بنموسى وقرار تقنين سن الولوج إلى مهن التعليم

تورية لغريب

خرج السيد وزير التعليم المغربي شكيب بنموسى بقرار تقنين سن الولوج إلى مهن التعليم في 30 سنة، وهو القرار الفجائي الذي أثار غضب شريحة مهمة من الشباب الحاملين للشهادة الجامعية، والذين تأملوا طويلا فرصة إعلان مباريات توظيف قطاع التعليم ،هذا القرار الذي تظاهر طلبة الجامعات في المغرب كتعبير عن رفضه، معللين ذلك بعدم وجوب ربط الكفاءة بالسن، وهو الأمر الذي ينبؤ بازدياد نسبة البطالة في صفوف الشباب المغاربة، وبعيدا عن تقييم هذا القرار، فإن المشكلة التي تؤرق المغاربة حاليا هي مصير هؤلاء الشباب الذين لا تتوفر فيهم شروط الالتحاق بمهن التدريس، مع العلم أنهم أيضا ضحايا منظومة تعليمية متهالكة تستوجب إعادة الهيكلة، بالنظر لتدني المستوى العام لهؤلاء الخريجين- لغة وأداء- .
إذن حكومتنا اليوم أمام :
أولا- معترك تجويد التعليم بالمدرسة العمومية، بكل ماتحمله الكلمة من معنى، بحيث توفر المناخ، والآليات المناسبة للعملية التعلمية، وهو رهان ليس بالسهل نظرا لوجوب تبني العلمية والحكامة في قطاع حساس وغاية في الأهمية كقطاع التعليم.
ثانيا- معترك توفير وظائف بديلة عن التعليم بالنسبة للخريجين الذين تعدت أعمارهم الثلاثين سنة، أما المعترك الأكبر فهو تحدي من نوع آخر، إنه البحث عن سبل تعزيز التماسك الاجتماعي، وتبني منهج الحوار مع المواطن المغربي، وبتعبير آخر ” أنسنة التدابير الليبرالية” والحرص على احترام حق المواطنين في التعبير عن حقوقهم ومصالحهم، وعدم تغييب المقاربة التشاركية للشعب المغربي عبر اعتماد نقاش عمومي هادىء قبل الخروج بقرارات من هذا القبيل، وهو ما أربك حسابات شباب كثير عقد الأمل طويلا على الفوز بمنصب شغل..
وبالعودة للقرار الأخير، ورغم حيثياته التي أعلنها السيد الوزير مؤخرا ، فإن الجدير بالذكر أن الكفاءة لا ترتبط بسن معين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مهنة التدريس غير مشروطة بسن معين، وهذا ما يحيلنا إلى وضع السؤال المشروع : ترى ماذا سيكون رد السيد الوزير إذا خرج المغاربة للشارع مطالبين بتشبيب الوزارات ؟
يبقى على حكومتنا الموقرة، تسريب جو الاحتقان الذي تكالبت ظروف اقتصادية واجتماعية مع قرارات صادمة كلها تضرب في الطبقة الوسطى” المتواضعة “…في تأزيمه…

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: