انحياز روسيا إلى الجزائر يقف أمام تمديد مهمة المينورسو في الصحراء

Belbazi

لم ينجح مجلس الأمن الدولي الأربعاء في المصادقة على مشروع قرار يمدد لعام مهمة البعثة الأممية إلى الصحراء المغربية، وذلك بسبب الاعتراض الروسي على القرار.

وسعت الولايات المتحدة الأربعاء في الأمم المتحدة لجعل مجلس الأمن يصادق على مشروع قرار يمدد لعام مهمة بعثة “المينورسو” بعد معارضة الجزائر، التي تدعمها موسكو، استئناف المحادثات مع المغرب، بحسب دبلوماسيين.

وكشف دبلوماسيون لوسائل إعلامية أن روسيا عرقلت مشروع قانون أعدّته واشنطن المكلّفة بملفّ الصحراء المغربية في الأمم المتحدة.

وكان يُفترض في الأصل أن يتمّ تبني النصّ الأربعاء، إلا أنه لا يُنتظر طرح النصّ على التصويت قبل الجمعة في وقت ينتهي تفويض بعثة الأمم المتحدة “مينورسو” لتنظيم الاستفتاء في الصحراء  الأحد.

وأكد دبلوماسي أن موسكو “ليست راضية عن فقرات متعلّقة بالعملية السياسية” وتدعم أيضاً رفض الجزائر استئناف “المائدة المستديرة” للتي نظّمها في سويسرا المبعوث الأممي هورست كولر حتى ربيع العام 2019 قبل تقديم استقالته مقابل عدم إحراز أيّ اختراق. وخلفه أخيراً هذا الشهر الدبلوماسي المخضرم ستيفان دي ميستورا الذي يُفترض أن يعيد إطلاق الوساطة الأممية اعتباراً من الأول من نوفمبر. و”المائدة المستديرة” محادثات تنظمها الأمم المتحدة في فترات متباعدة، بين المغرب والبوليساريو والجزائر، حول موضوع الصحراء.

موسكو ليست راضية عن فقرات متعلّقة بالعملية السياسية، وتدعم رفض الجزائر استئناف المائدة المستديرة حول الصحراء

ويؤكد إعلان الجزائر الانسحاب من “المائدة المستديرة” التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية أنها تواصل التصعيد ضد الرباط بمساعيها التشويش على مكاسبها في هذا الملف، وتدعمها في ذلك موسكو.

ولاحظ المتابعون أن انحياز موسكو إلى الجزائر وقف أمام تمديد مهمة “المينورسو” في الصحراء، حيث أرادت إرضاء حليفتها الأولى في المنطقة التي تستقبل جبهة البوليساريو الانفصالية على أراضيها.

ولم ترحّب موسكو بالاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء، فيما تتوجّس من فقدان الجزائر كأول مورد للسلاح والعتاد العسكري الروسي في أفريقيا.

وتطمح موسكو إلى ممارسة دور أكبر في ملف الصحراء، وكانت قد استقبلت مؤخرا وفدا من الجبهة الانفصالية، قبل أسبوع من الاجتماع مجلس الأمن لبحث قرار تمديد مهام قوات “المينورسو”.

وسبق أن كشفت مصادر سياسية  أنه كلما كان النقاش جاريا حول ملف الصحراء في مجلس الأمن سواء في شهر أكتوبر أو أبريل إلا وتقوم موسكو بحركة ما كورقة ضغط وابتزاز للمغرب، مضيفة أن هذا الأمر حدث في الكثير من المناسبات كما حدث في العام 2017 عندما استقبل ميخائيل بوغدانوف وفدا عن الجبهة الانفصالية.

ويستنتج المتابعون أن النظام الجزائري يريد العودة إلى استراتيجية التصعيد في ملف الصحراء للتغطية على عجزه الدبلوماسي التام عن إدارة الملف، حيث باتت مقاربة الرباط محور مبادرات الحل المدعومة إقليميا ودوليا، خاصة بعد الموقف الأميركي الداعم لرؤية المغرب التي تقوم على منح الأقاليم الجنوبية الحكم الذاتي الموسّع.

وتحظى مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء بدعم دولي واسع. وعقب اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2548 بشأن الصحراء المغربية جددت الولايات المتحدة التأكيد على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل “جدية وذات مصداقية وواقعية” لتسوية هذا النزاع الإقليمي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: