تصدير الكهرباء الجزائري إلى تانزانيا وإسبانيا و 100% من الجنوب الجزائري يعيش في الظلام الدامس
كرم
الذين يُـنْكِرُونَ بأنه ليس في الجزائر معضلة خطيرة جدا تتعلق بانقطاع الماء والكهرباء فهو من ( شعب بومدين ) فهذا الأخير هو الشعب الذي صنعته فرنسا ووضعته عبيدا للعصابات التي تحكم البلاد طيلة 60 سنة ولا تزال ، أما الشعب الجزائري الحر فهو يعاني منذ 1962 من انقطاع الماء والكهرباء والنقص المُهْـوِلِ في توفير الخبز والبطاطا ، ويا ليت لو كنا نوفر هذه المواد المذكورة فقط للعيش بكرامة في الجزائر القارة التي تبلغ مساحتها 2.381.742 كلم مربع بل نعاني في صفوف الطوابير لنأخذ ما يسره الله لنا منها بعد طول عذاب ، وهذه المواد الأساسية للعيش لا نجد نُـقْصَانَهَا أو انعدامها في أية دولة إفريقية على الإطلاق وخاصة مواد المعشية الضرورية ، فكثيرا ما نضرب المثل في الفقر والمجاعة ( بالصومال ) وهذا ظُـلْمٌ فظيع في حق الشعب الصومالي الذي يستطيع توفير مواد المعيشة الضرورية رغم ما يعيش من اضطرابات سياسية ومع ذلك لا نجد فيه ( ظاهرة الطوابير ) المُذِلَّة ، هذه الظاهرة خاصة بالجزائر فقط دون غيرها من دول العالم ، لأن كل دولة تتكيف مع منتجاتها الغذائية حسب بيئتها وطبيعة ثقافتها المعيشية ، إلا الجزائر فباستثناء منطقة القبائل فكل المناطق تعيش وفق نمط عيش الاستعمار الفرنسي ، لذلك حينما خرج المُعَمِّرُ الفرنسي الذي كان يدبر أمور الفلاحة سَقَطَتْ البلاد في يد الخائن المقبور بومدين وفعل بها ما فعل ونحن نعيش اليوم تخلفا يقدر بـ 60 سنة عن بقية دول العالم ، والتأخر بيوم واحد فقط في التطور البشري يقدر بقرنٍ من الزمن ، فكم من قرنٍ نحن متخلفون عن الصومال ؟ ومع ذلك لا يمكن أن نغفل الحديث عن التطور الكبير جدا في نشر الأكاذيب والتخاريف والبروباغاندا التي تنشرها العصابة الحاكمة عن طريق مواسير الصرف الصحي الخبيثة طيلة 60 سنة .
أولا : تخاريف وأكاذيب تنشرها العصابة يوميا سنذكر بعضها فقط :
لعل الكثير من الجزائريين لا يدركون أهمية توفير الكهرباء في عموم الجزائر خاصة وأننا نركز على انقطاع الكهرباء في المدن فقط ، إن توزيد كافة مدن الجزائر وأريافها بالكهرباء وتعميمُهُ في البلاد يساهم مساهمة فعالة في تطوير التنمية الاجتماعية خاصة في المناطق الريفية ، فحرمان المناطق الريفية من الكهرباء مثلا يتسبب في حرمانها من أبسط ضروريات المعيشة مثل الفلاحة مثلا ، لأن توفير الكهرباء في الريف سيعزز النشاط الفلاحي والتجاري فيها وخارجها ، إضافة إلى إنارة المساكن مما قد يساهم في الحد من الهجرة من القرية إلى المدينة الذي سيتسبب في زيادة الضغط على المدن وسيزداد بالتالي حرمان المدن نفسها من الكهرباء مدة أطول مما هي عليه اليوم ، والمصيبة أنه لا توجد لا أبحاث ولا مشاريع لاستخدام الطاقة الكهربائية في القرى فما بالك لتطوير الموجود حاليا في المدن التي تعاني كلها بدون استثناء من تكرار الانقطاع الكهربائي عدة مرات في اليوم حتى في العاصمة الجزائر ، مع العلم أن الجزائر تحتل مركزا مهما في إنتاج الغاز الطبيعي في العالم وشعبها لا تتوفر الإنارة الكهربائية في مساكنه وخاصة في القرى ومدن صحراء الوسط الجزائري وأقصى جنوبه …
ولتعزيز ما قلنا نورد ما جاء في إحدى تقارير قناة فرانس 24 عن معضلة انقطاع الكهرباء في الجزائر : يقول التقرير ” تشهد العديد من المدن الجزائرية، لا سيما تلك الواقعة جنوب البلاد منذ بداية موسم الصيف ، احتجاجات شعبية واسعة النطاق بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء فيها…فالسكان لا سيما أولئك الذين يقطنون الأحياء الشعبية، يخرجون يوميا إلى الشوارع ويتجمهرون أمام مساكنهم للاحتجاج والتنديد بانقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات في اليوم رغم الحرارة المرتفعة التي تصل في بعض الأحيان إلى 40 درجة مئوية ورغم تمتع الجزائر بثروات نفطية كبيرة وطاقة شمسية هائلة تكفيها لتجنب مثل هذه المشاكل “…..( انتهى تقرير فرانس 24 عن ظاهرة تكرار انقطاع الكهرباء في عموم مدن الجزائر ، أما البوادي والقرى فلها الله …
ثانيا : ومن العَجَبِ العُجَابِ مع كل ما ذكرناه سابقا سَتُصَدِّرُ الجزائر الكهرباء خارج الوطن !!!!.
ففي سنة 2019 جاء في مؤتمر صحفي لأحد وزراء العصابة الحاكمة في الجزائر وهو مصطفى قيطوني وزير الطاقة آنذاك ” أن دراسة تم إطلاقها تهدف لمد كابل بحري يرافق أنبوب الغاز ميدغاز، الرابط بين الجزائر وإسبانيا، وتصدير نحو 9 آلاف ميغاواط من الكهرباء نحو هذا البلد الأوروبي…ولفت هذا الوزير نظر السامعين إلى أن هذا المشروع يدخل في إطار مساعي الحكومة لتنويع الصادرات، والتحرر من التبعية للمحروقات (نفط وغاز). وأضاف : ” إن تصدير الكهرباء عبر الكابل البحري مصدر مهم لمداخيل النقد الأجنبي. وذكر بأن مد الكابل عملية سهلة مقارنة بأنبوب نقل الغاز”. وكشف أن بلاده ستتخذ خطوات لدمج قطاع الكهرباء الجزائري (المحلي)، في سوق الأسهم الإسبانية (بورصة مدريد ) وذلك من أجل معرفة احتياجات منطقة المتوسط، واقتراح أسعار تنافسية وتسويق الفائض من الكهرباء الجزائرية”” (انتهت تخاريف الوزير مصطفى قيطوني ).كان هذا في 2019.
ويوم الخميس 28 أكتوبر 2021 نشرت واج ( وكالة الأنباء الجزائرية ) في صفحتها الأولى هذا الخبر المُخْزِي بعنوان ” التعاون الجزائري-التنزاني: التوقيع قريبا على مذكرة حول إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء ” جاء في الخبر ما يلي : ” الجزائر – أعلن وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، عن التوقيع قريبا على مذكرة تفاهم بين الجزائر و تنزانيا في مجال انتاج و نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية…وتم الاعلان عن هذا التوقيع المترقب خلال جلسة جمعت السيد عرقاب ونظيره التنزاني، جانيوري يوسف مكامبا، بمقر وزارته..” ….
انظروا كيف أن دولة ينقطع الكهرباء عدة مرات في اليوم على شعبها الساكن في المدن ولا يوجود كهرباء في البوادي عموما ومع ذلك ستصدر الكهرباء إلى تانزانيا ، نعم إلى تانزانيا ، فالشعب التانزاني أولى بكثير من الشعب الجزائري المحروم من الكهرباء منذ 60 سنة على الاستقلال المزور ، إنه منطق كابرانات فرنسا الذين يُمْعِنُونً في تنفيذ وصية الجنرال دوغول وهي : ” الحرص على احتقار الشعب الجزائري علانية والسهر الدائم على أن تكون الجزائر أضحوكة العالم ” ..
وقد كان محمد عرقاب قد صرح قبل ذلك بيوم واحد أي في 27 أكتوبر 2021 قبل خُرَافَةِ تانزانيا بيوم واحد بأن الجزائر تعتزم تصدير الكهرباء إلى إسبانيا ، وتصريح هذا الوزير لا وجود له سوى على اليوتوب فقط ، وهذا رابطه.
https://www.youtube.com/Watch?v=4ynGlEY_EoO قال فيه حرفيا : ” التفكير في المشروع مستقبلي للطاقات المتجددة وخاصة ربط الجزائر بإسبانيا بكابل بخط كهرباء يعني ( un cable sous marin ) عبر البحر الأبيض المتوسط يوصل إلى إسبانيا تحدثنا مطولا كذلك على هذا المشروع واحنا كثير مهتمين بربط بالكهرباء بالضفة الأوروبية عن طريق إسبانيا ” ( انتهى تصريح محمد عرقاب حول مد حبل كهربائي نحو إسبانيا عبر البحر المتوسط وأي تشويه للغة العربية في هذا التصريح فهو له ونحن براء من ذلك ) ….
من أهم الملاحظات على هذا التصريح أنني لم أجد شيئا مكتوبا عن هذا المشروع حيث لا يوجد سوى هذا اليوتوب بعنوان (عرقاب: الجزائر و إسبانيا تتباحثان مشروع ربط الضفتين بكابل بحري كهربائي ) وابحثوا ستجدوه إن شاء الله بهذا العنوان . أما الملاحظة الثانية هي خاتمة التصريح التي يقول فيها ” واحنا كثير مهتمين بربط بالكهرباء بالضفة الأوروبية عن طريق إسبانيا ” وهذا يعني أن الجزائر ستنتج ليس فقط ما تحتاجه إسبانيا بل ستنتج ما تحتاجه كامل أوروبا !!!!! وما على الجزائريين في الوسط والجنوب الجزائري إلا الاستعداد لقرون طويلة من إنارة منازلهم بالشموع أو قناديل الزيت الذي لا وجود له حتى للأكل فما بالك أن يستخدموه للإنارة ، إنه الشعب المغبون في كل حقوقه … لكنه يستحق ذلك لأنه شعب جبان أعطى ظهره لكابرانات فرنسا ليركبوها طالما شاؤوا …
يقول المثل العربي ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) ونحن نقول لمحمد عرقاب إذا لم تستحي فقل ما تريد مادامت دولة الجزائر بناها المقبور بومدين على الأكاذيب والتخاريف والبروباغاندا والتهريج والصياح في الأبواق بدون فعل أي شيء ، السؤال هو : كيف يسمح لنفسه هذا العرقاب أن يقول مثل هذا الكلام الكبير جدا والشركات الأجنبية التي كانت في الجزائر تهرب منها اليوم رغم أنها كانت شركات صغيرة لا تأثير لها في الاقتصاد الفوضوي الجزائري مثل فولكس فاكن وهيونداي ، كما أعلنت السلطات الجزائرية أنها أنهت عقد مهام توزيع الماء والتطهير للشركة الفرنسية ( سيال ) التي كانت تدبر ذلك في الجزائر العاصمة ، وغيرها من الهاربين من الجزائر كثير ….
يمكن للوزير عرقاب أن يقول للصحافيين أن الجزائر ستصدر الماء والكهرباء إلى الصين والهند وجزر الواق واق ، لقد تَعَوَّدَتْ أذاننا على سماع مثل هذه الأكاذيب ، لأننا طالما نسمع الجزائريين الذين يعيشون قرب وحدات إنتاج الغاز المنتشرة في الجزائر ونرى بأعيننا أن مساكنهم غارقة في الظلام الدامس فإننا نعلم أن مثل كلام هذا العرقاب يدخل من الأذن اليمنى ويخرج من الأذن اليسرى ، لقد تعودنا على العيش في بحر الأكاذيب والبروباغاندا التي تنتجها العصابات التي حكمت الجزائر ولا تزال منذ أن أسس هذه السلطة المقبور بومدين ، فكيف سنصدق هذه الأكاذيب ونحن نشاهد بأعيننا أن الشعب يقف في طوابير المعيشة الذليلة لنتأكد أن ذلك هو الواقع الحقيقي عندنا ؟ أما الخرطي في الخرطي فلا نصدقه ولو كان الحديث عن صناعة سُكَّرِياتِ الأطفال ( les bonbons ) التي لاتحتاج لتكنولوجيا كبيرة ، أصبحنا لا نصدق لصوص حكام الجزائر وانتهى الأمر ..
إن الحقائق التي نراها هي أن شباب الجزائر أصبح يكره الجزائر ويفضل الموت غرقا في البحر ، لأن بقاءه في الجزائر سيعطي لكابرانات فرنسا الحاكمين قيمة لهم ولوجودهم ، الشباب الجزائري كله يفكر في الانتحار لذلك فكر جيدا ووقف أمام اختيارين : إما أن ينتحر بأن يشنق نفسه بحبل أو يلقي نفسه في البحر ، فاختار البحر ، لأن في اختياره الانتحار عن طريق البحر قد تكون فيه فرصة نجاة أخرى للعيش في بلد آخر يضمن له الكرامة … نعم الكرامة …