مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة من بدايات التخطيط إلى بدايات التنفيذ رغم التحديات الجسام
- حين قمنا بدراسة الواقع العالمي وما يحتاجه من خطوات عملية واستراتيجيات ودراسات تستجيب لجميع التحديات التي تواجه الإنسانية فقد قمنا ببحث شامل ومستفيض على مستوى العالم أجمع وبحثنا في الأنظمة المتبعة في جميع دول العالم من أنظمة إقتصادية وإجتماعية وسياسية وبيئية وأكاديمية وحين أخضعنا كل هذه النظم للدراسة والتمحيص فقد حصلنا من خلال هذه الدراسات على نتائج مختلفة تختلف من دولة إلى أخرى وهذه النتائج جميعها كانت تؤشر إلى الحاجة الماسة إلى وجود عنصر جديد مؤثر يقوم على أساس أخذ الخلاصة من إخفاقات بعض السياسات والنظم المتبعة كون العمل على إصلاح ما هو موجود يعتبر مضيعة للوقت والجهد لأن ما هو موجود أصلا تم بناؤه وفق أساسات غير متينة وغير مدروسة وتركت النظم الاقتصادية والإجتماعية تواجه مصيرها في مهب الريح دون إيجاد ضوء في نهاية النفق ودون معرفة وعلم بما ستؤول إليه نهايات هذه النظم التي تعاني من الترهل والفشل والمراوحة في ذات المكان إن لم يكن التراجع والتلاشي .
وأكثر المواضيع الحاحا التي لفتت نظرنا هي المواضيع الاساسية التي تتعلق بالإنسان نفسه والتي جعلت من البشر عبارة عن أجناس متحاربة ومتصارعة تسود فيها أفكارا مدمرة مثل الكراهية والعنف والطائفية والتمييز العنصري والتطرف الفكري والتعصب الأعمى الذي بدأ يغزو أفكار الشباب الأوروبي والغربي بشكل عام والحركات المناهضة للهجرة والمهاجرين والحركات المتطرفة التي تنكر الآخر وتنكر حقه في الحياة وجميع هذه الافكار المريضة التي بدأت تفتك في المجتمعات كفكرة العرق الابيض المسيطر والدم الازرق وافكار شعبوية غوغائية جعلت من البشر ينسون أنهم أخوة وبني جنس واحد بغض النظر عن الوانهم ومعتقداتهم وقومياتهم وطوائفهم وحيث وجدنا أن هذه الأفكار الفتاكة تنمو وتترعرع في تربة خصبة توفرت لها من خلال الجهل والتعصب وعدم الانتباه إلى ما يتم بثه من افكار سامة وقاتلة ستفتك ببني البشر وتجعلهم وحوشا تأكل بعضها البعض وتسفك دماء بعضها دون رحمة او هوادة وهذا ما أصبحنا نراه ونسمع عنه كل يوم في المجمعات التجارية والمدارس والجامعات حيث يخرج علينا في كل مرة شخص معبأ بأفكار مريضة وعنصرية ودموية ويأخذ بيده قطعة سلاح ويستبيح دماء أخوته واشقائه وهو في حالة من النشوة والشعور بالنصر نتيجة ما يحمله من فكر مريض ومدمر .
وحين رأينا تفاقم مثل هذه الحالات وتحولها الى منظمات وحركات شبابية تعبر عن مواقفها بشكل علني مستغلة بذلك بعض القوانين والتشريعات التي تسمح لها بالنمو والتطور على مرأى ومسمع من السلطات الحاكمة بل وهناك من ينضم اليهم من أعضاء في بعض الحكومات وهذا ما جعل ناقوس الخطر يدق منبها أن الإنسانية بحاجة إلى من يأخذ بناصيتها ويصحح افكارها ويبني لها فكرا شموليا وعاما يأخذ بالدرجة الأولى على عاتقه زراعة الروح الإنسانية وإعادة هذه الروح إلى وجدان كل من فقدها وخسرها نتيجة لهذه الأفكار المسمومة التي تفرق بين بني البشر وتجرهم نحو سفك دماء بعضهم البعض تحت حجج ومسميات واهية لا أساس لها من الصحة ومن هنا فقد أخذ مؤسسوا مملكة أطلانتس الجديدة على عاتقهم حمل رسالة هامة وضرورية وهي أن جميع بنوا آدم أخوة وعلى الجميع أن يتحلى بالصفات الإنسانية التي تعزز أواصر هذه الأخوة بين الشعوب كافة من خلال تنشئة أجيال جديدة تعتنق فكرا متسامحا وانسانيا خلاقا جوهره التعاون المشترك بين شعوب العالم وتقبل الآخر على إختلافه وتنوع ثقافاته بل السعي الى جعل التنوع الثقافي جزء أصيل من تبادل الثقافات وتلاقحها بطريقة تخلق تراثا عالميا موحدا قوامه الاخوة والمحبة والتسامح مع الحفاظ على تراث كل شعب وأمة وعلى تقاليدها الإيجابية وعاداتها السمحة والإنسانية وذلك في مسعا جاد وهادف لخلق مجتمع انساني كبير وعابر للقارات إنطلاقا من قاعدة ما وصلت اليه البشرية من تكنولوجيا وحدت العالم وجعلت منه قرية صغيرة تتواصل مع بعضها البعض بكل سهولة وتتأثر كل منطقة بما يحصل في المنطقة الأخرى وتتداعى له ومن خلال هذا التداعي والتأثر وبما أن العالم أصبح قرية صغيرة فقد تجاوزت التكنولوجيا جميع الحدود وأصبحت عنصرا موحدا للعالم أجمع ولكن العالم أغفل جزءا هاما جدا من هذا التقدم وبقي العالم في حالة صدمة وعدم القدرة على الذوبان في بوتقة القرية الصغيرة من ناحية ثقافية وانسانية فكما أصبح العالم قرية صغيرة في ظل هذا التطور فقد رأينا نحن مؤسسوا مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة أنه قد آن الأوان لجعل هذه القرية الصغيرة قرية متعاونة ومتحابة وتتشارك مع بعضها البعض جميع مقومات النهضة وتتشارك بينها العلم والثقافة وما يخدم الجميع من تنمية فكرية واقتصادية واجتماعية تقرب المسافات بين بني البشر وتعيد لهم انسانيتهم بكل معانيها من خلال التقارب الفكري المتحضر المبني على حب الآخر وتقبل الإختلاف كجزء هام جدا من مكونات العالم وعدم ترك الإختلاف ليكون سببا في الحروب والصراعات والنزاعات .
من هذا المنطلق فقد وضع مؤسسوا مملكة أطلانتس الجديدة نصب أعينهم استراتيجية هامة قوامها أن كل بني آدم أخوة وعلى الأخوة أن يتفاهموا ويتحابوا وينسجموا لا أن يتصارعوا ويقتتلوا ولذلك فقد أخذنا على عاتقنا أن يكون مواطنينا من مختلف الأديان والأعراق والتوجهات ومن خلال ذلك فنحن نسعى لتصدير فكرنا إلى كافة شعوب العالم هذا الفكر المبني على روح المحبة والتسامح والتشاركية في المصير من حيث مقومات الحياة وأساسيات التوجه لخلق عالم منسجم يتبنى أفكارا متحررة من التعصب والتفرقة والتمييز مع حفاظها على أسس الأخلاق الحميدة وثوابتها بل وإضافة نوعية للأخلاق الحميدة التي تدعو للتسامح والمحبة والتعاون والإخاء والتي يمكنها أن تخلق مجتمعا عالميا متماسكا ومتحابا ومتعاونا .
أما من ناحية أخرى وفي إطار نفس الدراسة الاستراتيجية التي بنيت على أساس فهم الواقع المعاصر وإيجاد حلول مستدامة لجميع الأزمات فقد رأت ممكلة أطلانتس الجديدة أنه من خلال بناء الوعي الجمعي المرتكز على أساس فهم الانسان لطبيعته ولتكوينه ولقدراته وامكانياته وتوجهه نحو صناعة مستقبله بطريقة عصرية واعية ومدركة للآلية الواجب استخدامها لهذا الغرض من خلال صقل الشخصية الإنسانية فكريا وعلميا وثقافيا ضمن برنامج استراتيجي تربوي مبني على أسس التنمية البشرية والتحفيز النفسي وتوفير جميع ما تتطلبه مراحل التعليم من ادوات لوجستية وعلمية وفكرية وابحاث ناجعة تتخلل النظام الدراسي ضمن منهاج حديث ومتطور يراعي بالدرجة الاولى تركيزه على تنمية الانسان نفسه وتطويره وتغذية أفكاره بما يناسب نضوجه ووعيه لكي نؤسس انسانا متعلما ومثقفا مبادرا وخلاقا ومستقلا فكريا ونفسيا وجسديا بحيث يتمكن من معرفة ذاته واكتشاف قدراته وامكانياته في وقت مبكر لكي تتاح له الفرصة لبناء نفسه وبناء مجتمعه ضمن خارطة الوعي التي يتم رسمها في ذهنه من خلال ما سيتعلمه في مراحل الدراسة الاولى والثانية التي بنيناها على اساس أن الإنسان هو جوهر الاستثمار وهو عنوان التنمية المستدامة وهو الركيزة الاساسية التي ستبنى عليها أي دولة ويقوم عليها أي مجتمع ومن هذا المنطلق فإن استراتيجية مملكة اطلانتس الجديدة تراعي بالدرجة الاولى كل ما يحتاجه الانسان من علوم انسانية وفكر وفلسفة معنى الحياة بحيث يتم بناء انسان قوي ومتمكن ومبادر يصنع المستحيل لخدمة نفسه ومجتمعه وهذا هو جوهر التنمية المستدامة التي تقوم على أساس تنمية الإنسان لان تنمية الموارد وحدها ليست تنمية دون تنمية الإنسان نفسه كونه هو من سيقود عملية التنمية المستدامة وهو شعلتها ووقودها وحين يكون واعيا ومدركا لمتطلبات المرحلة فلن تجد الدولة أي صعوبة في تطبيق ما تصبو اليه من مشاريع التنمية التي تصنع مجتمعا راقيا ومرفها ومتماسكا وقويا ينقل نفسه الى مراحل متقدمة ويضع نفسه على خارطة العالم كرائد من رواده وكصانع للتغيير الإيجابي .
وحيث أن مملكة أطلانتس الجديدة تنظر بعين الخطورة إلى ظاهرة الإحتباس الحراري التي أدت إلى التغير المناخي فقد إختار مؤسسوا مملكة أطلانتس الجديدة وضع استراتيجية سباقة للحيلولة دون تفاقم هذه الظاهرة بل ووضعت استراتيجية تمكن من إيقافها وتراجعها وعودة المناخ الى وضعه الطبيعي من خلال خطة مئوية تستهدف أن يصبح العالم أجمع ضمن نظام طاقة نظيفة تمكن من السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري وتقلل استنزاف الوقود الاحفوري إلى أدنى مستوا له وبشكل تدريجي لكي تتمكن الاجيال القادمة من الحياة على هذا الكوكب دون أن تعاني من الويلات والكوارث التي تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري .
ويأتي ذلك من خلال خطة استثمارية ضخمة تسعى الى بناء العديد من المدن الذكية في كافة انحاء العالم ضمن برنامج صديق للبيئة وطاقة نظيفة تماما بحيث تتمكن هذه المدن من محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري وفي نفس الوقت تصبح نموذجا تسعى معظم دول العالم لتبنيه نظرا لمنافعه الاقتصادية ومردوداته المربحة وفي ذات الوقت الصديقة للبيئة .
كما وتسعى مملكة أطلانتس الجديدة على وضع خطة استراتيجية لمكافحة التصحر من خلال برامج عملاقة من ضمنها بناء المدن الذكية في المناطق المهددة بخطر التصحر وكذلك في المناطق الصحراوية لخلق واحات من الخضرة تساعد في تنقية الهواء ومنع زحف الصحراء وفي ذات الوقت تساعد في خفض حرارة الكوكب وانعاشه بالأكسجين .
وفي هذا السياق أيضا فإن مملكة أطلانتس الجديدة سوف تطلق خطة عالمية تستهدف جميع دول العالم عنوانها لنجعل العالم أكثر خضرة وحيوية وهذه الخطة عبارة عن برنامج عالمي شامل نسعى من خلاله الى زراعة 70 مليار شجرة ضمن خطة عشرية تمتد لعشرة سنوات عنوانها ليزرع كل واحد منا شجرة كل عام بحيث يقوم جميع سكان العالم بالاشتراك في هذه الحملة وكل مواطن يزرع شجرة تحمل اسمه في فعالية عالمية بحيث يتم شراء وتوزيع الشجر على شعوب العالم لزراعتها وكل شخص يزرع شجرة تحمل اسمه في شريط فيديو وصور فوتوغرافية يتم بثها في موقع سيتم تخصيصه لهذا الغرض وستكون هذه الفعالية ضمن برنامج عالمي تشارك في دعمه كافة دول العالم .
إن ما تم ذكره في هذه الدراسة هو جزء يسير من خطط وبرامج كبيرة وعظيمة تعكف مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة على بلورتها لتقديمها للعالم كجزء من نشأة هذه المملكة العظيمة وكمرآة تعكس حقيقة أهدافنا ومشاريعنا لمستقبل البشرية .
وزير التربية والتعليم في مملكة أطلانتس الجديدة أرض الحكمة.
الدكتور : ياسر رباع