مغاربة العالم بدون مؤسسات ترعى مصالحهم

بوشعيب البازي

marhaba

رغم الأهمية التي تضطلع بها الجالية المغربية بالخارج كرافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، إلا أن الحكومة المغربية أصبحت تتجاهل هذه الفئة من المغاربة و تعمل ضد مصالحها سواء داخل البلاد أو خارجها ،و لا ترى في المهاجر المغربي سوى مصدر للمال ولا حاجة للدولة لرأيه أو مساهمته السياسية ، بالرغم من أن الدستور المغربي يمنح المغاربة المقيمين بالخارج حق التصويت والترشح في الانتخابات .

هذا و قد عملت الحكومة السابقة بقيادة حزب العدالة و التنمية على تفكيك الروابط بين المواطنين و بلدهم بإبرامها إتفاقية التبادل الالكتروني بين المغرب و بين مجموعة الـ 20 ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCDE بهدف تطبيق المعايير الدولية لتبادل المعلومات، بعدما أصبح التهرب من الضرائب خطراً يهدد إيرادات الدول في ظل العولمة ذات المنافع الاقتصادية المرتبطة بالمخاطر.

الشيء الذي جعل مغاربة العالم يبيعون ممتلكاتهم و يغلقون حساباتهم البنكية خوفا من المتابعات القضائية في بلدان الاقامة في صمت رهيب من المسؤولين المغاربة الذين فضلوا الصمت بدلا من التواصل مع الجالية .

و رغم كل هذا إستبشر مغاربة العالم خيرا من الحكومة الجديدة التي يترأسها عزيز أخنوش لإماطة اللثام عن الامور العالقة و تنصفهم بإرجاع حقوقهم المسلوبة منذ سنة 2011.

إلا أن و كما يقول المثل المغربي ، ” الفقيه اللي تسناو باراكتوا دخل الجامع ببلغتوا” حيث صدم جميع مغاربة العالم بإلغاء الوزارة الوحيدة التي تعمل على حماية حقوقهم و التواصل معهم في شتى المجالات و تنسق مع القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية داخل المغرب وخارجه، وتتولى مهمة تقوية التضامن والنهوض بالعمل الاجتماعي لفائدة مغاربة العالم والحفاظ على الهوية المغربية وتوطيدها، وكذا تيسير الاندماج في دول الإقامة وتمثيل الحكومة لدى المنظمات غير الحكومية وفي الملتقيات الدولية المعنية بشؤون الهجرة، إضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتيسير اندماج المهاجرين واللاجئين المقيمين في المغرب.

القرار الذي لا نعلم من المسؤول عنه و الذي يحمل المسؤولية كاملة لوزير الخارجية السيد ناصر بوريطة لتتبع مشاكل الجالية و السهر على جميع الاعمال التي كانت تقوم بها الوزيرة السابقة نزهة الوافي أو الوزير السابق بن عتيق ، الشيء الذي سيكون مستحيلا في خضم هذه التطورات التي تعرفها القضية الوطنية مع انشغال السيد بوريطة بإفتتاح القنصليات و السفارات بالاقاليم الجنوبية ، مما سيضعه في خانة الانتقادات كبعض الوزراء الذي كانوا يترأسون المجالس البلدية و لم ينجحوا في أعمالهم و تمت الاطاحة بهم .

و لهذا فالجالية المغربية مطالبة اليوم قبل الغد بمراجعة أوراقها و العمل على الدفاع على مصالحها في زمن أصبح الحق فيه يأخد و لا يعطى .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: