الاتحاد الأوروبي يفشل في إقرار استراتيجية دفاعية مشتركة

حنان الفاتحي

فشل قادة الاتحاد الأوروبي في تخطي الانقسامات بشأن تشكيل قوة دفاع مستقلة، على الرغم من الغضب الناتج عن الانسحاب الفوضوي لقوات الغرب من أفغانستان وحافز جديد لدى فرنسا بعد استبعادها من اتفاقية استراتيجية أميركية.

وقال دبلوماسيان إن القادة الذين اجتمعوا على العشاء في سلوفينيا الثلاثاء انقسموا إلى معسكرين تقليديين الأول دول شرقية تخشى روسيا وتريد تقوية أوروبا في إطار حلف شمال الأطلسي، والثاني دول بقيادة ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا تريد قدرات أكثر قوة للاتحاد الأوروبي.

وقبل العشاء الذي أقيم في قلعة بردو خارج العاصمة لوبليانا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين إنه يتعين على التكتل الذي يضم 27 دولة بذل المزيد لمواجهة الأزمات على حدوده، وأن يكون مسؤولا عن أمنه.

وسينضم قادة دول البلقان الست، صربيا والجبل الأسود والبوسنة ومقدونيا الشمالية وكوسوفو وألبانيا، إلى قادة الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجية طويلة الأمد للتكتل تهدف لتكوين “حلقة من الأصدقاء” من جنوب شرق أوروبا وشمال أفريقيا.

وعلى الرغم من إحراز تقدم في تأسيس صندوق دفاع مشترك للتعاون في صناعة الأسلحة، فإن الاتحاد الأوروبي لم ينشر بعد مجموعاته القتالية التي تصل إلى حجم الكتيبة خلال أي أزمة.

وقال مسؤول أوروبي كبير “دار نقاش القادة حول ما إذا كنا في حاجة للاختيار بين قوتنا الاقتصادية والعسكرية”، في إشارة إلى دور الاتحاد الأوروبي كأكبر مانح للمساعدات وأكبر تكتل تجاري في العالم.

وقبل بدء القمة وجه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ انتقادات للأوروبيين، مشددا على أن إيجاد هيكليات “منافسة” للحلف يهدد بإضعافه وتقسيمه.

وسُئل ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في جامعة جورجتاون في واشنطن عن تداعيات التحالف الجديد بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة الذي أطلقت عليه تسمية “أوكوس”.

وقال الأمين العام للحلف الأطلسي “أتفهم خيبة أمل فرنسا من جراء إقدام كانبيرا على فسخ عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية”، مضيفا “في الوقت نفسه يتّفق حلفاء الناتو على هدفنا العام المتمثل بالبقاء موحّدين”.

وتابع “لكنّي لا أؤمن بالجهود الرامية إلى إنشاء أمر ما خارج إطار حلف الأطلسي، أو منافسته أو استنساخه”.

وفي ما يشبه الرسالة الموجّهة إلى قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي شدد ستولتنبرغ النرويجي على أن 80 في المئة من الإنفاق الدفاعي للحلف الأطلسي مصدرها دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأوضح “هناك بالطبع الولايات المتحدة وأيضا حلفاء آخرون”.

وأضاف ستولتنبرغ “هناك أيضا الجغرافيا”، موضحا “تركيا جنوبا، النرويج وأيسلندا شمالا، الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة غربا. إذا نظرتم إلى الخارطة، إنها دول ذات أهمية على صعيد حماية أوروبا بأسرها”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: