روسيا تكذب ببيان شديد اللهجة تقريرا لصحيفة جزائرية عن “توتر بين موسكو والرباط”

اردان ماجدة

نفت روسيا، الجمعة، وجود أي توتر بينها وبين المغرب، مكذبة ما نشرته وسائل إعلام جزائرية حول الموضوع وخصت صحيفة “الشروق الجزائرية”، التي نشرت مؤخرا تقريرا بعنوان “الجزائر في قلب أزمة عاصفة بين المغرب وروسيا.. مغادرة سفير موسكو وإلغاء رحلات واجتماعات بين البلدين”.

وتحت عنوان “حول التضليل الإعلامي بشأن التعاون بين روسيا والمغرب” قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان توضيحي على موقعها أمس، “إن ممارسة نشر المعلومات المضللة، التي تستخدمها وسائل الإعلام الغربية على نطاق واسع يحاول تبنيها زملاؤهم في شمال إفريقيا، الذين لا يريدون التخلف عن زملائهم الأكبر في أي شيء – لا في التلاعب بالحقائق، ولا في نشر الأكاذيب السافرة”.

ومضت الخارجية الروسية تقول “اختلقت صحيفة الشروق تزيفا آخر، إذ نشرت مقالة بعنوان “الجزائر في قلب أزمة عاصفة بين المغرب وروسيا“، ومن دون شك أنها تسعى إلى نيل الفوز في أن واحدا في مرتبتين: “نموذج كلاسيكي للتضليل” و”المحلل الكاذب”.

وأضافت أنه “وعلى وجه الخصوص، يحصي كاتب المقال الجزائري جملة من الأحداث كما لو كانت حقائق: اعتبارا من 5 أكتوبر، تم تعليق الرحلات الجوية بين روسيا والمغرب بقرار من الرباط، وسفير روسيا الاتحادية “فاليريان شوفالوف” أستُدعيّ الى بلده للمشاورات”، وأنه جرى تأجيل “الدورة السادسة للمنتدى الروسي ـ العربي للتعاون على مستوى وزراء الخارجية، التي كان من المفترض أن تعقد في 28 أكتوبر في الرباط (في الواقع في مراكش). ويستنتج كاتب المقال الجزائري، الذي يقدم التمنيات على أنها وقائع، أن “العلاقات الروسية ـ المغربية وصلت إلى الحد الأقصى، وأنها تمر بأزمة، رغم أن الأطراف أخفتها بجدية”.

وأكدت الوزارة الروسية أنه “عند قراءة مثل هذه المقالات، يصدم المرء بفكرة أن مؤلفيها يتواجدون في عالم موازٍ لعالمنا، وتماما غير مطلعين على وباء Covid-19 الذي يجتاح عالمنا منذ عام 2020. لقد اصطدمت العديد من البلدان، بما في ذلك بلدنا، منذ خريف هذا العام، بموجة جديدة من العدوى. وبهذا الشكل اتخذت السلطات المغربية قرارا بتعليق الرحلات الجوية بسبب تدهور الوضع الصحي والوبائي في روسيا. ولا توجد هنا أي خلفية سياسية”.

 وزادت “أما بالنسبة لغياب رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية في البلاد، الذي استخدمه كاتب المقال كحجة على اختلاقاته ذات الطابع السري، فإن الوضع هنا يبدو مختلفا عما يتصوره الصحفي، الذي يؤكد أن الكلام يدور عن “استدعاء للتشاور”. ففي الواقع، أن سفير روسيا الاتحادية فاليريان شوفالوف كان في إجازة مُخطط لها، وقد عاد في 24 أكتوبر إلى الرباط، وباشر تنفيذ مهامه”.

 وشددت في بيانها على “أن المعلومات عن العلاقات الروسية المغربية “المتوترة إلى أقصى حد”، بما في ذلك بسبب تعزيز التعاون بين روسيا والجزائر، الذي يكتب عنه الصحافي الجزائري، لا يتوافق مع الواقع، ولا يوجد إلا في خيال مؤلف جريدة الشروق. وبالمناسبة،  و من خلال مصدر في وزارة الخارجية المحلية، رفضه بشكل قاطع ما ظهر من استغلال لموضوعة الأزمة في العلاقات، لأهداف مغرضة. وقامت وزارة خارجية روسيا الاتحادية بشيء مماثل. فقد أعرب نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية ميخائيل بوغدانوف خلال لقائه في 21 أكتوبر مع سفير المغرب لطفي بوشعرة، عن استغرابه من الافتراءات التي نشرتها عدد من وسائل الإعلام حول البرودة المزعومة بين موسكو والرباط، وأكد أن التعاون الروسي ـ المغربي متعدد الأوجه يتطور بشكل ديناميكي، ويلعب سفير روسيا الاتحادية في المغرب فاليريان شوفالوف دورا فعالا في هذا العمل المشترك”.

 وختمت الخارجية الروسية بيانها “ليس سرا أن الكثيرين، بما في ذلك اللاعبون غير الإقليميين، يشعرون بالانزعاج الشديد من تعزيز العلاقات بين موسكو والجزائر ومالي والمغرب ودول أخرى في المنطقة، ويستخدمون أي وسيلة، بما في ذلك المعلومات المضللة، لدق إسفين في علاقاتنا الثنائية وإلحاق الضرر بها. إنه لأمر مؤسف أن (كاتب الشروق الجزائرية) لم ينظر بجدية في جوهر القضايا، لكنه قدم ببساطة مادة مزورة على أساس تحليل ملفق، على ما يبدو على أمل أن يكسب رضاء خصومنا”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: