قررت الغرفة الجنائية للمحكمة الوطنية المكلفة بالقضايا الكبرى في إسبانيا، اليوم الأربعاء، إبطال قرار قاضي تحقيق من المحكمة نفسها حول إغلاق ملف يتعلق باتهام زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويأتي هذا التطور ضمن تطورات الجانب القضائي المرتبطة بنزاع الصحراء في إسبانيا.
وكانت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان قد رفعت الدعوى ضد إبراهيم غالي أمام المحكمة الوطنية بتهم التعذيب والاختفاء القسري ضد عدد من الصحراويين في مخيمات تندوف. ويرى قضاة المحكمة الوطنية الذين أبطلوا قرار قاضي التحقيق أن الأخير نهج تطبيق قانون المحاكمات والتحقيق السريع في حين أن نوعية الجرائم المفترض أن غالي ارتكبها ذات عقوبات مرتفعة وتتطلب التريث في التحقيق.
ونتيجة لذلك، يرى القضاة ضرورة سلك المحاكمة ذات السير العادي وليس القضاء السريع ثم إن إغلاق ملف من هذا الحجم ونوعية التهم هو من اختصاص الغرفة الجنائية في المحكمة الوطنية.
وكانت الجمعية المذكورة قد رفعت الدعوى ضد غالي ومسؤولين آخرين في جبهة البوليساريو والجزائر بتهم جرائم ضد الإنسانية. وعند تواجده في إسبانيا ما بين أبريل ويونيو للعلاج من كوفيد-19، استدعى القضاء زعيم البوليساريو للتحقيق معه ثم قام قاضي التحقيق بإغلاق الملف بسبب عدم وجود أدلة تدينه.
وكان المغرب قد اتهم إسبانيا بإدخال زعيم البوليساريو بهوية مزيفة لتفادي اعتقال القضاء له أو التحقيق معه، وترتب على ذلك أزمة دفعت الرباط الى سحب سفيرته من مدريد، علاوة على الاحتجاج على موقف إسبانيا من الصحراء. ويحقق القضاء في كيفية إدخال زعيم البوليساريو إلى إسبانيا بما في ذلك استدعاء وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونثالث لايا التي ستمثل أمام القاضي الأسبوع المقبل.