عندما نموت في صمت

بقلم ادريس رمزي الروكي

عندما تموت أنت وأنا قرب مزبلة التاريخ ، وأمام تلك الساعة الكبيرة التي لا تعمل منذ سنوات ..نموت ونحن شهود على بلد اسمه المغرب لا يتسع للجميع مع الأسف الشديد ولسنا سواسية داخله ، انه مغربهم ونحن نعيش رفقتهم فقط .

 

عندما نموت ونحن مدركين أن قبورنا لا يمكنهم حفرها وسط جثامين صحاب الحال نزداد ألما وبؤسا  لأنهم لا يقبلون بنا ونحن أموات كذلك

 

عندما نموت بكلمات كالسهام المسمومة الصادرة من أقرب المقربين لأننا فقراء لا نملك عشاء يومنا فذاك العجب العجاب…لأننا لم نرضى أبدا أن نملك سيارة رباعية الدفع أو أرصدة في البنوك ونحن نعلم أنها حرام في حرام

 

نعم نموت في الشارع، المزابل وفي قارعة الطريق لأننا لا نريد أكل الحرام

 

نعم نموت ونحن نقول في صمت هذا قدرنا الذي اختاروه لنا بعناية

 

نعم نموت ونحن على يقين أن الحق أصبح أحمق، القــانون يتجول في الأسواق السوداء لمن يدفع أكثر ، الديمقراطية كلمة أصبحت تعلق في أبواب المراحيض، المجرمين أحرار، الحكومة شابة جميلة بالمساحيق الكثيرة ، الأحزاب أصبحت بحال الطبال والغياط ، النقابات دكاكين للتجارة بالفقراء، الزوج-ة- إنسان حي يعيش في عالم مظلم وكأنه في قبر يريد الانتقام فقط لا غير الأولاد في حظيرة الفيسبوك.

 

نعم نموت ونحن على علم أننا لم نكن بشر بل أشباه لهم ، نموت ونحن على حال غير حالنا ، لا نطلب مستشفى ولا طبيب لأن ذلك من المستحيلات اليوم، لا نطلب عمل لأن المقاعد محجوزة مسبقا لأبنائهم وأحفادهم، لا نطلب منزلا لأن جميع المستضعفين أصبح مبحوث عليهم ماقادينش يخلصوا الكريدي..

 

مادام الموت حق وحكايتي حق ..فإنني أموت ببطء ،و في صمت لأنني لا أريد أن أزعج أحدا ، فاللهم ارحمني واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر أنت على كل شئ قدير

 

المهم الأخبار في راسكوم

 

العجوز ادريس

اترك رد

تعليق 1
  1. حفص لمغاري زينب يقول

    مقال راءع جدا. يجسد حقيقة مرة نعيشها ونحس بها.

%d مدونون معجبون بهذه: