مزاوجة المسؤولية : إقصاء غير مبرر للطاقات المغربية !!

تورية لغريب

إن ما يميز حكومتنا الجديدة والتي يترأسها أخنوش، هو أن أمامها تحديات كثيرة،  فمن أولوياتها ،رأب الصدع الاقتصادي الذي عرف ركودا غير مسبوق منذ 24 سنة، بمعدل 7 بالمائة حسب أرقام رسمية، وبتوقعات لاستئناف النمو هاته السنة، بمعدل 4،6 بالمائة.

هذه التحديات الكبيرة، يتطلع إليها المغاربة بشغف كبير، لتحسين أوضاعهم المعيشية، التزاما بما جاء به المشروع الحكومي الذي سطر عدة أهداف، يأمل الجميع أن يتم تنفيذها..

تتشكل حكومتنا الموقرة من 24 حقيبة وزارية وهو عدد مختزل بالمقارنة مع عدد الوزارات في حكومات سابقة، تضم طاقات شابة، وتمثيلية نسائية تبلغ 7 وزيرات في قطاعات جد هامة.

هذ التغيير الذي يعكس روحا جديدة للممارسة السياسية، يدفع بالمغرب لمواجهة التحديات،لكن ورغم ذلك فإنه يعاني من خلل العبثية واحتقار خصوبة هذا البلد، الذي يزخر بالطاقات، التي يمكنها تحمل المسؤولية بعيدا عن الأعطاب السياسية، والحسابات الحزبية الضيقة، فإذا قلنا أن عمدة الدار البيضاء السيدة الرميلي هي نفسها وزيرة الصحة، فمن الطبيعي أن نقر بأنها مهام جسيمة جدا بالنظر، للأعطاب والمشاكل التي يتخبط فيها قطاع منهك كقطاع الصحة بما في ذلك من خيبات تطال المواطن البسيط وفي غياب هيكلة للمنظومة الصحية، ناهيك عن عمودية مدينة تعتبر القلب النابض لاقتصاد المغرب وما تتخبط فيه من اختلالات : البنيات التحتية، أوراش مشاريع معطلة، شبكات طرق قيد التنفيذ، ارتفاع نسبة الجريمة والبطالة…الخ

فهل ستكون السيدة الرميلي- وبعيدا عن العقلية الذكورية الميزوجينية المقيتة- في مستوى تطلعات المواطن البسيط ؟؟

هذا الأمر لا يستثني السيد أخنوش رئيس الحكومة، والذي يزاوج بدوره بين مهمته هاته ، ومهمة تسيير مدينة أكادير التي لا تقل عن مدينة الدار البيضاء، أما السيد وزير العدل فبدوره، يسير مدينة تارودانت..

هذا التراكم في المسؤوليات، لا ينبؤ بنجاح مسطر، اعتادت أسماعنا عليه، وهو غير مبرر ، لأن وسط البسطاء طاقات مشرفة، تعاني في صمت، ألم الإقصاء والتهميش…ولكل هذا نقول :

لا لتراكم المسؤوليات كيفما كان جنس المراكم !!

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: