الاتحاد الدولي لكرة القدم يزيل صورة ترويجية لكأس العالم بعد حملة مغربية منددة بها
يوسف الفرج
اضطرت صفحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بكأس العالم قطر 2022 إلى إزالة صورة ترويجية أثارت غضب المغاربة بعد ما اعتبروا أنها تتضمن سرقة لتراث بلادهم.
ودفعت الحملة التي شنها المغاربة للتنديد بما اعتبروه سرقة التراث من قبل قطر و”فيفا” مسؤولين حكوميين في المملكة المغربية إلى التدخل.
وتظهر الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية لكأس العالم بقطر نجوم كرة القدم يقفون أمام ثلاثة أبواب عليها شعار “قطر 2022”.
وقال مغاربة إن الأبواب الثلاثة التي تظهر في الصورة هي معمار مغربي أصيل، متهمين قطر بـ”سرقته” ونسبته إليها.
وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي “هذه أبواب مغربية تقليدية أصيلة من إبداع صناع تقليديين مغاربة ونتاج تراث مغربي تبلور على مدى 12 قرنا من السيرورة والتطور”.
وتابع أنها “من بوابات ضريح الملك الراحل محمد الخامس بالرباط الذي بدأت أشغال بنائه عام 1962 وانتهت عام 1971”.
المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والاتصال المغربي استجاب للحملة وتحرك، ما أرغم الاتحاد الدولي لكرة القدم على إزالة الصورة
وواجهت قطر انتقادات لاذعة بسبب هذه الصورة حيث اتهمها أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتطاول على تاريخ المملكة المغربية.
وقال “سبحان الله بقدرة قادر أصبح ضريح الملك الراحل محمد الخامس يتواجد بالدوحة بدلا من الرباط ويمثل دولة قطر”، مضيفا أن “دولا منعدمة التاريخ أصبحت تتطاول على تقاليدنا ومعمارنا وتنسبه إليها وهذا لا يمكن أن نسمح به. الصورة من صفحة كأس العالم الرسمية ومنشوراتها المتعلقة بالترويج لكأس العالم”.
واعتبر آخر أن “قطر تستعمل التراث المعماري الأمازيغي المغربي للترويج لكأس العالم 2022 (…) إنها سرقة مع سبق الإصرار والترصد”.
والصورة كان لها مغزى، فصفحة “فيفا” كانت تقصد بالأبواب الثلاثة التأشيرات المتبقية لمنتخبات القارة الأوروبية في الملحق للتأهل إلى مونديال قطر.
وجرت الجمعة قرعة الملحق الأوروبي وأسفرت عن مواجهات قوية بين الفرق الأوروبية لكن ما يعني المغاربة فقط ما اعتبروه سرقة لتراثهم وهو ما جعل مسؤولين حكوميين يدخلون على الخط.
واستجاب المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والاتصال المغربي للحملة الغاضبة، وتواصل مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع على اعتبار أنه عضو بـ”فيفا” الذي تواصل بدوره مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي استجاب لطلب المسؤولين وأزال الصورة.
وتستضيف قطر بطولة كأس العالم في الفترة من الحادي والعشرين من نوفمبر إلى الثامن عشر من ديسمبر عام 2022، وهي الدورة الأولى التي ستنظم في بلد عربي.
ولطالما واجهت الدوحة اتهامات بشأن حقوق العمال الذين استعانت بهم من أجل تحضير البنية التحتية لاحتضان هذه التظاهرة الرياضية.
وآخر هذه الاتهامات والضغوط تلك التي دفعت بها مؤخرا الاتحادات الخمسة لكرة القدم في دول الشمال الأوروبي التي التزمت بمعارضة استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم في العام المقبل بسبب حقوق العمال.
وتقود دول الشمال الأوروبي وهي الدنمارك والسويد وفنلندا والنرويج وآيسلندا حملة لدفع الدوحة و”فيفا” إلى تحسين ظروف العمال الأجانب في قطر.
وبلغت القضية ذروتها في يونيو الماضي عندما أجرى الاتحاد النرويجي لكرة القدم تصويتا حيال مقاطعة المونديال من عدمها. وصوّت المندوبون في نهاية المطاف ضد المقاطعة، لكن التصويت سلّط الضوء على المخاوف في النرويج، موطن أحد نجوم كرة القدم في العالم وهو مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني إرلينغ هالاند.
قطر تواجه انتقادات لاذعة بسبب الصورة الترويجية حيث اتهمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتطاول على تاريخ المملكة المغربية
ومنذ سنوات تواجه قطر حملة تنديد واسعة لمطالبتها بتحسين ظروف العمال واحترام حقوقهم، وهو ما أرغمها على إجراء العديد من الإصلاحات في أوضاع العمال، والتي شملت تشديد قواعد مصممة لحماية العمال من الحرارة ورفع الحد الأدنى للرواتب، لكنها تظل غير كافية.
وتصرّ السلطات القطرية على أنها فعلت أكثر من أي دولة في المنطقة لتحسين رفاهية العمال، وترفض تقارير وسائل الإعلام الدولية حول وفاة الآلاف من العمال المهاجرين.
لكن منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير الثلاثاء أن “الواقع اليومي للعديد من العمال الأجانب في البلاد لا يزال قاسيا، على الرغم من التغييرات القانونية التي أُدخلت منذ عام 2017”.
ودعت المنظمة قطر إلى إلغاء نظام الكفالة الذي يسمح للشركات بمنع عمالها من تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد.
وخلص تحليل لصحيفة الغارديان البريطانية في فبراير الماضي إلى أن 6500 عامل مهاجر من جنوب آسيا توفوا في قطر منذ 2010.
وقالت منظمة العمل الدولية قبل أيام إن قطر لا تحقق في الوفيات المرتبطة بالعمل ولا تبلغ عنها على نحو دقيق، بما في ذلك وفيات بلا تفسير لعمال يتمتعون بصحة جيدة في ما يبدو.
ويشكل الأجانب غالبية سكان قطر التي تواجه تدقيقا بشأن أوضاع العمال لديها قبل استضافة بطولة كأس العالم.
وذكرت المنظمة أن البيانات التي جمعتها مراكز تديرها الحكومة لعلاج الإصابات والإسعاف في العام الماضي، كشفت أن 50 عاملا توفوا وأكثر من 500 تعرضوا لإصابات بالغة.