أولا : أخر نماذج فاضحة من أكاذيب حكام الجزائر :
1) وكالة الأنباء الجزائرية تنشر الخبر التالي : ” الجيش الشعبي السوداني يعلن هجمات جديدة على قوات الاحتلال المغربي وهذا رابط الخبر كما ورد في وكالة الأنباء الجزائرية وقد تم حذفه لأنه فضيحة لكن اليوتوب لا يزال موجودا :
https//www.aps.dz/monde/128627-1-apls
كما يظهر في اليوتوب المنشور يوم 12 أكتوبر 2021 تحت عنوان : ” الجيش الشعبي لتحرير السودان يشن هجمات جديدة على قوات الاحتلال المغربي .. فهم تسطى ” ..
2) تبون يثير سخرية كبيرة، عندما قال إن الرئيس الأمريكي جورج واشنطن أعطى مسدسات ( كوابس ) للأمير عبد القادر، في الوقت الذي توفي فيه جورج واشنطن سنة 1799، قبل ولادة الأمير عبد القادر الجزائري سنة 1808 ….فهم تسطى !!!!!
3) آخر أكذوبة جاءت من وزير خارجية البوليساريو المدعو رمطان لعمامرة اِسْتَبَقَ فيها موعد اختتام الدورة 39 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي الذي إنعقد بأديس أبابا يومي 14 و 15 أكتوبر ، فقد صرح لعمامرة قبل بداية انعقاد هذا المجلس بأن ” الجزائر نجحت في طرد إسرائيل من الاتحاد الافريقي كعضو مراقب ” !!!! لقد اتخذ لعمامرة هذا القرار الذي تَعِبَ من أجل أن يتحقق ذلك في خياله المريض ، لقد صرح بذلك بعد أن زار عددا من دول إفريقيا ليدعوهم إلى تكوين صف واحد لمواجهة قرار موسى فقي الذي قَبِلَ فيه عودة إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي ، و كعادة العصابة الحاكمة فهي دائما تستبق الأحداث بنشر الأكاذيب ، أما حقيقة انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي فقد جاء بخصوصها في البيان الختامي للدورة 39 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي ما يلي ” كما أرجأ المجلس الحسم في قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المتعلق بمنح إسرائيل صفة العضو المراقب في الاتحاد، وقرر إحالة الأمر إلى القمة الأفريقية المقبلة.”… والأمر بكل بساطة أن لعمامرة فشل على واجهتين أثناء انعقاد هذا المجلس : الواجهة الأولى أنه عبَّر عن الجُبْنِ والإحساس بالدونية أنه ليست له الشجاعة أن يقدم طلب سحب إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الافريقي في هذا المجلس بنفسه حيث كلف وفد نيجيريا بذلك … الثانية أنه حينما صرح لوسائل إعلام محلية عقب نهاية أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بقوله ” إن وزراء خارجية إفريقيا وافقوا على عرض القضية على قمة رؤساء دول الاتحاد في فبراير المقبل.وتابع “يحدونا الأمل في أن يكون مؤتمر القمة بمثابة بداية صحيحة لإفريقيا جديرة بتاريخها وألا تؤيد انقساما لا يمكن تداركه مستقبلا ” وهذا يدل على فشل زياراته الكثيرة لدول إفريقية وأن أموال الشعب تهدر في قضايا خاسرة أصلا ، وأنع يهدد بانقسام إفريقيا ، وذلك وهمٌ لا يوجد إلا في خياله المريض ، فهل 9 دول لا تقبل رأي الجزائر يمكنها أن تدفع بالاتحاد الإفريقي إلى الانقسام ، فهذا وهمٌ مثل وهم الجزائر القوة الضاربة… لكن في ضنك العيش !!!
ثانيا : ندوة في دار السلام بتانزانيا من أجل طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي :
بالمقابل كانت جهات إفريقية أخرى تُـنَظِّمُ نفسها من أجل طرد البوليساريو من الاتحاد الافريقي وهي المنظمة الإرهابية التي لن تسكت الدول الإفريقية على بقائها في الاتحاد الإفريقي .. فقد نشر موقع ( القدس العربي ) الالكتروني يوم 17أكتوبر 2021 ما جاء في ندوة نُظِّمَتْ في دار السلام بتانزانيا من طرف معهد “دراسات السلام والصراع” و”مؤسسة تنزانيا للسلام” حضرها أكثر من 40 خبيرا وأكاديميا وأعضاء في مؤسسات فكرية وباحثين وشخصيات سياسية بارزة من رواندا وكينيا وجزر القمر وبروندي وتنزانيا وأوغندا والموزمبيق وجنوب إفريقيا ودول أخرى. ومما جاء في خبر تنظيم هذه الندوة التي خصصت لطرد البوليساريو من الاتحاد الافريقي ما يلي : ” القدس العربي”: اعتبر مشاركون في ندوة دراسية احتضنتها العاصمة التنزانية، أن وجود “كيان غير حكومي” بين الدول الأعضاء ذات السيادة في الاتحاد الإفريقي بمثابة “خطإ تاريخي مرهق” و”انحراف قانوني” و”تضارب سياسي”. ودعوا إلى وضع حد لكل أشكال الانفصال السياسي والتطرف الديني وتفكك الهوية، من أجل النهوض بالقارة الإفريقية وإنجاح تجربة منطقة التجارة الحرة فيها وأهداف أجندة 2063…..وجاء في البيان الختامي لندوة دار السلام حول “ضرورة تحقيق الانتعاش ما بعد كوفيد 19: كيف يمكن لتسوية قضية الصحراء أن يعزز استقرار إفريقيا واندماجها”؟، أوضح المشاركون أنه “لا يوجد مجال للانفصال في المجتمعات الأفريقية اليوم”. وَدَعَوْا إلى طرد “جبهة البوليساريو” من المنتظم الإفريقي، حيث جاء في البيان، أن طرد الكيان الوحيد من غير الدول الذي يجلس بين 54 دولة ذات سيادة ومستقلة، لن يضمن تخلص المنظمة الأفريقية من النزعة الانفصالية فحسب، بل سيمكّن أيضًا من المساهمة الفعالة والموثوقة والشرعية للاتحاد الأفريقي.[….] واعتبروا وجود ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية” ضمن المنتظم الإفريقي بمثابة خطأ حدث في سياق تاريخي سابق ارتبط بصراع الإيديولوجيات، ومن ثم يجب التعجيل بتصحيح هذا الخطإ بطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي ..
ثالثا : الاتحاد الإفريقي بين إسرائيل والبوليساريو :
منذ أن سيطر المقبور القذافي على منظمة الوحدة الإفريقية وجعلها ( نقابة ) له يجمع فيها مُرِيدِيهِ وأصبحت عبارةً عن تجمع مؤامراتي تخريبي لإفريقيا ، لم تستفد منها إفريقيا شيئا لأنها كانت وكرا للمؤامرات ودكانا تباع وتشترى فيه ذمم بعض رؤساء إفريقيا ، وبقيت هذه المنظمة هكذا حتى بعد أن غير المقبور القذافي اسمها إلى ( منظمة الاتحاد الإفريقي ) عام 2002 لأن هذه المنظمة في عصر القذافي لم تكن لها علاقة بشعوب إفريقيا نهائيا فقد كانت مجرد ( نقابة تنشر أكاذيب المؤامرات وتخاريف إيديولوجيات العصور البائدة ) هي نقابة لم تستفد منها الشعوب الافريقية لأنها كانت بورصة لشراء ذمم بعض رؤساء الدول الإفريقية لتكوين عصابة داخل الاتحاد الإفريقي مهمتها استمرار استحمار الشعوب الإفريقية والحرص على استمرار استغلال الاستعمار القديم لخيراتها إلى يوم القيامة …..
أما علاقة إسرائيل بالفضاء الإفريقي حتى قبل أن تكون فيه عضوا مراقبا ، فإن عددا من الدول الإفريقية قد اعترفت بإسرائيل قبل استقلال الجزائر التي يَـسْـتَـمِيتُ رمطان لعمامرة اليوم من أجل رفض عودة إسرائيل كمراقب في الاتحاد الإفريقي ، ويعلم الله كم من ملايير الدولارات صرفتها ولا تزال تصرفها عصابة الجزائر الحاكمة اليوم على مثل هذه الخزعبلات ونحن في عز أزمة 2021 أي أزمة المليون طابور ، صرفتها من أجل تحقيق هدف عدم عودة إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي ، وكان حبذا لو تصرف العصابة الحاكمة في الجزائر هذه الملايير على مشاريع تنموية تقضي بها على طوابير العدس والزيت والسميد والحليب وغيرها من مواد التموين التي لن نجد ولو دولة واحدة في العالم تعيش معيشة الضَّـنَكِ بالطوابير سوى الجزائر أضحوكة العالم .ولتذكير الغبي رمطان لعمامرة بالدول الافريقية التي اعترفت بإسرائيل قبل الاستقلال المزور للجزائر نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : جنوب إفريقيا اعترفت بإسرائيل عام 1948 – ليبيريا 1949 – السينيغال والكامرون والكونغو الديمقراطية عام 1960 أما إثيوبيا والبنين وبوركينا فاسو و تشاد والكوت ديفوار عام 1961 ( ملاحظة : إيثيوبيا اعترفت بإسرائيل في عهد الإمبراطور هيلاسيلاسي الذي انتهى حكمه عام 1974 ) …أما باقي الدول الإفريقية التي تكاد تكون كلها معترفة و قد تغلغلت إسرائيل في إفريقيا نتيجة غباء الذين سيطروا على ( نقابة القذافي ) وخاصة بعدما اعترف الفلسطينيون ، نعم الفلسطينيون أنفسهم اعترفوا بإسرائيل في ما يُعْـرَفُ باتفاقية أوسلو عام 1993 ففي ما بعد اعتراف الفلسطينيين بإسرئيل تدفقت كل دول إفريقيا على الاعتراف بإسرائيل ، أما العصابة الحاكمة في الجزائر فإنها فضيحة الدنيا والآخرة في علاقتها بإسرائيل فهي لم تعترف بإسرائيل فقط بل هي عميلة مخابراتية لإسرائيل تزودها بأدق تفاصيل التحركات العربية التي تناضل من أجل إنصاف الفلسطينيين فيما بقي من أراضيهم … على من يكذب المجوس الحاكمون في رقاب الشعب الجزائري بأمر من سيدهم ومولاهم الجنرال دوغول ؟ مَنْ أفقرَ الجزائريين وأوصلهم للحضيض سوى مافيا كابرانات فرنسا صانعة ( شعب بومدين ) عميل دولة إسرائيل ؟ اسألوا شباب الجزائر في الشارع الجزائري ماذا يفضلون ؟ هل يفضلون العيش في الجزائر أم في إسرائيل ؟ أنا على يقين أن 90 %من شباب الجزائر سيختار العيش في إسرائيل لأنه قد عرف وفَـطِنَ أين يعيش ومع مَنْ يعيش ، إنه قد عرف أن الذين يحكمونه يقضون سهرات الليالي الحمراء مع الإسرائيليات وفي الصباح ينبحون كالكلاب ضد إسرائيل ويرددون جملة أصبحت ممجوجة بل تفضح قائلها بأنه لا قيمة له بين البشر فوق هذه الأرض ألا وهي جملة ( الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ) في حين لم يستفد منهم الشعب الفلسطيني بأي شيء أبدا ، فكيف للذين يحكمون الجزائر ونحن نعرف أصولهم الحقيقية بأنها أصول هجينة مختلطة بدماء فرنسية ، كيف سيكونون ضد إسرائيل ؟ والحقيقة أنهم ضد الشعب الجزائري بالدليل والبرهان ، إنها الأكاذيب في العلن والتخابر مع إسرائيل تحت الطاولة في السر حتى يستمروا في الحكم إلى يوم القيامة .. إن إسرائيل إحدى الركائز التي تعتمد عليها مافيا جنرالات فرنسا الحاكمة في الجزائر …
إن أكثر من ثلاثة أرباع الدول الإفريقية تعترف بإسرائيل وستناضل هذه الدول الإفريقية من أجل عودة إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي لأنهم استفادوا منذ عشرات السنين من الخبرات الإسرائيلية في الفلاحة والماء والتجارة والصناعات المتنوعة والتكنولوجيا وغيرها وذلك قبل استقلال الجزائر المزور ، وهذه نشاطات تنموية لن يستطيع بعض الأفارقة من الذين استغفلهم رمطان لعمامرة للوقوف معه ضد عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي ، لن يستطيعوا توقيف الاستفادة المتنوعة والعملية من إسرائيل في إفريقيا ، فهل يستطيع خنازير مافيا العسكر الحاكم في الجزائر أن يفيدوا الأفارقة ولو بعود ثقاب ؟ ، ونلاحظ أن كثيرا من الأغبياء العرب يعتقدون أن إفريقيا تسيطر عليها الدول العربية الإفريقية وتشكل الغالبية فيها ، وهذا خطأ أفظع من الحمق ، لأنه لا يوجد في إفريقيا سوى 07 دول عربية فقط لا غير ، 07 من 54 لأننا استثنينا جمهورية الوهم السَّرَابية .
لم يعد خافيا على العالم كله بأن المغرب قد عاد إلى الاتحاد الإفريقي بأصوات 45 دولة إفريقية من أصل 53 والثمانية الباقون بعضهم امتنع عن التصويت ، والدول 45 التي صوتت لعودة المغرب ستصوت إن التجأ الحاضرون للتصويت في فبراير 2022 لصالح عودة إسرائيل إلى منصبها كمراقب في الاتحاد الإفريقي مثلما صوتت لعودة المغرب وهذا أمر لا شك فيه ، إني على يقين أن العصابة الحاكمة في الجزائر المعزولة عالميا اليوم ونحن في 2021 ستكون أكثر عزلة في 2022 وستعود إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب ويومها سيلعب حكام الجزائر أمام العالم بل أمام المغفلين منه مسرحية بعنوان ( مؤامرات ضد الجزائر قادها المَرُّوكْ ) حتى تعود إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب ، ومنذ تلك اللحظة ستبدأ خطب شنقريحة الترهيبية للشعب الجزائري بأن ( إسرائيل على أبواب الجزائر بسبب المروك ) ولن تستطيع هذه العصابة أن تقول: ( بأن المروك + غالبية الدول الإفريقية قد أصبحت تعرف ألاعيب شياطين حكام الجزائر ) …
لكن الذي سَـيَـتَــبَـوَّلُ فعلا على فخديه حقا وحقيقة وليس مجازا هم البوليساريو لأن ندوة دار السلام بتانزانيا السابقة الذكر والتي كانت ندوة من أجل طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي كانت ردا عمليا لمواجهة رحلات لعمامرة في إفريقيا لاستقطاب بعض الدول الإفريقية لِـتَـبَنِّي أطروحة العصابة الحاكمة في الجزائر ضد عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب …. والجهلاء هم الذين لا يعرفون الصلة الوثيقة بين إثيوبيا مقر الاتحاد الافريقي وإسرائيل منذ الزمن الغابر ، وقصة عودة الفلاشا يهود إثيوبيا إلى إسرائيل أشهر من أن نعيد حكايتها …
فموسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الحالي قد اتخذ قرار عودة إسرائيل بدون استشارة رؤساء الدول الإفريقية وهو نفس العمل الذي قام به الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية في عام 1982 الطوغولي المقبور إديم كودجو حينما حشر البوليساريو في منظمة الوحدة الإفريقية دون استشارة رؤساء الدول ، والبوليساريو مجرد حركة انفصالية تَـمَّ حشرها في منظمة الوحدة الافريقية ، لكن المغرب لم يستطع فعل أي شيء لأن تلك المنظمة كانت في ذلك الوقت تحت ( صباط ) ديكتاتورية القذافي وبومدين ، أي كانت قد انتقلت من صفة المنظمة الإقليمية إلى نقابة للتجارة في الذمم الإفريقية …
عود على بدء :
لاشك أن أنصار عودة إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي كعضو مراقب سينتصرون في قمة فبراير 2022 إذا انعقدت … وأكرر : إذا انعقدت ، لأن بوادر عدم انعقادها أو انعقادها على مستوى مشاركات منخفضة لا قيمة لها ولا قوة تأثير لها في المسار العادي للشؤون الدولية ، ويخالجني الشك في أن مصير قمة الاتحاد الافريقي سيكون له نفس مصير التشكيك في عقد القمة العربية في الجزائر وقيمة نتائجها لأن العصابة الحاكمة في الجزائر لا تعرف الدبلوماسية بل تعرف فقط الاندفاع العنيف في تدبير الأمور التي يتوخى حكماء البشر عبر التاريخ لتدبيرها أن يمشوا على أَسِنَّةِ الرِّمَاحِ للمرور إلى ضفة تحقيق الحد الأدنى من الأهداف إذا كانوا وسط جبال من التحديات والإكراهات الداخلية على الخصوص ، وهذه اللمسات اللينة لا يعرفها وحوش العصابة الحاكمة في الجزائر عسكر ومدنيين ، وما دامنا نجد أنفاس لعمامرة النتنة في أمر عودة إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي كمراقب فذلك مؤشر من مؤشرات عدم انعقاد القمة الافريقية في 2022 لأن ما سيجري على قمة الدول العربية المزمع عقدها في الجزائر سيجري على القمة الافريقية في 2022 ، سيسأل البعض وما علاقة هذه بتلك ؟ الجواب : هو مادامت فلسفة السلطة العسكرية في الجزائر هي : لا شيء يتحقق بالهدوء والتفاهم بل بالعنف والدفع بالتي هي أسوأ ، وما دامت عصابات الجزائر التي حكمت الجزائر طيلة 60 سنة كانت ولا تزال تنازع مصر في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتدعي أنه مبدأ لن تتخلى عنه أبدا ، لإن مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر لا تعرف سوى التعصب للفكرة والتمسك بها ولو عن خطإ حتى تصبح مبدأ ومنها تتحول إلى عقيدة ثم إلى دينٍ- والعياذ بالله – فيجب أن يموت الشعب الجزائري من أجله – في نظر العصابة الحاكمة – وهذا ما جعل الجزائر بلدا غنيا يعيش على أرضه شعبٌ فقيرٌ جدا لأنه يصرف أمواله على المبادئ التافهة ليبقى متشبتا بالصف أو الطابور من أجل لقمة عيش ذليلة ، أي العيش معيشة الدواب والهوام …
لذلك فإذا كانت ندوة تانزانيا السالفة الذكر من أجل طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي فإن معركة كابرانات فرنسا الكبرى ستكون في قمة الاتحاد الافريقي في فبراير 2022 هي الرفض المطلق لعودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي ولو كعضو مراقب ، ولا شك ستكون معركة الكابرانات هذه المرة ضد الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي ( رغم أكاذيب لعمامرة الذي يقول فيها بأن الأقلية هي التي تقبل بوجود إسرائيل في المنتظم الإفريقي كمراقب !!!وهذه إن دلت على شيء فإنما تدل على أن حكام الجزائر عبارة عن شردمة من المجانين يسبحون ضد التيار وضد منطق الواقع ) ، فهل ستكون لكابرانات الجزائر الشجاعة كما كانت للمغرب الشجاعة عندما خرج من منظمة الوحدة الإفريقية عام 1984 بعدما أصبحت دكانا للمتاجرة في ذمم بعض عديمي الضمائر من رؤساء الدول الإفريقية ويخرجون من الاتحاد الافريقي إذا عادت إليه إسرائيل كعضو مراقب ؟
في الحقيقة إن مقارنة البوليساريو بإسرائيل هي إهانة للبشرية جمعاء منذ خلق الله آدم إلى اليوم ، فهل يمكن مقارنة مزبلة القاذورات البشرية بالياقوت واللؤلؤ والزمرد ؟ لا تصح المقارنة مع وجود الفارق الصارخ كما يقول الفقهاء ، كما أن الصحيح :هو ما الفائدة التي ستجنيها دول إفريقيا من مزبلة القاذورات البشرية المسماة البوليساريو ؟ إنها مزبلة قذرة ونتنة وزادت عفونتها مع الزمن ، بالإضافة إلى أنها أصبحت ورقة محروقة بين يدي كابرانات فرنسا في الجزائر لا قيمة لهما معا على جميع المستويات…فكيف سترضى بعد اليوم الدول الإفريقية ذات القيمة التاريخية والاقتصادية ماضيا وحاضرا ومستقبلا بأن تضم بين ظهرانيها شردمة من المجرمين الذين غرروا بكثير من الأبرياء ( النساء والأطفال ) أما الرجال فهم متفرقون بين العيش في مدن جزائرية أو مدن موريتانية أو موزعين في الخارج بين أوروبا وأمريكا اللاتينية يتمتعون بأموال الشعب الجزائري في فنادق 5 نجوم كما قال عمار سعيداني رئيس البرلمان الجزائري الأسبق ورئيس حزب جبهة التحرير الأسبق في حين أن سوق أهراس أولى بهذه الأموال المنهوبة من الشعب .
نحن اليوم أمام منظمة من المفروض أن تجمع الأفارقة على التنمية ومحاربة التخلف ، وبين منظمة لِلْخُطَبِ ونشر القحط الفكري وطمس الوعي الاستراتيجي للحياة ، والبرهان ظاهر أمامنا ، فإما أن تصبح إفريقيا كلها جزائر المليون طابور أو أن تصبح إفريقيا منصة للاقلاع التنموي الاجتماعي يكون فيه الجميع رابح رغم أنف كابرانات فرنسا الحاكمين في الجزائر ، وأظن أن الدول الوازنة في إفريقيا قد تعلمت الدرس من شطحات المقبور القذافي والعصابة الحاكمة في الجزائر حينما كانت منظمة الوحدة الإفريقية تحت رحمتهم … وما على كابرانات فرنسا إلا أن يضربوا رؤوسهم مع الصخر لأن الأفارقة حتى لو وضعت الجزائر كل ما تكسب من ملايير الدولارات واشترت كل دول إفريقيا ، باستثناء أعدائها ، وربحت رهان عدم عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب فإن الدول الإفريقية لن تتخلى عن علاقاتها الثنائية مع إسرائيل البلد المتطور النافع وتترك بجانبها العبء الأكبر المسمى البوليساريو ، لأن مسألة طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي مسألة وقت فقط … فوداعا للانفصاليين المرتزقة حتى ولو استعانوا بمرتزقة فاغنر أو نهض الجنرال جياب من قبره ….