أوروبا تسعى للوحدة الإعلامية بـ”غرفة أخبار شاملة”

خصصت المفوضية الأوروبية نحو 1.8 مليون يورو (2 مليون دولار) للمساعدة في تأسيس ”غرفة أخبار أوروبية” تضم 16 وكالة إخبارية.

وقال تيري بريتون المفوض الأوروبي لشؤون السوق الداخلية الأوروبية خلال فعالية في بروكسل إن هذه ستكون ”أول فضاء غرفة إخبارية أوروبية شاملة، وسوف تسمح للصحافيين بتقديم تقاريرهم بصورة مشتركة بشأن الشؤون الأوروبية وتعزيز روح التعاون”.

وذكرت المفوضية أنه سوف يتم استخدام التمويل، بين أمور أخرى، لتمويل المزيد من التدريب في الغرفة الإخبارية، وموقع إلكتروني جديد متعدد اللغات، يضم نصوصا مختارة تتعلق بموضوعات خاصة بالاتحاد الأوروبي من الوكالات الإخبارية المشاركة.

وتتولى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تنسيق المشروع. والوكالات المشاركة الأخرى هي وكالة فرانس برس (أ.ف.ب)، ووكالة أنباء أنسا الإيطالية، ووكالة أنباء بيلجا البلجيكية ووكالة الأنباء النمساوية (أ.ب.أ)، ووكالتا إفي وأوروبا برس الإسبانيتان.

كما تشارك في المشروع وكالات من دول ليست أعضاء بالاتحاد الأوروبي مثل وكالة الأنباء الألبانية (إيه.تي.إيه) أو وكالة تانيوج الصربية. يذكر أن وكالة الأنباء السلوفينية (أس.تي.أي) ستكون أيضا من بين أعضاء غرفة الأخبار.

وعلقت الحكومة تمويل الوكالة في ديسمبر 2020 بسبب تقاريرها النقدية للحكومة المحافظة، مما أدى إلى انتقادات من بروكسل واستقالة مديرها وحملة تمويل جماعي لإبقاء أبوابها مفتوحة. وبعد ضغوط من الاتحاد الأوروبي، وافقت سلوفينيا في الثامن من نوفمبر الماضي على إعادة تمويل وكالة الأنباء الوحيدة في البلاد.

وقال بيتر كروبش رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الألمانية “عندما تستخدم 16 وكالة إخبارية من 15 دولة، لكل منها وجهة نظرها الوطنية بشأن أوروبا، غرفة إخبارية مشتركة في بروكسل، سوف يستفيد الجميع من تنوع وجهات النظر. وهذا العمل المشترك سوف يعزز من الجودة الصحافية”.

وأضاف أن هذه المبادرة سوف تشمل التدريب والفعاليات والبنية التحتية لغرفة الأخبار مثل التكنولوجيا وتدفق الأخبار.

وقال كروبش ”في ظل مفهوم غرفة الأخبار الأوروبية، من المهم بصورة خاصة بالنسبة إلينا أن تلتزم جميع الأطراف بصحافة حرة ومستقلة”.

وصرح ألكسندرو جيبوي الأمين العام للتحالف الأوروبي لوكالات الأنباء أن “المعلومات الموثوقة والجديرة بالثقة أصبحت سلعة أكثر قيمة هذه الأيام عندما تضرب المعلومات المضللة مجتمعاتنا بآثار قاتلة في بعض الأحيان”.

وأضاف أن “انخراط وكالات الأنباء في هذا المشروع ضمانة واضحة بأن التركيز سيكون على الحقيقة. يمكن أن تساعد مبادرة غرفة الأخبار الأوروبية في تعزيز الأخبار الجيدة من بروكسل إلى العالم، وسيكون ذلك بمثابة فوز في حد ذاته”.

وقال لوتشيانو مورجانتي الأستاذ في جامعة فريجي في بروكسل والباحث في مركز دراسات الإعلام والابتكار والتكنولوجيا التابع لها إن البرنامج سيكون مفيدا ليس فقط لقطاع الأخبار بل أيضا لجميع الأوروبيين.

وشرح “بالمقارنة مع القطاعات الصناعية أو الاقتصادية الهامة الأخرى، فإن تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام الأوروبية تم تجاهله لفترة طويلة في الطريق نحو التكامل الأوروبي لأسباب سياسية فقط”، مشيرا في هذا السياق إلى صعود الشعبوية والتشكيك في الحقوق والقيم الأساسية وقضية التضليل الإعلامي.

ومن الممكن أن يبدأ المشروع في يناير المقبل، على أن تصبح غرفة الأخبار جاهزة للعمل في منتصف العام المقبل