القنيطرة… شوارع وطرق وأزقة بدون لوائح تعريفية      

الناوي عبد العزيز

يستغرب الزائر لمدينة القنيطرة ومعه قاطنيها من عدم وجود لوائح تعريفية لشوارعها وطرقها وأزقتها ، ويتبادر لذهنه للوهلة الأولى أن المدينة بلا هوية ولا عنوان ولا تاريخ تليد .

إنه ربما العنوان العريض لمدينة إختزلتها اللامبالاة والنسيان ، إنها إشكالية من بين العشرات من المشاكل التي لم تكن مطروحة سنوات السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعينيات ، والتي أضحت اليوم ظاهرة للعيان ومكشوفة بشكل صارخ ولا تنم عن وجود إهتمام بالبنية التحتية للمدينة التي تزيدها رونقا وتحظرا بين أقرانها من المدن الغير البعيدة عنها . فإنعدام وجود لوحات تعريفية لعدة شوارع و أزقة ومحاور طرقية يحرم الشيء الكثير من الفرص للسائح والزائر للمدينة وحتى لقاطنيها .

فأغلب الأحياء والشوارع تنعدم فيها لوحات تعريفية التي تسـاعد في إيضاح عناوينها ومواقعها ، حيـــث أن نسبــة كبيرة من سكان المدينة ، إن لم يكن معظمهم غير ملميــــن بأسماء الشوارع والطرق ، إلا ما تعارفوا عليه قديما أو عبر اللوحات التعريفية الأستعمارية الغابرة ، والأنكى من ذلك تجد بعض سائقي سيارات الأجرة ومعهم المواطنون ساكنة المدينة لا يتمكنون من ضبط كامل أسماء الشوارع والمحاور الطرقية والأزقة ، التي كانت فيما سبق متواثرة شفاهيا فيما بينهم ، أو كانت موثقة على لوحات صغيرة خضراء من معدن “لافوند” ، لكن الأيادي العابثة إقتلعتها مع أغطية البالوعات ليلا وسوقتها كخرذة بدراهم زهيدة ، مما إنعكس سلبيا على جمالية المدينة ورونقها ، وطرحت إشكاليات أخرى متعلقة بالخذمات البريدية ، ودقة تحديد مواقع الممتلكات والبنايات والأنشطة المختلفة .

المشكل الذي حرم كثيرا من المواطنين الشباب من فرص عمل ، وأضاعت على قاطني المدينة والمرتفقين بالمؤسسات العمومية آجال دعاوى ونوازل قضائية من تبليغات وتنفيذات ، والتي جراء هذا المشكل عرفت بطئا في حلحلتها ، إضافة إلى محنة المواطنين وسائقي سيارات الأجرة اليومية ، مع الدخول أو الخروج من المدينة والجولان وهم لا يملكون عنوانا دقيقا موثقا على لوحات أو واجهات بنايات متواجدة بالشوارع والأزقة .

ونتساءل هنا من المسؤول إذن في ظل غياب هذه اللوحات التعريفية ؟

وما دور بلدية القنيطرة واللجنة المعنية بتسمية الشوارع وترقيمها ؟ .

ولا يسعنا هنا إلا أن ندعوا مسؤولي المجلس للقيام بزيارة قصيرة لبعض المدن القريبة منا ، لأخذ ولو فكرة بسيطة عن طريقة عنونة الشوارع وتعريفها بلوحات جميلة لا تكلف أموالا باهظة ، فمسميات الشوارع والأحياء والمناطق من الضروريات الحياتية المهمة ، لأنها عنوان أساسي لكل مواقع القطاعات الخدماتية والمؤسساتية .

فهل للمجلس البلدي رؤية مستقبلية لإعطاء مدينة القنيطرة ما تستحقه ، ورد الإعتبار لها ولتاريخها الكبير وتقوم بتصحيح ما أفسده الزمان والمجالس البائدة ؟ .

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: