لي ذراع المغرب تفكير استعماري قديم عبر الغاء الاتفاق

بقلم : ادريس رمزي الروكي

بعد القرار الغير الايجابي لمحكمة العدل الأوروبية بإلغاء اتفاق الزراعة والصيد البحري مع المملكة المغربية؛ وذلك بعد الطعن الذي تقدمت به الجزائر و صنيعتها جبهة البوليساريو الانفصالية وهو قرار رغم ما تروج له الجزائر على أنه انتصار تاريخي يبقى قرارا  دون أي أثر فوري على الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة ، باعتباره  حكم ابتدائي لن يغير من الواقع أي شئ، في انتظار مرحلة الاستئناف الذي يعول عليه المغرب من أجل الانصاف الحقيقي المبني على التاريخ والعلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوربي التي تعتبر جيدة مبنية على الثقة المتبادلة.

نعلم جيدا أن العلاقات الدولية تنبني على المصالح الاقتصادية والقوة المالية لكل دولة وعادي جدا اليوم  بعد أن حقق المغرب نتائج اقتصادية جد مهمة في السنوات الأخيرة في الترتيب العالمي وتصنيفه من بين الدول القوية الصاعدة  أن ترسل الدول الأوروبية رسائل للمملكة من قبيل ارجاع بعض امتيازاتها السابقة  التي اختار المغرب مبدأ تعدد الشركاء وتغيير استراتيجيته الاقتصادية التي كانت مبنية بشكل تام علة المحور الأوربي وهو الأمر الذي لم يستسغه بعض القائمين على الاتحاد لأن عقلية اعتبار المغرب مستعمرة سابقة يجب أن تبقى ويجب استغلال الثروات المغربية والافريقية كما هو في السابق..

لي ذراع المملكة المغربية اليوم بهذه الطريقة وعلى حساب القضية الوطنية التي حسم المغرب أمرها بشكل تام ونهائي يعتبر اليوم أمرا خاسرا ولقد أعطت المملكة الدرس القاسي للجارة الاسبانية وهي رسالة واضحة بان الأمور تغيرت ومغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم وعلى الشركاء الأوروبيين احترام قرارات المملكة بشكل تام والتعامل بالاحترام اللازم المبني على المصالح المتبادلة بدل الاساليب القديمة التي انتهت فترة صلاحيتها ولم يعد الجانب المغربي يتأثر بها على اعتبار أن الطريق والمسار الذي اختاره هو الصائب .

بهذا الفعل يظهر أن البعض في لاتحاد الأوروبي يريد اخضاع المغرب لمساومات اقتصادية بعيدة كل البعض عن البعد الانساني أو كما يدعي البعض تقرير المصير هو فقط تضارب للمصالح الأوربي التي تضررت كثيرا من التفوق المغربي بإفريقيا على وجه الخصوص باعتباره القوة الاقتصادية الأولى افريقيا وهو ما كبد خسائر فادحة لبعض الدول الأوروبية التي كانت وحيدة بدون منافسة لسنوات وتجني ارباحا قياسية على حساب الدول الافريقية  بل تزيد من معاناة الافريقيين عبر سياسة استعمارية شيطانية من قبيل تعميق الصراعات القبلية والحروب كل ذلك من أجل اضعاف أي مؤسسة سياسية ستفكر في فك الارتباط الاستعماري الغير المعلن والذي كبد افريقيا الفقر ، الحروب، المجاعة رغم توفرها على كل المقومات الأساسية لتكون من أحسن القارات في العالم .

المغرب يقود اليوم افريقيا من أجل الانعتاق والحرية الاقتصادية والسياسية الحقيقية من المستعمرين القدامى والجدد ، نعم المغرب تحت القيادة الشريفة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله أعطى منذ عودته الى الاتحاد الافريقي أمالا لإفريقيا من أجل غد أفضل يتمثل في تشكيل لوبي يدافع عن افريقيا والافريقيين ويجعلهم أحرار في اختياراتهم ومواقفهم باقتصادات حرة مبنية على شراكات دولية متعددة أساسها الاحترام الواجب بدل الأوامر الاستعمارية التي انتهت.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: