المغرب يضغط من أجل مواقف دولية أكثر جرأة بشأن الصحراء

ماموني

يضغط المغرب من أجل مواقف دولية تقطع مع الغموض والازدواجية بشأن قضية السيادة على صحرائه، أسوة بالموقف الأميركي الذي اعترف بكل وضوح بمغربية الصحراء.

وربط  العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لـ”المسيرة الخضراء” التعاون الاقتصادي مع الشركاء الأوروبيين بالاعتراف بسيادة المغرب، حيث حذر “أصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة من أنّ المغرب لن يقوم معهم بأيّ خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل الصحراء المغربية”.

وقال الملك محمد السادس إن “المغرب لا يتفاوض على صحرائه، ومغربية الصحراء لم تكن يوما ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات ولكن نتفاوض من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”.

نوفل بوعمري: الموقف الأميركي نموذج للشراكات التي تجمع المغرب بأصدقائه

ويرى نوفل بوعمري، المحلل السياسي والخبير في ملف الصحراء، أنه “لا يمكن الاستفادة من شراكات اقتصادية في ظل مواقف سياسية ضبابية، فالمرحلة الآن مرحلة وضوح وعلى شركاء المغرب الاقتداء بالموقف الأميركي”.

ويضع خطاب الملك محمد السادس شركاء المغرب الاقتصاديين أمام خيارين لا ثالث لهما: إما معنا أو ضدنا، وهو ما اعتبره مراقبون ردا على الدول التي ساندت محكمة العدل الأوروبية في إصدار قرار في سبتمبر الماضي بإسقاط الاتفاقات المبرمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب شمولها أقاليم الصحراء.

وأكد محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، في تصريح لـه أن الحصول على مكانة شريك موثوق به مع المغرب يتطلب الإيمان بحقوقه السيادية، مشيرا إلى أن المغرب يريد العمل على أسس واضحة وإيجاد حلول للأزمات دون إخفاء الخلافات.

ونوه العاهل المغربي بموقف عدد من الدول الداعمة لمغربية الصحراء قائلا “لدينا والحمد لله شرکاء دوليون صادقون، يستثمرون إلى جانب القطاع الخاص في إطار من الوضوح والشفافية، وبما يعود بالخير على ساكنة المنطقة، ونود هنا أن نعبر عن تقديرنا للدول والتجمعات التي تربطها بالمغرب اتفاقيات وشراكات، والتي تعتبر أقاليمنا الجنوبية جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني”.

ولفت نوفل بوعمري إلى أن “الموقف الأميركي خاصة مع تثبيته من طرف الإدارة الأميركية الجديدة أصبح نموذجا للشراكات التي تجمع المغرب مع أصدقائه، وهي شراكات تحتاج إلى وضوح الموقف”.

واعتبر محمد بودن أن المغرب ملتزم بقيم ثابتة تجاه شركائه التقليديين والجدد لكن لا مجال لاستخدام ملف الصحراء المغربية لتحقيق مكاسب جيوسياسية بازدواجية المواقف أَو غموضها، ولذلك فالوضوح اقتضى التأكيد على أن الصحراء المغربية هي العمود الفقري للشراكات الدولية مع المغرب.

Thumbnail

وأكد العاهل المغربي “أن التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية الصحراء تعزز أيضا مسار التنمية المتواصلة التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية، فهي تعرف نهضة تنموية شاملة، من بنيات تحتية ومشاريع اقتصادية واجتماعية، وبفضل هذه المشاريع أصبحت جهات الصحراء فضاء مفتوحا للتنمية والاستثمار الوطني والأجنبي”.

والسبت أعلن المغرب إطلاق مشاريع لإمداد المركز الحدودي في إقليم الصحراء “منطقة الكركرات” بالكهرباء والماء الصالح للشرب.

وقال البيان “أعطى مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء انطلاقة أشغال مشروع تزويد المركز الحدودي بالكهرباء عن طريق ربطه بالشبكة الكهربائية”.

وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 77 مليون درهم (حوالي 8 ملايين دولار)، تم تمويلها من قبل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: