محمد عامر : الأقاليم الجنوبية للمملكة شهدت تطورات وازنة خلال السنة الجارية
La rédaction
أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، السيد محمد عامر، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة شهدت تطورات وازنة خلال السنة الجارية.
وذكر الدبلوماسي المغربي، في مقطع فيديو وجهه إلى الأوساط السياسية، الفاعلين الاقتصاديين، المجتمع المدني، وسائل الإعلام وأصدقاء المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، بالحمولة التاريخية لهذه الملحمة التي مكنت المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية.
وقال السفير إن روح المسيرة الخضراء، التي تظل راسخة، مكنت الأقاليم الجنوبية من إحداث إقلاع اقتصادي واجتماعي نوعي خلف القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح أن هذه الأقاليم العزيزة على الشعب المغربي عرفت هذا العام خمسة أوجه تطور وازنة، هي افتتاح عشرات القنصليات بكل من العيون والداخلة، ما يشكل بادرة دبلوماسية تعبر من خلالها الكثير من الدول عن دعمها لجهود المغرب، وخاصة مقترح الحكم الذاتي الرامي إلى التوصل لحل سياسي متفاوض بشأنه قائم على التوافق لهذا النزاع الإقليمي المصطنع حول الصحراء المغربية.
وأضاف السيد عامر أن التطور الثاني يتمثل في تأمين منطقة الكركرات، التي تعد محورا استراتيجيا تمر منه منذ قرون حركة البضائع والأشخاص بين إفريقيا وأوروبا عبر المغرب.
وأشار السفير إلى أن التطور الأساسي الثالث يتمثل في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعمها لمشروع الحكم الذاتي كأساس لانبثاق حل عادل ومستدام.
وقال إن هذا القرار هو نداء للمجتمع الدولي، لاسيما أوروبا، من أجل التزام أكثر قوة في البحث عن تسوية سلمية لنزاع إقليمي يعيق منطقة المغرب العربي، يزيد من هشاشة منطقة تواجهها بالفعل العديد من التهديدات ويؤثر بشكل سلبي على أوروبا، التي تعد المنطقة المغاربية حدودها الجنوبية الفعلية.
ويتجسد التطور الرابع الذي طبع الأقاليم الجنوبية هذا العام في الإقلاع الاقتصادي الهائل الذي شهدته هذه الربوع، والتي عرفت إطلاق مشاريع كبرى منفذة من قبل مستثمرين وطنيين ودوليين.
وأكد السيد عامر أن هذه الدينامية الاستثنائية تعزز اندماج هذه الأراضي في بقية الوطن وتدعم الروابط التي تجمعها بالقارة الإفريقية.
وسجل الدبلوماسي المغربي أن التطور الخامس المهم هو تنظيم أول انتخابات عامة في تاريخ المملكة (تشريعية، جهوية وجماعية في نفس اليوم)، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات تميزت في الأقاليم الجنوبية بمعدل مشاركة فاق المعدل الوطني (+ 60 في المائة).
وأشار إلى أن هذه الاستشارات الانتخابية تؤكد التمسك الوثيق لهؤلاء السكان بمغربية الصحراء والتزامهم بتقوية المؤسسات الديمقراطية لبلدهم.
وعلى المستوى الوطني – يضيف السفير- يجدد هذا الاقتراع الثلاثي التأكيد على التزام المغرب الذي لا رجعة فيه بإقامة مجتمع ديمقراطي أكثر قوة واندماجا، مذكرا بأن المراقبين الوطنيين والدوليين أشادوا بالتناوب السياسي، النضج الديمقراطي وباستقرار المغرب وسط مناخ إقليمي جد متوتر.
وسجل السفير أن هذه التطورات الوازنة تؤكد الدينامية الجارية في الأقاليم الجنوبية للمملكة منذ عودتها إلى الوطن الأم سنة 1975، وهي الدينامية التي تجعل من هذه الربوع اليوم فاعلا محوريا على الساحتين الوطنية والقارية.
وخلص إلى أن تشبث المغرب بحل سياسي عادل ومستدام قائم على التوافق، كما تنص على ذلك جميع قرارات الأمم المتحدة من أجل تسوية هذا النزاع الإقليمي، لا توازيه سوى العزيمة والإرادة الموحدة للشعب بأكمله خلف القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الدفاع عن الوحدة الترابية وإفشال مخططات من يحرصون على استدامة التوتر في المنطقة.