حديث المجاملة لا ينهي الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا

يوسف لفرج

صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه تبادل الحديث باقتضاب مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة الثلاثاء في العاصمة الرواندية كيغالي في خطوة لا تنهي الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وجاءت هذه المحادثة بالتزامن مع تصريح لمستشار الرئيس الجزائري لشؤون الذاكرة عبدالمجيد شيحي اعتبر فيها تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”النعيق”.

وقال شيحي في ندوة تاريخية بمجلس الأمة (الغرفة الأولى للبرلمان) بمناسبة الذكرى الـ67 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي (1830 ـ 1962) “هذه الأيام كثر فيها النعيق من الطرف الآخر (فرنسا) بأننا لسنا أمة، وكأننا فقاعة ظهرت فجأة على وجه المعمورة، وكأن الله لما خلق الأرض ترك مكانا مظلما لا ندري من أين أتى”.

وكان لودريان قد قال مساء الثلاثاء “التقيته (لعمامرة) وتبادلنا حديث مجاملة” على هامش اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

وأوضح أنهما تحدثا خصوصا عن عملية الانتقال في ليبيا التي ستشكل محور مؤتمر دولي في الثاني عشر من نوفمبر المقبل في باريس.

وكان وزيرا خارجية البلدين التقيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر في نيويورك وكانا حاضرين في طرابلس في الحادي والعشرين من أكتوبر للمشاركة في “مؤتمر دعم الاستقرار في ليبيا”.

وتشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية توترا بعد تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون الذي رأى أن الجزائر بنيت بعد استقلالها في 1962 على “ريع للذاكرة” كرسه “النظام السياسي – العسكري”، وشكك في وجود أمّة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا في الثالث من أكتوبر احتجاجا على هذه التصريحات ومنعت الطائرات العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل حيث تنتشر قوات عملية برخان المناهضة للجهاديين، من التحليق فوق أراضيها.

ودعت فرنسا الجزائر بعد ذلك إلى “احترام” سيادتها بعد أن شجع السفير الجزائري في فرنسا الجالية الجزائرية على “تشكيل رافعة قيادة” للتدخل في “الحياة السياسية الفرنسية”.

ويفترض أن يعقد المؤتمر الدولي لكل دول الجوار الليبي للمرة الأولى في الثاني عشر من نوفمبر في باريس. ولم يتم تأكيد مشاركة الجزائر بعد.

ويهدف هذا الاجتماع إلى إعطاء دفع أخير لتنظيم الانتخابات العامة في الرابع والعشرين من ديسمبر في ليبيا والمصادقة على خطة لخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: