المغرب: انتخابات «المستشارين» تكرّس هيمنة التحالف الثلاثي وزوبعة جديدة داخل «العدالة والتنمية»

حنان الفاتحي

بعدما اكتملت مختلف أطوار الانتخابات في المغرب، يُنتظر أن يفتتح العاهل محمد السادس غدا الجمعة الولاية التشريعية الجديدة، حيث تتضمن كلمته عادةً توجيهات إلى البرلمانيين المنتخبين للاهتمام أكثر بتطوير السياسة العمومية والانكباب على القضايا الاجتماعية الكبرى.
وأفرزت الاستحقاقات الانتخابية اكتساحا قويا لثلاثة أحزاب هي “التجمع الوطني للأحرار”، و”الأصالة والمعاصرة” و”الاستقلال” التي ضمنت حضورا قويا في مختلف المؤسسات المنتخبة، سواء على الصعيد البرلماني أو على صعيد المجالس البلدية، أو الغرف المهنية؛ ما يجعل الحكومة الجديدة التي سيقودها عزيز أخنوش أمام سند قوي على أكثر من واجهة، خاصة بالنظر إلى تشتت المعارضة وتذبذبها بين أحزاب ضعيفة وأخرى تعيش صراعات داخلية.
وكرست انتخابات “مجلس المستشارين” التي جرت أول أمس ريادة حزب “التجمع” بحصوله على 27 مقعدا، متبوعا بحليفيه “الأصالة والمعاصرة” و”الاستقلال” اللذين نالا على التوالي 19 و17 مقعدا، فيما جاء حزب “العدالة والتنمية” متأخرا في الترتيب بحصوله على 3 مقاعد فقط، وهو ما أكد تراجعه الكبير الذي سجل أيضا في استحقاقات يوم 8  سبتمبر.
وبعدما تصدر الثلاثي اقتراع الغرفة الأولى للبرلمان “مجلس النواب” بنيله 270 مقعدا، تكرر السيناريو نفسه في الغرفة الثانية بإحراز التحالف نفسه 63 مقعدا، كما تصدر من قبل نتائج انتخابات الغرف المهنية والمجالس البلدية والجهوية.
وتوالى مسلسل النكسات الذي أصاب حزب “العدالة والتنمية”، فبعد هزيمته المدوية في انتخابات “مجلس النواب” حيث حصل على 13 مقعدا فقط، ثم في الانتخابات البلدية حيث فلتت من يديه رئاسة كل المدن الكبرى التي كان يقودها خلال الولاية السابقة، لم يحصل في انتخابات “المستشارين” سوى على ثلاثة مقاعد فقط.
لكن قياديين في الحزب الإسلامي نفسه يشككون حتى في حصول منتخبيهم على هذه المقاعد الثلاثة، ويلمحون إلى أنه جرى تزوير النتائج لصالحهم، وإلا فإنه سيكون نصيبهم صفرا من هذه الاستحقاقات.
في هذا الصدد، استغربت أمينة ماء العينين أن يحصل “العدالة والتنمية” على ثلاثة مقاعد في ثلاثة أقاليم بعدد من الأصوات يفوق ما حصل عليه في انتخابات 8  سبتمبر بعشر مرات، واعتبرت أنه جرى توجيه مُنتَخبي باقي الأحزاب للتصويت لمرشحي “العدالة والتنمية”. وقالت “نحن حزب إما أن نفوز بجهدنا وعرقنا وثقة الناس فينا أو نقبل بالهزيمة بشرف” وتساءلت في تدوينة على “فيسبوك” قائلة: “من أين “نبَتَ” هذا الحب المفاجئ الذي أهدانا ثلاثة مقاعد “مستحيلة” في سوق سوداء تَشَرَّف حزب العدالة والتنمية تاريخيا بعدم وضع رجله فيها حفاظا على مبدئيته السياسية وتميزه الحزبي “.
ونقلت عن عبد الإله بن كيران، أمين عام الحزب نفسه سابقا ورئيس الحكومة السابق، أسفه وألمه العميقين بخصوص ما حدث، لما يشكله ذلك ـ في رأيه ـ “من مخالفة لقواعد العملية الانتخابية وقيم السياسة التي آمن بها حزب العدالة والتنمية ودافع عنها”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: