هل تكون مصر بوابة عبور المغرب إلى مونديال 202

يوسف لفرج

قدم منتخب المغرب تحت قيادة المدرب وحيد خليلوزيتش مشوارا رائعا في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022. وتصدر الأسود المجموعة التاسعة بالعلامة الكاملة 18 نقطة، تليه غينيا الاستوائية (6 نقاط). واكتمل عقد المنتخبات الأفريقية المتأهلة إلى المرحلة النهائية من تصفيات مونديال 2022، والتي ستقام خلال فترة التوقف الدولي في مارس المقبل. وتأهلت منتخبات الجزائر والسنغال وتونس والمغرب ونيجيريا في التصنيف الأول. أما منتخبات مصر ومالي والكونغو الديمقراطية والكاميرون وغانا فقد حلت في التصنيف الثاني.
اتضحت الصورة أمام البوسني وحيد خليلوزيتش المدير الفني للمنتخب المغربي بشأن تصنيف المنتخبات المتأهلة إلى الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم قطر.

وأسفرت مرحلة المجموعات بتصفيات المونديال عن تأهل 10 منتخبات أفريقية سيتم تقسيمها إلى مستويين، وإجراء قرعة لم يتم الإعلان رسميا عن موعدها لتحديد 5 مواجهات إقصائية بنظام الذهاب والإياب، لتحديد المنتخبات الخمسة المتأهلة للمونديال.

وصعدت منتخبات السنغال والمغرب وتونس والجزائر ونيجيريا ضمن التصنيف الأول، بينما تأهل من منتخبات المستوى الثاني مصر وغانا ومالي وجمهورية الكونغو والكاميرون.

وبدأت لعبة التخمينات والتوقعات بين جماهير المنتخبات العشرة، وفي المغرب لم يختلف الوضع كثيرا، فمنذ ضمان منتخب الأسود العبور إلى الدور النهائي، انشغل الجميع بالحسابات والبحث عن أفضل فرصة للعبور إلى المونديال.

وبالعودة إلى السجلات التاريخية، يتضح أن المنتخب المصري رغم قوته وامتلاكه ترسانة هائلة من النجوم المميزين يتقدمهم نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، يظل خيارا مفضلا لأسود الأطلس.

هذا التفضيل يستند على معطيات تاريخية تعود لسابق المواجهات بين المنتخبين، إذ التقيا في تصفيات المونديال 6 مرات من قبل، ففاز المغرب في 3 كلها كانت على أرضه وتعادل في 3 مباريات بالقاهرة، دون أن يتذوق طعم الخسارة.

عقدة مغربية

أسوأ الاحتمالات التي ينتظرها خليلوزيتش هو مواجهة منتخب الكاميرون الذي يمثل أكبر عقدة للكرة المغربية عبر التاريخ

تعد مواجهة مصر والمغرب في تصفيات كأس العالم المكسيك 1986 من أشهر المباريات بين المنتخبين العربيين، حيث تعادلا ذهابا بالقاهرة دون أهداف وفاز المغرب إيابا بهدفي محمد تيمومي وعزيز بودربالة.

في هذا اللقاء أهدر جمال عبدالحميد مهاجم الفراعنة ركلة جزاء في الدار البيضاء، وانتهى اللقاء بتأهل المغرب للنهائيات ومن ثم توقيعه على مشاركة تاريخية انتهت بعبور الدور الأول كأول منتخب عربي أفريقي بلغ هذا الإنجاز.

وكانت آخر مباراة بين المنتخبين في تصفيات مونديال كوريا واليابان 2002 قد انتهت بانتصار المغرب في الرباط بهدف مصطفى حجي مساعد المدرب الحالي للمنتخب، ثم تعادل المنتخبان سلبيا في القاهرة. إلا أن الحظ لم يحالف المنتخبان آنذاك، وخسرا بطاقة الترشح لحساب السنغال، بجيلها التاريخي بقيادة الحاج ضيوف، آنذاك.

وعبر تاريخ مواجهات المنتخبين خسر المغرب مباراتين فقط من مصر وكانت في نهائيات أمم أفريقيا 1986 بهدف طاهر أبوزيد في القاهرة وأخيرا في نسخة 2017 بالغابون، بهدف دون رد سجله محمود عبدالمنعم “كهربا” الذي أنهى عقدة مغربية لازمت الفراعنة أمام الأسود لـ31 عاما.

غانا أيضا من المنتخبات المرشحة لمواجهة المغرب في التصفيات، حيث وقعت في المستوى الثاني وفقا لتصنيف الفيفا، رغم أن منتخب البلاك ستارز يملك كتيبة من النجوم المحترفين في أفضل دوريات أوروبا.

لكن يظل منتخب غانا أيضا من المنتخبات التي يتفاءل المغرب بمواجهتها، خصوصا بعد تصفيات مونديال فرنسا 1998، حيث تعادلا ذهابا في أكرا بنتيجة (2 – 2) وفاز المغرب إيابا بهدف خالد راغب في الدار البيضاء، ليتأهل إلى مونديال فرنسا.

لعبة التخمينات والتوقعات بين جماهير المنتخبات العشرة التي تأهلت إلى الدور الحاسم بدأت، وفي المغرب لم يختلف الوضع كثيرا

أما أسوأ الاحتمالات فهو مواجهة منتخب الكاميرون الذي يمثل أكبر عقدة للكرة المغربية عبر التاريخ، وتحديدا في تصفيات كأس العالم. وودع أسود الأطلس تصفيات مونديال إسبانيا 1982 على يد أسود الكاميرون الذين تفوقوا ذهابا في القنيطرة بثنائية روجيه ميلا وتوكوتو، وكرروا الفوز إيابا بثنائية روجيه ميلا وإبراهيم أوودو، ورد المغرب بهدف يتيم لمصطفى يغشا من ركلة جزاء.

وعاد منتخب الكاميرون ليكرر الجرح في جسد الأسود، عندما أقصاه مجددا في تصفيات كأس العالم 2010، بعدما تعادلا سلبيا في ياوندي قبل أن يخسر المغرب بهدفين في ملعب فاس بثنائية بيير ويبو وصامويل إيتو.

وبخلاف كأس العالم، حرمت الكاميرون منتخب المغرب في أفضل جيل له سنة 1988 من التتويج بأمم أفريقيا على ملعبه بالدار البيضاء، بعدما تغلبت على أسود الأطلس بهدف دون رد، لتقصيه من الدور نصف النهائي وتفوز باللقب في النهاية.

ولم ينجح المغرب في التغلب على الكاميرون إلا مرة واحدة قبل 3 أعوام مع المدرب هيرفي رينارد، كانت في تصفيات أمم أفريقيا بفضل هدفين وقعهما حكيم زياش. لذلك يظل الكاميرون هو المنتخب غير المحبب للمغاربة مواجهته، حيث تحمل لهم أغلبها ذكريات أليمة.

وجمهورية الكونغو ومالي من المنتخبات أصحاب المفاجأة في تصفيات المونديال الحالية، حيث استطاع الأول تحت قيادة مدربه المخضرم الأرجنتيني هيكتور كوبر بلوغ هذا الدور بنتائج مميزة. بينما كان منتخب مالي الأفضل في مجموعة ضمت أوغندا وكينيا ورواندا، واستطاع العبور إلى المرحلة النهائية.

وبالنظر إلى قوة المنتخبات، سيكون الكونغو ومالي أفضل خيار لأسود الأطلس من أجل العبور إلى نهائيات قطر 2022، لكن تظل كل السيناريوهات مفتوحة كما اعتدنا في عالم كرة القدم.

وباغت الثنائي الهجومي أيوب الكعبي وريان مايي جميع المتابعين بأداء رائع في تصفيات المونديال، وقاد اللاعبان هجوم الأسود باقتدار. وأحرز الكعبي 5 أهداف، واحتل المركز الثاني في جدول ترتيب هدافي التصفيات بفارق هدفين عن المتصدر إسلام سليماني مهاجم الجزائر، أما ريان مايي فسجل 4 أهداف.

ولم يتوقع المتابعون تألق الكعبي ومايي، لكن الثنائي استغل الفرص بشكل جيد، خاصة مع غياب يوسف النصيري للإصابة. وأدخل خليلوزيتش نوعا من المنافسة بين اللاعبين، وكان يعطي الأولوية للعناصر الجاهزة. وأجرى تغييرات في تشكيلة كل مباراة، مما رفع إيقاع المنافسة بين اللاعبين، خاصة مع انضمام عناصر الشباب.

عامل الأرض

Thumbnail

كان منتخب المغرب محظوظا، وهو يخوض مبارياته في تصفيات المونديال على أرضه، بسبب الظروف الداخلية لخصومه في المجموعة، السودان وغينيا وغينيا بيساو. ولعب منتخب المغرب مبارياته على ملعبي محمد الخامس ومولاي عبدالله بالرباط، وتجنب الفريق إرهاق السفر لدول أخرى.

وسجل المنتخب المغربي رقما فريدا له في تاريخ مشاركاته بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم بالتوقيع على 20 هدفا على مدار منافسات دور المجموعات.

ولم يتفوق على المنتخب المغربي تهديفيا في دور المجموعات من التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 سوى منتخب الجزائر الذي سجل 25 هدفا. وحملت أهداف الأسود ميزة لم تحدث من قبل، تتمثل في تناوب 10 لاعبين على تسجيل الأهداف الـ20.

وكان للنجم الكعبي النصيب الأكبر إذ سجل (5 أهداف)، يليه مايي (4)، بينما وقع على باقي الأهداف عمران لوزا (2) وسليم أملاح (2) ومنير حدادي وأيمن برقوق وأشرف حكيمي ونايف أكرد وسفيان بوفال وإلياس الشاعر، إضافة إلى هدف بالنيران الصديقة في شباك السودان.

وأثبتت قوة المغرب التهديفية في التصفيات رؤية المدير الفني خليلوزيتش الذي شدد على أنه يعتمد على روح المجموعة، وليس النجم الأوحد، وقد سجل المغرب 20 هدفا في غياب مهاجمين بارزين مثل يوسف النصيري المصاب وحكيم زياش المستبعد لأسباب انضباطية.

مواجهة مصر والمغرب في تصفيات كأس العالم المكسيك 1986 تعد من أشهر المباريات بين المنتخبين العربيين، حيث تعادلا ذهابا بالقاهرة دون أهداف وفاز المغرب إيابا

وحذر خليلوزيتش مدرب المغرب يوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني من إمكانية فقدان مكانه الأساسي في تشكيلة الأسود، مع تألق مايي المحترف بالمجر.

وكثيرا ما أظهر وحيد تعاطفه مع النصيري، واصفا إياه بأحد أهم مهاجمي المنتخب المغربي، وأصر مرارا على ضمه لمعسكرات المغرب رغم إصابته. ويرى وحيد أن النصيري عليه الاجتهاد في ظل تألق ريان الذي تألق في تصفيات المونديال وساهم في 9 أهداف بتسجيل 4 وصناعة 5 بين الحصول على ركلات جزاء وتقديم تمريرات حاسمة.

مدرب المغرب قال في تصريح صحافي “لا أحد كان يعرف مايي قبل فترة قليلة من الآن، وأنا مثلكم أعترف بهذا، إلا أنه أكد أنه مهاجم متميز وقد أبلى بلاء حسنا في المباريات التي شارك فيها، وكان مميزا رفقة الكعبي وهو ما سيصعب كثيرا من مهمة النصيري، بعد تعافي الأخير، ليستعيد مكانته، وما قام به مايي والكعبي أثلج صدري وأنتظر منهما الكثير في أمم أفريقيا”.

مايي الذي خاض آخر 4 مباريات في التصفيات انتظر لغاية آخر مباراتين ليسجل 4 أهداف ثنائية أمام السودان ومثلها أمام غينيا، وأنهى التصفيات وصيفا لهدافي المغرب خلف الكعبي الذي سجل 5 أهداف.

وأكد تصريح وحيد أحد تقارير كووورة عن ورطة النصيري بسبب تألق مايي وتعاطف الجمهور المغربي معه.

وفي المقابل يتواجد منتخب مصر في التصنيف الثاني بالدور الأخير من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، ومن المنتظر أن يواجه أحد منتخبات الجزائر أو نيجيريا أو تونس أو المغرب أو السنغال. وتملك مصر سجلا سيئا أمام المنتخبات السابقة، ولم تنجح في الوصول لكأس العالم على حساب أي منها، سوى مرة وحيدة بمونديال 1990.

سجل تاريخي

منتخب الكاميرون عقبة صعبة اما المنتخب المغربي

وواجه منتخب مصر نظيره الجزائري في تصفيات كأس العالم 7 مرات، حقق الفوز 3 مرات وتعادل مرتين وخسر مثلهما. وكانت البداية في تصفيات مونديال 1990، وتعادلا في الجزائر دون أهداف، وفازت مصر في الإياب بهدف نظيف. والتقيا مجددا في تصفيات مونديال 2002 وفازت مصر بالقاهرة 5 – 2 وتعادلا في الجزائر بهدف لكل فريق.

وآخر مرة تواجه المنتخبان في التصفيات كانت في الطريق لمونديال 2010، وفازت الجزائر بملعبها 3 – 1 وفي العودة، تفوقت مصر 2 – 0، وخاضا لقاء فاصلا في السودان، بعد تساويهما في النقاط بصدارة المجموعة، وفازت الجزائر بهدف نظيف وانتزعت ورقة الترشح.

ولعبت مصر أمام تونس في تصفيات كأس العالم 6 مرات، فازت مرتين وخسرت 3 وتعادلتا مرة.  وكانت البداية في تصفيات 1974 وفازت مصر بالقاهرة 2 – 1 وخسرت بتونس 2 – 0.

وفي تصفيات 1978 فازت مصر بالقاهرة 3 – 2 وفي العودة فازت تونس 4 – 1.

المغرب لم ينجح في التغلب على الكاميرون إلا مرة واحدة قبل 3 أعوام مع المدرب هيرفي رينارد، كانت في تصفيات أمم أفريقيا

وفي تصفيات 1998 فازت تونس بملعبها 1 – 0 وفي القاهرة تعادلتا دون أهداف. وواجهت مصر السنغال فقط في مباراتين خلال تصفيات المونديال، في 2002، وتعادلتا في داكار سلبيا وفازت مصر بالقاهرة 1 – 0. وتأهلت السنغال عن المجموعة رغم الخسارة من مصر.

ويعتبر منتخب المغرب عقدة تاريخية للمنتخب المصري، خاصة في تصفيات كأس العالم، بعد أن لعبا من قبل 6 مرات لم تحقق فيها مصر أي انتصار، وفاز المغرب 3 مرات، وتعادلا في مثلها. وكانت البداية في تصفيات 1982 وفاز المغرب بملعبه 1 – 0 وتعادلا سلبيا في القاهرة.

ولعبا مجددا في تصفيات 1986، وفاز المغرب 2 – 0 بالمغرب وتعادلا سلبيا في مصر.

وآخر المواجهات كانت في تصفيات مونديال 2002، وفاز المغرب بملعبه 1 – 0 وتعادلا في القاهرة سلبيا. ولعبت مصر مع نيجيريا مباراتين فقط في تصفيات كأس العالم، في تصفيات 1978، وفازت نيجيريا 4 – 0 في لاجوس، وتفوقت مصر 3 – 1 بالقاهرة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: