بها على السلطة في الجزائر …
إذن لقد وجد الإنسان الجزائري نفسه لقمة سائغة في فم مافيا جنرالات فرنسا الحاكمة في الجزائر لأنهم يحكمون إنسانا فارغا من الناحية الروحية وليس له مرجعية دينية قوية بامتلاكه لعلوم الدين ( علوم القرآن الكريم والتفسير والعقيدة والفقه وأصول الدين وعلم القراءات وعلوم اللغة العربية من النحو والبلاغة وغيرها) ، لذلك نجد الإنسان الجزائري فارغا من الناحية الروحية إلى الآن لأن العصابات التي توالت على حكمه ولا تزال تتمسك بتجهيل الشعب الجزائري في هذه العلوم الشرعية ، وَتُعْتَبَرُ الجزائر من أجهل الدول الإسلامية بعلوم دينها الإسلامي إلا من رحم ربك .
لهذه الأسباب وجدت الشيعة الإثنا عشرية الإيرانية هذا الفراغ الروحي العقائدي لدى الشعب الجزائري وكما هو معلوم أن الطبيعة تكره الفراغ وشرعت إيران في غزو عقول الجزائريين بعقيدتها الشيعية الإثناعشرية ، ولا يجب أن نغفل عدم اهتمام العصابة الحاكمة بعقيدة الشعب الجزائري لأن ما يهمها هو أن يبتعد الشعب عن المطالبة بالدولة المدنية ومحاربة السلطة العسكرية الجاثمة على صدر الشعب الجزائري ، كُنْ يهوديا أو مجوسيا أو بوذيا أو هندوسيا فالمهم عندهم ألا تمس كراسي الحكم التي يتوارثها حفدة فرنسا أبا عن جد في الجزائر…
- بعد موت البوليساريو حكام الجزائر يقدمون لإيران موطيء قدم في المنطقة المغاربية :
لقد أصبح موت البوليساريو أمرا واقعا لا شك فيه لكن الملايير التي تَصْرِفُهَا العصابة على هذا الكيان الوهمي في تزايد مستمر، ولا تتورع العصابة الحاكمة في الجزائر في الاندفاع والتهور بمزيد من السخاء في المصاريف على ما تبقى من البوليساريو لزرع روح جديدة في جثة البوليساريو لإطالة نزاع الصحراء المغربية إلى ما لا نهاية ، وقد كان من ضمن خطة إعادة الحياة لجثة البوليساريو الهامدة ارتماء مافيا حكام الجزائر في أحضان إيران تطبيقا للقول المشهور عدو عدوي صديقي ، فبما أن المغرب قد أعد ملفا ضخما لنشاط حزب الله في تندوف يتضمن دلائل قاطعة على أن حزب الله قام وبتنسيق مع سفارة إيران في الجزائر بتقديم كل المساعدات لجبهة البوليساريو لتكوين قيادة عسكرية، وتدريب عناصر من الجبهة في مخيمات تندوف على الحرب فضلا عن تسليمها أسلحة ودعما ماليا ولوجستيكيا وعسكريا للبوليساريو ، وقد قدم المغرب هذا الملف لإيران لكنه لم يتلقى جوابا فقرر قطع علاقاته مع إيران في فاتح ماي 2018.…اختنق حكام الجزائر في الركن بين ثلاثة جدران فأوروبا تميل إلى الطرح الأمريكي الإنجليزي حول قضية الصحراء المغربية خاصة بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء ، وأحرقت مافيا الجنرالات كل أوراقها في قضية الصحراء خاصة حينما دَقَّ قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2602 آخر مسمار في أحلام مافيا الجنرالات الفرنسيين من أصل جزائري الذين يجثمون على صدر الشعب الجزائري ، بعد هذا الاختناق مالت العصابة الحاكمة في الجزائر كليا إلى إيران وحليفها حزب الله وخاصة جناحه العسكري لتميل كفة القوة العسكرية إلى جانب شنقريحة نظرا للظروف الداخلية التي تغلي وعليه وجد العسكر الجزائري له دعما عسكريا آخر في حزب الله لكنه نسي أن المغرب بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء هو على استعداد للتحالف مع شياطين الإنس والجن لدحر أي تدخل عسكري متهور للمجنون شنقريحة مما اضطره إلى الإسراع في ربط علاقته مع إسرائيل .
- · فمن كان السبب في استقدام إسرائيل إلى حدود الجزائر ؟
يرى كل ذي عقل سليم أن المغرب في الماضي القريب استغل عدة مناسبات ليمد يده إلى العصابة الحاكمة في الجزائر وأعلن عن نيته للجلوس مع العصابة الحاكمة في الجزائر على طاولة المفاوضات لمناقشة كل القضايا العالقة بين الجزائر والمغرب ، وقد كرر المغرب ذلك عدة مرات و من على أعلى سلطة في المغرب ، لكن العصابة الحاكمة في الجزائر كانت كلما أعلن المغرب عن مد يده إليهم ازدادوا تهورا وبالغوا في استفزاز المغرب بشتى أنواع التهم الكاذبة : المغرب أحرق غابات تيزي وزو – المغرب يستفزنا بعرض مساعدته لإطفاء حرائق الغابات – المغرب قتل جمال بن اسماعيل وأحرق جثته – المغرب يتجسس على غرفة نوم تبون حاشاكم – المغرب يدوس بالأقدام على حقوق الإنسان أمام صمت المنظمات الدولية المعنية – المروك المروك المروك .. وكأنه لا يوجد شيء في هذا الكون سوى المروك !!!!
أحلام في المنام : استطاعت إسرائيل بكل وسائلها الخبيثة أن تدخل إلى منظمة الاتحاد الإفريقي لكن المحور المغاربي القوي في هذه المنظمة والمكون من الجزائر وليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا استطاعوا أن يقنعوا أغلبية الدول الإفريقية حتى تم طرد الكيان الصهيوني من المنظمة الإفريقية بفضل تعاضد وتضامن دول المنطقة المغاربية الخمس ونشاطاتها المكثفة في عموم إفريقيا حتى طردوا العدو الصهيوني من المنظمة الإفريقية …. انتهى الحلم فكانت اليقظة …
كوابيس اليقظة : لا تزال الأزمات الاقتصادية تتوالى على الجزائر : انهيار الشرعية السياسية الحاكمة في الجزائر لأن الدستور غير شرعي والرئيس غير شرعي – انهيار القدرة الشرائية للشعب الجزائري أمام الارتفاع المهول للمواد الغذائية في السوق العالمية وخاصة أن الجزائر تستورد 98 % من موادها الغذائية من الخارج ، هذا بالإضافة إلى انهيار الدينار الجزائري الذي أصبحت قيمة الورقة التي يطبع عليها أغلى منه وأصبح المواطن الجزائري بين مطرقة مليون طابور للمواد الغذائية الشحيحة وانعدام السيولة المالية وقيمتها الهزيلة – انشغال العصابة الحاكمة بالهزائم المتتالية في قضية الصحراء حتى وجدت نفسها في مواجهة المنتظم الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن وخاصة بعد قراره الأخير 2602 الذي صفع العصابة الحاكمة في الجزائر صفعة مدوية جعلت رمطان لعمامرة منحوس الدبلوماسية الجزائرية يختفي عن الأنظار وجعل كابرانات فرنسا الحاكمين يكيلون الشتائم لكل المنظمات الدولية من أكبرهم وهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى أصغرهم وهي منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية وتعتبرها كلها تحابي المغرب وتقف ضد الجزائر ، في حين أن الحقيقة هي أن حكام الجزائر عسكر ومدنيين لا يزالون يعانون من الجهل الذي غرزه المستعمر الفرنسي كما سبق ذكره ، لأنك لن تجد بينهم من له القدرة على فهم مضامين قرارات مجلس الأمن ، فلهم قاموسهم الخاص الذي أكل عليه الدهر وشرب والذي يعود لستينيات القرن الماضي والذي من خلاله يفسرون ويؤولون مضامين قرارات مجلس الأمن ، لذلك تجد العالم كله يفهم مضامين هذه القرارات إلا االعصابة الحاكمة في الجزائر بالإضافة إلى الشردمة التي تحيط بها من الشياتة الذين يعتبرون أنفسهم أساتذة جامعيين حقيقيين وهم ليسوا سوى شياتة يساعدون السلطة العسكرية الجاثمة على صدر الشعب الجزائري ويبررون جرائمها ضد الشعب ، أما أساتذة العالم الجامعيون فهم يتبرأون منهم لأن أساتذة الجزائر نشأوا في ثكنة عسكرية ولا يزالون يدورون في فلك مفاهيم تعود لعهد الحرب الباردة أو يدورون في مفاهيم تغيرت حقولها الدلالية منذ حوالي ثلاثة أرباع قرن من الزمان وهم لا يزالون يهيمون في الديماغوجيا والإيديولوجيا التي لا تضمن قطعة خبز للشعب الجزائري ..وعليه حينما ضاقت الأرض بالعصابة الحاكمة في الجزائر اتجهت صوب الغرب لتعلق مصائبها على مشجب العدو الكلاسيكي ( المغرب ) واتجهت نحو إيران وحزب الله لتدعيم أركانها المتهالكة سياسيا وعسكريا واقتصاديا ، أما رائحة ما له علاقة بالتنمية الاجتماعية فلا تعرفها العصابة الحاكمة في الجزائر ، لأن العسكر لا يعرف حل المشاكل إلا بالقوة ، والدبلوماسية الجزائرية عنيفة حتى في مفرداتها وأساليب بياناتها لأن العنف في دماغها ، لكن المغرب لما أعيته كل محاولات التعقل أمام مجانين حكام الجزائر المتعنتون المتعصبون الذين لا يعرفون سوى المجادلة والملاججة والمخاصمة ، ويجهلون أساليب النقاش والحوار البناء ، المغرب حينما وجد نفسه أمام هؤلاء الحكام الذين يعاملون شعبهم بقساوة طيلة 60 سنة ، وبعد أن أرسى المغرب دعائم اقتصاد عصري حداثي قوي استطاع به أن يكسب قدرات متينة أمام تقلبات الاقتصاد العالمي ابتداءا من تنويع مصادره الاقتصادية واكتساب شبابه مهارات وقدرات صناعية مهمة في مجالات ( صناعة السيارات والطائرات والخدمات ذات القيمة العالية التي يمكن أن تنافس بها دول عالمية ) ، فحينما وجد المغرب نفسه أمام حكام في الجزائر حمقى مجانين بشهادة بعض عقلاء الجزائر دار 180 درجة و محا من أجنداته دولة اسمها الجزائر وطبق مقولة ( لا يصح إلا الصحيح ) و اتجه إلى تطبيق مقولة ( عدو عدوي صديقي ) وهي ( إسرائيل ) التي وجدها على استعداد للوقوف بجانبه ضد أعدائه عُدَّةً وعتاداً …..
ثالثا : وجد المغرب نفسه أمام عصابة من المجانين تحكم الشعب الجزائري فأعاد النظر في علاقته معهم :
بقليل من التفكير نجد أن الذي تسبب في عودة إسرائيل إلى حدود الجزائر سنجد تعنت مافيا الجنرالات الجزائريين هو السبب ، فلو استجابت مافيا الجنرالات لليد المدودة من طرف المغرب ، وجلس الطرفان إلى طاولة المفاوضات لحل خلافاتهم القديمة والجديدة ونجحوا في ذلك وانتهى الخلاف بين الدولتين واستقرت المنطقة لكانت الأمور قد سارت حسب منظق العقلاء في العالم ولن تحتاج الجزائر بعد ذلك لحزب الله ولن يحتاج المغرب لإسرائيل ، لكن المغرب وجد نفسه أمام مخلوقات خارج الزمان في علاقتهم مع الشعب الجزائري نفسه ، لهم منطق مقلوب وعقلية عدوانية بالمجان حتى مع شعبهم المغبون ، متعصبون جهلاء طبيعتهم يغلب عليها الملاججة والشعوذة ونشر الأكاذيب والتخاريف فالتجأ المغرب إذاك إلى العمل في صمت كعادته فاختار حلفاء آخرين منهم إسرائيل ، فلو استجابت العصابة الحاكمة في الجزائر لدعوات اليد الممدودة من طرف المغرب التي مدها أكثر من مرة وتوصلا معا إلى حلول لمشاكلهما ومع ذلك أعاد المغرب علاقته مع إسرائيل وعقد معها حلفا ضد العصابة الحاكمة في الجزائر إذاك سيعيب العرب وغير العرب على المغرب أنه بدأ باستعداء الجزائر ظلما وعدوانا ، لكن المغرب بدأ بمد يد المصالحة للعصابة الحاكمة أكثر من مرة ولما يئس من ردهم على المصالحة بل زادوا في تنطعهم الذي بلغ درجة قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الأجواء الجزائرية في وجه جميع الطائرات المغربية مدنية كانت أو عسكرية وإطلاق أبواق مزابل الإعلام الجزائري بنشر التهم المجانية بدون دلائل أو حتى مؤشرات العدوان ، حينئذ يئس المغرب من ميل حكام الجزائر إلى التعقل وأصبح معذورا في أن يحمي نفسه ولو بالتحالف مع شياطين العالم خاصة وأن حزب الله كان ومنذ سنين طويلة في تندوف لتدريب البوليساريو على حرب العصابات وحرب الأنفاق لاختراق الجدار الأمني المغربي ورغم ذلك قابل المغرب كل ذلك بمد يده للعصابة الحاكمة في الجزائر ، إذن أصبح المغرب اليوم في حِلٍّ من أي رابطة تربطه بالعصابة الحاكمة في الجزائر باستثناء الشعب الجزائري الذي قدم له ملك المغرب التهاني بمناسبة عيد الاستقلال مباشرة ، وبذلك يكون قد أرسل رسالة إلى الشعب الجزائري مضمونها أن المغرب يواجه العصابة الحاكمة في الجزائر التي أصبحت عدوة للشعب الجزائري والشعب المغربي لذلك فهو لا يزال يحتفظ بالمودة والأخوة للشعب الجزائري ….
لولا البوليساريو لما كانت الجزائر هي ما نراه عليها اليوم ، فالمقبور بومدين صنع مع المقبور القذافي عصابة من المرتزقة الانفصاليين وهي البوليساريو التي ربطت علاقتها مع كل الإرهابيين في العالم ومنهم حزب الله ، فما من عصابة للمرتزقة في العالم إلا ولها علاقة مع البوليساريو ، إذن تَمَسُّكُ عصابة حكام الجزائر بمرتزقة البوليساريو أعطى للمغرب المبرر القوي أن يبحث عن حلفاء للدفاع عن حوزة ترابه وهو في ذلك لَا لوم عليه خاصة وأنه لم يفعل ذلك كرد فعل فوري بعد استقدام البوليساريو لحزب الله إلى تندوف منذ 2017 ، لقد أمهل المغرب العصابة الحاكمة في الجزائر أكثر من عشر سنوات أي قبل استقدامهم عناصر من حزب الله إلى تندوف لعلهم يَرْعَوُونَ ، لكن الجاهلَ اللَّجُوجَ لا ينفع معه منطق العقلاء ، فما عليك إلا أن تواجهه بمنطق العنف الذي يسكن دماغه لأن المتعنت النزق المتهور يخاف ولا يَرْعَوِي لأنه باع نفسه للشيطان فلن يأتي منه أي خير ، لذلك قد بدأ الكثير من الكتاب والمفكرين ينتابهم الشك في أن يحقق حراك 22 فبراير 2019 نتائج تذكر لأن العصابة استغلت سِلمية الحِراك واقتادت المئات من عناصره إلى السجون ولا تزال تحصد رؤوس الحراك الواحد تلو الآخر ، فهل مخلوق مثل شنقريحة يعرف الحوار والمسالمة ؟ فمثل هؤلاء لا ينفع معهم إلا استئناف ثورة فاتح نوفمبر 1954 لأن هذه العصابة الحاكمة اليوم في الجزائر هي نفس مستعمر الأمس ، واستئناف جهاد فاتح نوفمبر 1954 يعتبر محاولة لإعادة الأمور إلى طريقها الصحيح لأن المقبور بومدين خنق ثورة فاتح نوفمبر 1954 واغتصب السلطة بالتآمر مع الجنرال دوغول لتبقى السلطة في الجزائر عسكرية إلى الأبد وتبقى الجزائر تابعة لفرنسا إلى الأبد وهو ما نراه لا ما نسمعه من أبواق الدعاية الجزائرية..
مافيا جنرالات الجزائر جاءوا بحزب الله إلى تندوف والمغرب جاء بإسرائيل إلى المغرب ، حلال على كل طرف أن يبحث عمن يساعده على الدفاع عن مصالحه العليا ، لكن العصابة الحاكمة في الجزائر اختلقت معضلة الصحراء وحاول معها المغرب عدة مرات لكي تتعقل ، كما حاول معها كثير من رؤساء الدول ذوي القيمة دوليا لكن بدون جدوى ، وهاهي العصابة اليوم تتلقى الضربات من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمغرب ماضٍ في حصد النتائج في صالحه دبلوماسيا ويستعد عسكريا لأي تهور لمجانين عسكر الجزائر ، إِنَّ تحالف المغرب مع إسرائيل يشبه إلى حد بعيد تلك القفزة البهلوانية لحمقى مافيا العسكر الجزائري حينما دفع مجموعة من اللقطاء سماهم ( مدنيين صحراويين ) لإغلاق معبر الكركرات ، وأمهلهم المغرب ثلاثة أسابيع وهم يرقصون ويتنطعون والعالم يشاهد رقصاتهم البهلوانية ، وفجأة طردهم الجيش المغربي من معبر الكركرات يوم 13 نوفمبر 2020 بعد أن أشهد عليهم العالم والأمم المتحدة فكانت النتيجة أن قلب المغرب موازين القوى في المنطقة بسلاسة حينما دفع جداره الأمني نحو الحدود الموريتانية وسد على البوليساريو كل خرم إبرة للمرور إلى المحيط الأطلسي أمام العالم ، وانتظرت العصابة الحاكمة في الجزائر ومرتزقة البوليساريو إدانة مجلس الأمن لخطوة المغرب في الكركرات ، انتظروا أن يتضمن قرار مجلس الأمن الأخير 2602 الصادر في أواخر أكتوبر 2021 أن يوجه إنذارا للمغرب أو يعبر عن استنكاره لما فعل المغرب ، لكن الصفعة كانت قوية على قفا رمطان لعمارة حتى ( داخ ) لأن القرار الأخير لمجلس الأمن لم يذكر ذلك ولو بالإشارة بل بالعكس كان السكوت عن فتح المغرب معبر الكركرات في هذا القرار بمثابة ثناء على القوات المغربية لأنها فتحت المعبر دون أن تسيل ولو قطرة دم واحدة ، كذلك الأمر حينما أعاد المغرب علاقاته مع إسرائيل وهذه المرة وبدون تردد شملت علاقته معها اتفاقيات عسكرية بالواضح ولم يستنكر ذلك إلا العصابة الحاكمة في الجزائر لأن ذلك زائد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء كانت ضربة قوية في الأنف ، أي ضربة للغطرسة والنرجسية وتضخم الأنا المريضة لحمقى ثكنات العسكر في الجزائر لعلهم يعرفون قدرهم الحقيقي وينزلون إلى أرض الواقع ، الواقع والواقعية التي ما فتئت قرارات مجلس الأمن ترددها في قراراتها منذ 2007 لحل معضلة تافهة شكلا ومضمونا لم يعد يؤمن بها إلا الدول الفاشلة مثل فينزويلا وأمثالها كثر …
لم تعد العصابة الحاكمة في الجزائر تجد ولو أُذُناً واحدة في العالم تصغي لشكواها من المنظمات الدولية من أكبرها مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى أصغرها مثل منظمات المجتمع المدني في أفقر دولة ، لأن حكام الجزائر اللصوص قد اشتهر عنهم أنهم نصبوا على كثير من الدول بالشعارات مثل ( الجزائر مع فلسطين ظالمة أومظلومة – الجزائر قادرة على أن تنظم كأسين للعالم في السنة – الجزائر القوة العظمى ) وهي في حقيقة الأمر واقفة بصناعة الإرهابيين الذين تحيط بهم حدودها شرقا وغربا وجنوبا فأينما وَلَّيْتَ وجهك تجد جماعات إرهابية من صناعة عسكر الجزائر ….إذن لقد غدت دولة مافيا جنرالات الجزائر منبوذة كالبعير الأجرب وهي التي جاءت بإسرائيل إلى شمال إفريقيا بمواقفها المتعنتة وغطرستها الجهلاء ….
كابرانات فرنسا هم الذين جاءوا بإسرائيل إلى حدود الجزائر ، وليس المغرب إلا سببا في ذلك ….
ومستقبل البوليساريو في المنطقة سيكون موردا للمال مثل ( فاغنر ) الروسي ، لأنه سيحترف الارتزاق بالسلاح ويكون رهن إشارة طغاة العالم أينما كانوا ….