يجب أن نتخلص من البوليساريو حتى نتفرغ لتقرير مصير الشعب الجزائري من احتلال كابرانات فرنسا
كاتب جزائري : سمير كرم
أولا : مبادئ غوبلز التي تَحْكُمُ بها مافيا جنرالات الجزائر الشعب الجزائري طيلة 60 سنة :
من هو غوبلز ؟ : هو سياسي نازي ألماني ووزير الدعاية ( أي البروباغاندا ) في ألمانيا النازية من عام 1933 إلى عام 1945. كان أحد أقرب شركاء هتلر وأكثرهم تفانيًا في خدمته ، وكان معروفًا بمهاراته في إلقاء الخطب على الجمهور الألماني ، اشتهر بمبادئه التي يمكن بها استحمار الشعوب نذكر منها أقواله الخمسة المشهورة التالية :
1) اكذبْ اكذبْ حتى يصدقك الناس .
2) الكذبة إذا قيلت مرة واحدة تبقى كذبة ، وإذا أعيدتْ ألف مرة تصبح حقيقة .
3) لا شيء يمكنه التأثير على العقل أكثر من التَّـلْـقِين المُتَكَرِّرِ ، أنتم اِخْتَرِعُوا الأكاذيبَ ثم لَـقِّـنُوهَا للناس وافْرِضُوا عليهم أن يرددوها أكثر من سبع أو ثماني سنوات فَـسَـيَـنْـشَأُ جيلٌ جديد وسط انتشار تلك الأكاذيب فيصدقها بدون المطالبة بالأدلة .
4) اِعْطِنِي إعلاماً بلا ضمير أُعطيك شعبا بلا وعي .
5) كلما سَمِعْتُ كلمة ” ثقافة ” تَحَسَّسْتُ مسدسي .
أظن أن كل هذه الأقوال مفهومة لكن يجب التعليق على القول الخامس : ” كلما سَمِعْتُ كلمة ” ثقافة ” تَحَسَّسْتُ مسدسي .” وجدتُ كل المعلقين على هذا القول يكادون أن يتفقوا على أن معناه هو أن الثقافة تجعلك تُحَدِّدُ المسؤولَ عن مُعَانَاتِكَ ، بمعنى أن المثقف له فكر نقدي لا يتقبل أي شيء بسهولة ، كما أن المثقف يبحث دائما عن الصواب حسب المنطق العقلي السليم لأنه يستخدم الأدوات العلمية للوصول إلى الحقيقة ومنها المنهج العلمي الذي يرتكز على : قوة الملاحظة والاستقراء والاستباط والاستنتاج ، فالمثقف إذن يملك مَنَاعَةً ضد الأكاذيب لأنه مسلح بالمنهج العلمي ، لذلك يتحسس غوبلز مسدسه استعدادا لمواجهة عدوٍّ له مناعةٌ ضد الأكاذيب ولا يصدقها … سؤالنا هو : هل وصل الجزائريون إلى درجة أن أجيالا نشأت في الأكاذيب وأصبحت تصدقها بدون المطالبة بالدلائل ؟ الجواب هو : نعم ، قد وصلت أغلبية الشعب الجزائري إلى درجة تصديق الأكاذيب ولا يطالبون بالدلائل عليها وأكبر الأكاذيب التي يعيشها الشعب الجزائري هي أكذوبة ( الاستقلال ) وتليها أكذوبة الجزائر القوة العظمى في المنطقة المغاربية وإفريقيا والعالم !!!! وأخيرا أكذوبة مبدأ الدفاع عن الشعوب المقهورة وعلى رأسها الشعب الصحراوي أي البوليساريو ، ويمكن التفصيل في بعض الأكاذيب المشهورة وخاصة تلك التي فضحها التاريخ وهي كالتالي :
1) أن المقبور بومدين شخص مقدس لدى فئة عريضة من الشعب الجزائري حتى تلك الفئة التي تعتبر نفسها واعية وتدافع عن الشعب باسم المعارضة باستثناء القليل جدا جدا ، فالشعب الجزائري يؤمن اليوم بما كان ولا يزال يسمع عن بومدين الأسطورة الخيالية باعتباره كان مُخْلِصاً لثورة فاتح نوفمبر 1954 وأن انقلابه على بن بلة كان لتصحيح مسار الثورة ، وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة في وجه المستعمر الفرنسي بشهادة جميع من عاشروه ويعرفونه حـق المعرفة ، وأنه لم يكن في الحقيقة سوى خائن مُغْتَصِبٍ للثورة من أجل أن يسبق الجميع للسطو على السلطة حيث شرع مع الجنرال دوغول في صناعة سلالة مافيا كابرانات فرنسا من أصل جزائري ( الذين سيصبحون فيما بعد جنرالات دون أن يساهموا في أي حرب ) وهم الذين يحكمون الجزائر اليوم وسيحكمونها إلى يوم القيامة حسب مخطط دوغول / بومدين ، وهذا تعبير من طرف المقبور بومدين على إخلاصه لسيده ومولاه الجنرال دوغول الذي تسلم منه مفاتيح السلطة العسكرية على الجزائر بدون انتخابات ولا هم يحزنون حتى يتجذر الاستبداد والديكتاتورية والحكم الشمولي في البلاد ويتركز كابرانات فرنسا في المناصب العليا للبلاد ، وهو ما حصل فعلا، وها نحن نحلم اليوم بالحكم المدني بعد التخلص من الحكم العسكري ويبدو أن ذلك بعيد المنال .
2) أن الجزائر هي أكبر قوة إقليمية بل إن بعض الجزائريين بلغ بهم الاستحمار أنهم يؤمنون أن الجزائر قوة عالمية عسكريا واقتصاديا …وهي في الحقيقة اليوم ليست سوى ما كان يرغب فيه الجنرال دوغول وحليفه المقبور هواري بومدين الذي كان مخلصا لتنفيذ ما كانت تريده فرنسا وهو أن تبقى الجزائر متخلفة على جميع الأصعدة : سياسيا ترسيخ الحكم العسكري الاستبدادي في الجزائر ، اقتصاديا لاوجود في الجزائر لاقتصاد مهيكل حديث وعصري حتى يبقى التعتيم على المداخيل في يد العسكر للتلاعب بخيرات الشعب الجزائري وتهريب الجزء الأكبر منها نحو الحسابات الخاصة في الخارج ، ثقافيا : تزوير تاريخ الجزائر بعد 1962 وتبني كراهية المقبور بومدين للمثقفين عملا بقول غوبلز : ” كلما سمعت كلمة ثقافة تحسستُ مسدسي ” وتمرير تاريخ هجين للأجيال اللاحقة وقد كانت نتيجة تزوير تاريخ الجزائر الذي لا ينفصل في الحقيقة عن تاريخ شعوب المنطقة المغاربية ، كانت نتيجة الإمعان في تزوير تاريخ الجزائر على يد المقبور بومدين أن فَجَّرَ ماكرون قنبلته الشهيرة : وهي ” لم تكن هناك أمة اسمها الجزائر قبل الاستعمار الفرنسي ” …وقد كان من شروط استقلال الجزائر المزور أن تبقى الجزائر تابعة لفرنسا إلى الأبد وليس هناك لا ( استقلال ) ولا هم يحزنون ، و الدليل أنه اليوم ونحن في 2021 الكل في الجزائر يريد الهروب منها والتوجه إلى أمه بل وجدته ( فرنسا ) باعتبارها عالما للرفاهية والعيش الكريم لأنها صاحبة الفضل في وجودنا .
نشأ جيل يؤمن بأن كل الخيرات التي يستلزمها العيش الكريم موجودة بوفرة في الجزائر لكن عدوا أو أعداء الجزائر يستولون عليها قبل أن تصل إلى الفرد الجزائري ، وأن هذا العدو ليس بالضرورة أن يكون هو فرنسا بل هو العدو الكلاسيكي للجزائر وهو ( المرُّوك ) ، حتى وإن كان الشعب يرى بأم عينيه مليون طابور على الحليب والعدس والسميد والزيت الخ الخ ، لأنه لا يملك وعيا بسبب سيطرة الإعلام المنعدم الضمير حسب قول غوبلز:”اِعْطِنِي إعلاماً بلا ضمير أُعطيك شعبا بلا وعي.”
3) بعد 46 سنة نشأ اليوم جيل يصدق أن الجمهورية العربية الصحراوية الوهمية كانت دولة موجودة قبل أن يحتلها الاسبان وغزاها المغاربة غَدْراً عام 1975 بالمسيرة الكحلاء و هذا الجيل لا يبحث عن دلائل على ذلك حتى وأن مجلس الأمن يكاد يقول في قراراته منذ 2007 أنه لم تكن هناك دولة في الصحراء الغربية وأن الأمر لا يعدو أن يكون نزاعا بين الدولة المغربية وبعض المغاربة الانفصاليين ، وللعصابة الحاكمة في الجزائر دور أساسي في ذلك ، ولو كانت هناك دولة قبل استعمارها من طرف الاسبان واحتلها المغرب بعد خروج الاسبان لَطَبّقَ مجلس الأمن على المغرب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بدل الفصل السادس الذي تعالج به المنظمة الدولية ملف الصحراء ، ولتدخلت الدول الكبرى والحلف الأطلسي وطردوا الجيش المغربي من الصحراء المغربية كما فعلوا مع صدام حسين حينما طردوه من الكويت بعد أن احتلها 7 أشهر وليس 46 سنة لأنهم طبق عليه الفصل السابع !!!! وبهذا المثال يمكن فهم مقولة غوبلز الثالثة ( لا شيء يمكنه التأثير على العقل أكثر من التَّـلْـقِين المتكرر ) لقد نشأ في الجزائر جيل وُلِدَ صفحة بيضاء لكنه وجد الأكاذيب منتشرة وصدقها ولم يطالب بالدلائل والحجج ومنها التساؤل عن التاريخ الحقيقي للساقية الحمراء ووادي الذهب وهل كانت في المحافظتين دولة وما هو اسمها ومن هم حكامها وما هي عُمْلَتُهَا الخ الخ ؟ ، و حينما لم يطالب هذا الجيل من الجزائريين بهذه الدلائل فهم يعبرون عن كونهم بلغوا قمة الاستحمار حسب القول الثالث لغوبلز ، خاصة وأن مناهج التعليم في الجزائر تَـكْرَهُ المنطق والتفكير العلمي وتزرع في الأطفال الأكاذيب والتخاريف والشعوذة وتعطيل إعمال العقل لتصديق كل شيء والاعتماد على البروباغاندا ، فهل الذي نشأ في الشعوذة واللامنطق تنتظر منه أن ينتقد الطغاة الذين يجثمون على صدره ويحاربهم ؟
إذن يجب التخلص من البوليساريو حتى نتفرغ لمحاربة عسكر فرنسا الحاكم ونقرر مصيرنا بأنفسنا :
يعيش الشعب الجزائري في خضم أكبر فساد سياسي ، تتلاطمه أمواج الفساد وهو مَضْبُوعٌ وَمُسْتَحْمَرٌ بالوسائل التي سبق ذكرها ، لكن وحتى ننجح في الثورة على كابرانات فرنسا لابد أن نبدأ بما نراه ونسمع عنه في مزابل الإعلام الجزائري ألا وهو البوليساريو الذي امتص دماءنا وأكل لحومنا وها هو يفتت عظامنا ويأكلها ، لقد أصبح القضاء على البوليساريو بأيدينا مرحلة أولية للمرور إلى مرحلة اقتلاع كابرانات فرنسا من السلطة في الجزائر ، إن العصابة الحاكمة في الجزائر تستقوي بالبوليساريو ، وهي بمساعدة روسيا تحاول أن تصنع من البوليساريو ( فاغنر ) إفريقي يهدد الأمن والسلام في المنطقة المغاربية والساحل والصحراء ، وقد ظهرت بعض المؤشرات لذلك منها قتل سائقين مغربيين في الطريق إلى باماكو عاصمة مالي واغتيال جزائريين اثنين في منطقة عازلة بين المغرب وموريتانيا ، وليست هذه سوى البداية التي يريد بها البوليساريو أن يُظْهِـرَ للعصابة الحاكمة في الجزائر مقدوراته على تنفيذ أفعال إجرامية تشبه أفعال ( مرتزقة فاغنر الروسية ) ….
السؤال هو : هل بإمكان الحراك السلمي الذي بدأ في 22 فبراير 2019 أن يقطع ذابر سرطان البوليساريو من الجزائر ؟ الجواب هو : هذا أمر مستحيل نهائيا ، لأن البوليساريو عصابة مسلحة ومدربة تدريبا خاصة بالاغتيالات والقتل المباشر إذا دخلوا في قتال مع الشعب الجزائري وهو في حراكه المسالم سيكون مفروضا على الشعب الجزائري أن يتخلى عن سلمية الحراك والعودة إلى ثورة نوفمبر 1954 المسلحة ليقضي على عصابة البوليساريو مستفيدا من القوة العددية للشعب الجزائري ، مع العلم أن كابرانات فرنسا ستدعم البوليساريو في حربه مع الشعب الجزائري الحر ، ومع ذلك فمن المنطقي أن قدرات الشعب الجزائري – إذا آمن بقضية وجوب تطهير الجزائر من البوليساريو – سيكون الانتصار حليفه بدون شك ولا خلاف …
فهيا أيها الشعب الجزائري الحر إلى تطهير الجزائر من فاغنر إفريقيا المسمى البوليساريو للتفرغ بعد ذلك للنضال من أجل تقرير مصير الشعب الجزائري من يد جلاديه الذين حكموه 60 سنة بالحديد والنار ألا وهم كابرانات فرنسا الخونة ….
والمجد لأحرار الشعب الجزائري …