قصة الدجاجة التي تبيض ذهبا لا تختلف أبدا عن القاصرين المغاربة بإسبانيا حيث أنهم فعلا يبيضون بيضا ثمينا نتيجة المساعدات الأوروبية والدولية التي تحصل عليها اسبانيا من هذه العملية الانسانية بالمفهوم الاسباني التجاري والذي سنتطرق اليه تفصيلا اليوم كأول صحفي واعلامي مهتم بقضايا الهجرة والمهاجرين سيتطرق لهذا الموضوع من منطق المتخصص والعامل بمراكز ايواء القاصرين كشاهد عيان لتجربة طالت لأكثر من 14سنة ،ذلك وجب علينا معرفة قصة الدجاجة لنفهم فيما بعد الموضوع ففي احد الايام ذهب مزارع الى مدجنته ليجمع البيض و يبيعه في السوق و كانت المفاجئة الكبيرة عندما وجد احدى الدجاجات قد باضت بيضة رائعة من الذهب الخالص.
لم يصدق المزارع عيناه من شدة الفرح و على الفور قام بإخبار زوجته بما رأى و كادت هي الاخرى تطير من فرط سعادتها
في اليوم التالي وجد المزارع بيضة اخرى من الذهب وهكذا استمرت الدجاجة بوضع بيضة كل يوم الامر الذي غير حياة المزارع البائس واصبح بلحظة واحدة من كبار الاغنياء بعد ان كان فقيرا معدما و بفضل تلك البيضة حقق المزارع كل احلامه فاشترى منزلا واسعا وعربة فارهة واصبح له خدم وطباخون وسائقون وتغيرت طريقة عيشه راسا على عقب.
كيف ذلك ؟
فالمزارع اليوم هي اسبانيا التي استفاقت علة مداخيل بملايير تحققها في موضوع الهجرة عموما وهجرة القاصرين الغير المرفوقين على الوجه الخاص.
ان اسبانيا والجمعيات العاملة في قطاع حماية القاصرين في غالبيتها أخذت موضوع القاصرين المغاربة الموجودين منذ سنوات على التراب الاسباني بشكل تجاري تحقق منه أرباحا وعائدات مالية خيالية من المساعدات الأوروبية المخصصة لهذا الغرض وبطرق ملتوية شعارها العمل الانساني النبيل وحقوق الأطفال الغير المرفوقين و أساسها هو أن غالبية هؤلاء القاصرين يخرجون الى الشارع بعد اتمام 18 سنة وهو ما يعني أن النتائج المقدمة من أجل ادماج هؤلاء بشكل فعلي وعقلاني غير متوفر نظرا لغياب استراتيجية واضحة و غياب الكفاءات المتخصصة في الموضوع وما الأرقام الصادرة من الجهات الرسمية والغير الرسمية والواقع لخير شهيد على ذلك ، شباب في مقتبل العمر يتسكع في الشوارع والأزقة وينام في الخلاء نظرا لانعدام استراتيجية اجتماعية واضحة لهؤلاء القاصرين / الشباب .
عندما طالبت المملكة المغربية في شخص الملك محمد السادس حفظه الله بارجاع القاصرين الى وطنهم كان هناك حزن عند البعض من الجمعيات العاملة في القطاع نظرا لأن الدجاجة ستعود الى المغرب وبالتالي اشارة كانت واضحة من المغرب أنه يعرف جيدا ما تربحه الجارة الشمالية في موضوع القاصرين.
وبالتالي لاحظنا صمتا رهيبا من طرف جميع المتداخلين في موضوع القاصرين وهو ما يعني صدق ما تقدمنا بها سابقا من طرح أن العملية كلها وفي غالبيتها تطرح العديد من الأسئلة المحرجة في موضوع القاصرين.
فهل يعقل أن الجمعيات والهيئات العاملة في موضوع القاصرين تقدم للقاصر بعد اتمامه للسن القانونية داخل المركز بطاقة اقامة لا تتعدي في مجملها شهر أو شهرين وغير مسموح بها للعمل وتدفعه للشارع من أجل أن يبحث عن حياة أخرى في بلد يجهل هذا القاصر الكثير عنه من لغة وقوانين الى غير ذلك من الأمور الواجبة من أجل الحديث عن منطق الاندماج الفعلي الذي يغيب جملة وتفصيلا هنا.
ان القاصرين المغاربة في اسبانيا يعانون الأمرين وبالتالي وجب وضع ملفهم على طاولة المشاورات المقبلة من أجل طي هذا الملف بشكل نهائي كما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.