عبدالمجيد تبون يُداري الأزمات الخارجية للجزائر بالتقرّب من حكومة الدبيبة وتونس

Belbazi

يحاول الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مداراة أزمات بلاده الخارجية مع العديد من العواصم بالانفتاح على تونس وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا برئاسة عبدالحميد الدبيبة، حيث استقبل الثلاثاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ووزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي على هامش الاحتفال بالذكرى الـ67 لاندلاع ثورة التحرير.

وقال تبون خلال لقائه المنقوش إن بلاده تدعم بشكل كامل حكومة الوحدة الوطنية، في خطوة تعكس وفقا لمراقبين حرص الرئيس الجزائري على التقرب من سلطات طرابلس في ظل التوتر الذي يخيم على علاقات بلاده مع العديد من الدول الأخرى على غرار فرنسا والمغرب.

وشدّد على أن بلاده تدعم كل الخطوات المبذولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية الليبية الثلاثاء.

وأوضحت الوزارة أن “لقاء الرئيس عبدالمجيد تبون والوزيرة نجلاء المنقوش استعرض مسيرة العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين والسبُل الكفيلة بدعمها وفي المجالات كافة، والتشاور حول آخر المستجدات على الساحة الليبية، وكذلك مؤتمر باريس الدولي المعني بليبيا، والمزمع إقامته في الثاني عشر من نوفمبر الجاري”.

كما التقى تبون وزير الخارجية التونسي في قصر “الشعب” في لقاء لخصه الجرندي في القول إن “هناك توافقا تاما بين بلاده والجزائر في مختلف القضايا الإقليمية”.

وكانت الجزائر قد بذلت جهودا لاستمالة الرئيس التونسي قيس سعيد في ظل تفاقم التوتر مع المغرب، حيث كثف تبون في الحديث عن اتصالاته بسعيد ودعمه الكامل للإجراءات التي اتخذها في الخامس والعشرين من يوليو، والأهم وفقا لمراقبين تأكيده في كل مرة على رفضه التدخل في الشؤون التونسية.

ويسعى الرئيس سعيد إلى تغيير نظام الحكم في تونس والقانون الانتخابي للقطع مع منظومة سياسية يصفها بالفاسدة والمتهالكة وضع أسسها الإسلاميون خلال السنوات العشر الأخيرة، والذين سعت الجزائر لاستقطابهم ودخلت في تحالف إقليمي داعم لهم في المنطقة من خلال تمتين علاقتها بتركيا وانحيازها إلى مجموعات وميليشيات تسيطر على الغرب الليبي وعلى العاصمة طرابلس.

ونقل التلفزيون الجزائري الحكومي الثلاثاء عن الجرندي قوله “أبلغت الرئيس تبون مدى احترامنا وحبنا للجزائر والشعب الجزائري وتعلقنا بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين وسبل تطويرها والبحث دائما على تعزيزها”.

الجزائر بذلت جهودا لاستمالة الرئيس التونسي قيس سعيد في ظل تفاقم التوتر مع المغرب، حيث كثف تبون في الحديث عن اتصالاته بسعيد ودعمه الكامل للإجراءات التي اتخذها

وتابع “لقد سعدت لاستقبالي من طرف الرئيس تبون واستمعت جيدا إلى ما تفضل به من تحاليل ومن حديث طيب في ما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وأشاد بالعلاقات “الشخصية التي تربط الرئيسين عبدالمجيد تبون وقيس سعيد”، واصفا إياها بـ”العلاقات العميقة القائمة على الاحترام المتبادل والتآخي.. والوقوف إلى جانب بعضنا البعض”.

وتُحاول تونس طمأنة شركائها الخارجيين، لاسيما في ظل التحركات التي لطالما نبه منها الرئيس سعيد لخصومه في دول أجنبية للتحريض على بلاده.

ويأتي ذلك في وقت تعرف فيه علاقات الجزائر بعدة دول توترا كبيرا بدءا من المغرب التي قطعت الجزائر العلاقات معه وليس انتهاء بفرنسا، حيث تُعد علاقات الجزائر مع دول الخليج متدهورة وهو ما عكسه انحياز تلك الدول للرباط في قضية الصحراء المغربية.

وكانت الجزائر قد أعلنت في وقت سابق عن استدعاء سفيرها في باريس، احتجاجا على تصريحات اعتبرتها غير مسؤولة للرئيس إيمانويل الفرنسي ماكرون.

وشكك الرئيس الفرنسي في تصريحاته التي نقلتها صحيفة لوموند الفرنسية، في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وتحدث ماكرون بحسب الصحيفة عن “تاريخ رسمي أعيدت كتابته بالكامل.. ولا يستند إلى حقائق”، بل إلى “خطاب يقوم على كراهية فرنسا”، واصفا تبون بأنه “محاصر في نظام صعب للغاية”.

ولا يزال طيف حرب الجزائر التي خاضتها الدولة الفرنسية بين عامي 1954 و1962 في مواجهة “جبهة التحرير الوطني الجزائرية” يخيّم على العلاقات بين البلدين.

والأحد، اتخذ الرئيس الجزائري خطوة تصعيدية جديدة ضد الجار الغربي تتمثل في عدم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المار عبر المغرب، في خطوة أرجعها المراقبون إلى محاولة تبون الرد على النجاحات التي حققتها الرباط في ملف الصحراء، خاصة إثر انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي مؤخرا يدعو إلى استئناف المفاوضات حول هذا الملف.

وكانت العلاقات الجزائرية – المغربية قد تدهورت بشكل لافت في موفى أغسطس، عندما قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط بسبب ما وصفته بأعمال عدائية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: