في خضم الأزمات التي تعصف بالجزائر، والتي جعلت نظام العسكر يصاب بالجنون بعد فشله في إيجاد حلول للخروج من وضع صعب أضحى يهدد وجوده، لجأ كابرانات فرنسا إلى نسج مسرحيات هزيلة وأكاذيب لا علاقة لها بواقع الأحداث في كوريا الشرقية، بهدف إقناع الشعب الجزائري بان البلاد تتعرض لمناورات ودسائس خارجية تستوجب رص الصفوف والإجماع الوطني لمواجهتها، في محاولة لإسكات أصوات المعارضة ونشطاء الحراك الشعبي وإعادة تكرير تجربة 1963 التي استطاع من خلالها نظام العسكر أن يقضي على الدولة المدنية المستقلة…
وفي هذا الإطار تندرج الهجمات والاستفزازات التي يقوم بها نظام العسكر وأبواقه الدعائية، ضد المغرب وكل من يسانده سواء داخل الجزائر أو خارجها. ويحاول جنرالات الجزائر اختلاق بعض الأكاذيب والترويج لها كما وقع مع إحراق منطقة القبائل المتمردة لإخضاع أبنائها وإفشال مقاومتهم الشعبية لنظام الديكتاتوري، وهو ما اتضح جليا من خلال الجريمة الشنعاء التي اقترفتها أيادي المخابرات العسكرية في قرية “الأربعاء ناث إيراثن” ضد الشهيد كمال بن سماعيل، وتلفيق التهم المجانية لمناضلي الحركة المطالبة باستقلال منطقة القبائل (الماك)، وهو ما يقوم به اليوم عبر شن حملات الاعتقال والترهيب ضد كل من له علاقة بفرحات مهني وبحركة “رشاد”، في الوقت الذي لا يجرؤ فيه على مواجهة بريطانيا وفرنسا وباقي الدول الأوربية التي تستقبل مناضلي هاتين الحركتين وتفسح المجال أمام أنشطتها ومظاهراتها…
نظام الكابرانات، وفي إطار عدائه المرضي ضد المغرب، يقوم يوميا بنشر أخبار كاذبة و”وقائع” مفبركة لتغذية عداء الجزائريين ضد المملكة وهو ما اتضح جليا من خلال إعلانه هذا الاسبوع عن تفكيك ما سماه بـ”خلية إرهابية” بتيزي وزو وبجاية، والإدعاء بان أفرادها مرتبطين بحركة “الماك” والمغرب واسرائيل، وإسهابا في الكذب أقدم أمس الخميس على نشر خبر عبر وكالته الرسمية جاء فيه أن أحد جنوده قُتل وأصيب اثنان آخران، في انفجار لغم على الحدود الغربية للبلاد، في إشارة إلى الحدود المتاخمة للمغرب، ووصف الحادث بـ”الاعتداء الإرهابي الجبان”، وهي محاولة أخرى مفضوحة لحشر المغرب وإظهاره كعدو لدود للجزائر ومسؤول عن كل ازماتها ومشاكلها…
كابرانات فرنسا أصيبوا بالسعار، ولم تعد تكفيهم هرطقات الرئيس المعين تبون الذي أتى به العسكر، لتنفيذ أجندتهم الدنيئة بهدف استمرار حكمهم الديكتاتوري الذي أوصل الجزائر إلى حافة الهاوية، وجعل المنطقة بأكملها تعيش في حالة استنفار قصوى بسبب ما تسببوا فيه من نزاعات وحروب تهدد امن واستقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وتعرقل مسيرة التنمية والتقدم وترهن شعوبها بمزاج وعقد الجنرالات النفسية.