لقاء نشطاء من الجالية الجزائرية بمقر البرلمان الفرنسي مع برلمانيين يشعل فتيل التخوين
أسيبل ريم
أعقب، لقاء نشطاء وسياسيين وإعلامين وفاعلين من الحركة الجمعوية ، مع نواب فرنسيين بمقر البرلمان الفرنسي، جدلا واسعا، وسط نشطاء الحراك الشعبي والطبقة السياسية المناهضة للسلطة في الجزائر، ما بين مؤيد للقاء وبين معارض ومندّد بها ، بوصفه « لقاء الخيانة ».
حيث عقدت، منظمة “ريبوست-أنتاغناسيونال” لقاءا موّسع مع عدد من النواب الفرنسيين من حزب التيار الشيوعي ، لتدارس تطورات الساحة السياسية داخل البلاد، بعد حملت الاعتقالات، وسجن السياسيين والصحفيين والنشطاء وصدور أحكام قاسية ضد البعض، وتوجيه تهم الإرهاب لعدد منهم، و هو اللقاء الذي عرّف حضور جمعيات، ونقابات، وصحفيين وسياسيين معظمهم حاصلون على اللّجوء السياسي بفرنسا.
من جهته، دافع الناشط السياسي والصحفي السابق، عبدالكريم زغيلش، على اللقاء من منطلق أنه » لقاء بين عينة من المعنيين بالحركة النضالية الجزائرية في شقها المرتبط بالجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر، وبين ممثلين للشعب الفرنسي من نواب البرلمان، وبالتالي فاللقاء لم يكن مع الحكومة أو السلطة الفرنسية ممثلا في الرئيس إيمانويل ماكرون ونظامه، الذي اعترف بأن الحراك الشعبي أضعف النظام الجزائري الذي كان ولا يزال يدعمه، ضد إرادة الشعب.. »، متسائلا « ..لماذا النظام الجزائري يستعمل الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة الشأن الداخلي، وعندما تستعمل تلك الدبلوماسية ضده وسيتعلمها الحراك ، نعتبرها حرام سياسيا.. » .
واعتبر ، عبد الكريم زغيلش، معتقل الرأي السابق، أن » رشيد معلاوي خانته اللغة الفرنسية التي لا يجيد الحديث بها، خلال تدخله، الذي لم يكن موقف من حيث الشكل ، الذي أساء للمضمون، في الدعوى المباشرة إلى تدخل الأجهزة التنفيذية للدول الأوروبية في الشأن الداخلي للجزائر.. »، يقول زغيلش.
في مقابل ذلك، أعاب نورالدين بودربة، القيادي السابق في حزب الطليعة الاشتراكي ، ومن زاوية فكرية إيديولوجية بحتة ، على النائبة الفرنسية والوزير السابقة ، من الحزب الشيوعي ، »ماري.جورج.بيفي »، المنظمة للقاء بالتنسيق مع منظمة « ريسبوت » ، عبر رسالة نشرها عبر صفحتها على « الفايسبوك » ، تنظيم و منح الحزب الشيوعي الفرنسي، منصة الحديث لمان وصفهم بـ « منكري الدولة الجزائرية المستقلة وذات السياسة، المناهضين الأساسين للشيوعية في حياتهم الخاصة وحتى علنا.. » ، مخاطبا إيها بالقول : » إن الأشخاص الذين أعطيتهم الكلمة لا يمثلون بأي حال تطلعات العمال، إنهم مدفوعون بطموحات سياسية شخصية غير متناسبة للوصول إلى السلطة حتى لو كان ذلك يعني التحالف مع ورثة الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت تجسيدا لداعش الجزائري في التسعينيات، والمطالبة بالتدخل الأجنبي في غياب لتعبئة الشعبية « .
واعتبر، نورالدين بودربة، ، أن « ..هذا الشعب الذي انسحب من الحراك بعد سرقت هذه الأخيرة من قبل القوى المناهضة للشعب والقومية التي تستغل « حقوق الإنسان ».. »، في سياق الدفاع عن قناعاته الفكرية والايدلوجية.
وذكّر، بودربة ، الحزب الشيوعي الفرنسي بـ » ارتكاب أخطاء جسيمة في تقدير القضية الجزائرية في ماي 1945 وأثناء التصويت على الصلاحيات الخاصة من قبل البرلمان الفرنسي في عام 1956.. لم يكن لصوته القوة المأمولة خلال القمع الفاشي الذي وقع على المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 والذي أسفر عن مقتل المئات… »، واصفا لقاء الجمعة بـ » الخطأ الآخر اتجاه الشعب الجزائري وتقدميه وشيوعيه »، وأنه يعلّق على الإجتماع » لأنه منذ مراهقتي علمت أن الجزائر تحسب ولا يزال لديها أصدقاء من بين الشعب الفرنسي ، وليس الشيوعيون أقلهم. لقد تعلمت أنه على الرغم من الأخطاء الدراماتيكية التي تم التعبير عنها أعلاه ، فإن المناضلين الشيوعيين الفرنسيين لم يتوقفوا، في حزبهم، في الاتحاد العام للعمال وفي الحياة اليومية، عن التعبير عن تضامنهم مع الشعب الجزائري المضطهد وعماله الذين يتعرضون للتمييز…وهذا منذ عشرينيات القرن الماضي. لطالما أدان الشيوعيون الفرنسيون وضع السكان الأصليين للجزائريين واحتفظوا بالتمييز والقمع الذي كان يعيشه الكثير من الجزائريين خلال ليلة الاستعمار. هذا هو السبب في أنني أطلب منك إعادة تقييم نهجك السياسي الرجعي الحالي ، وهو نهج غير طبيعي وسيؤدي بالتأكيد إلى نتائج عكسية.. ». وهو الرأي والموقف، تقريبا الذي أبدته، المحامية عويشة بختة، في رسالة ثانية للنائبة الفرنسية