ردود مصرية على الهجمات الجزائرية المسعورة ضد المغرب

تورية لغريب

لازالت دولة الجزائر تـشن حربها العشواء على المغرب خصوصا بعد اتخاذها قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية الشريفة وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية هي حرب من نوع آخر كرس لها أذناب النظام العسكري الفاشل ترسانة من المغالطات التاريخية الفادحة أقل ما يمكن وصفها به هو أنها كاذبة حد الوضاعة والانحطاط بحيث يكفي الاطلاع على سيل الترهات التي لا يستسيغها منطق سليم، معتمدة في ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي لكونها الأسرع في انتشار ما تروج له، ناسبة إليها كل تراث مغربي، ومزورة في الحقائق التاريخية، وهي بهذا قد تعدت كل مفهوم للعداء بين دولتين، فهي زيادة على أنها تروم تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية في المعترك الدولي ( دون توفر العناصر المؤدية لذلك)، فإنها أيضا تعاني بشدة من فقدان الهوية الثقافية، جراء طول أمد استعمار فرنسا لها، بحيث لم تخرج هذه الأخيرة من الجزائر إلا وقد طمست معالمها لغير رجعة.
يكفي أن نذكر مثلا أن جارتنا الشرقية استغلت فتح الحدود بين البلدين سنة 1988 حيث عرف الرواج التجاري ارتفاعا في المنطقة الشرقية المغربية في تلك الفترة نظرا لتوافد الجزائريين على اقتناء المنتجات المغربية ذات الطابع التراثي الأصيل مثل : اللباس التقليدي المغربي، وصفات الطبخ المغربي الخ. . .، محاولة بذلك طمس هذا التراث من خلال تقليد المنتجات المغربية في كل المجالات بل و السعي نحو الزعم بأنها من الموروث الجزائري (القفطان، الكسكس…)
وعلى اختلاف الجنرالات التي تعاقبت على كرسي الرئاسة، كبر الحقد الدفين اتجاه المغرب، تلك الدولة الضاربة في القدم، والمحافظة على هويتها الثقافية والدينية والسائرة في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وسياسيا.
وقد كان لهذا الهراء الذي تتبناه الجزائر وقعا خاصا على المتتبعين لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي مما أدى بمجموعة من المطلعين
على التاريخ المغربي العريق والعارفين بحقائق المجتمع المغربي أن ينتفضوا نصرة وإنصافا للتاريخ أولا واعترافا منهم بتميز المغرب جغرافيا، ثقافيا وسياسيا… هم ليسوا مغاربة، إنهم من دولة مصر العربية منهم من زار المغرب وعاد لأرض وطنه يحمل بين حناياه حبا لأرض،عبقا لتاريخ وحفاوة المغاربة، ومنهم من داعب طيف تاريخنا العتيق قلبه شغفا فأبى إلا أن يعيش تحت سمائه وفوق أرضه وأن يترك بصمة مشرفة وشهادة للتاريخ مما استوجب دحض المغالطات التي تروج لها الجزائر من خلال قنوات إلكترونية داخل المغرب وخارجه، يعرفون من خلالها بالمغرب الحقيقي بعيدا عن كل المزايدات البائسة التي روجت لها الجزائر .و قد لقي هذا الأمر تشجيعا كبيرا من طرف المتابعين المغاربة، تقديرا منهم لهؤلاء المصريين الشرفاء، رغم سيل الشتائم التي أمطرهم بها الذباب الإلكتروني الجزائري.
ومن أهم هؤلاء الشرفاء الذين أخذوا على كواهلهم مسؤولية دعم المغرب وإنصافه،كان لي شرف التواصل مع اثنين من الصحفيين المصريين:
السيد: عبد العال عابد صحفي يشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية ومقيم حاليا بمصر.
صرح لجريدة أخبارنا الجالية بأن فكرة بث قناته نابعة من كونه مطلع بشكل كبير على تاريخ المغرب وتراثه الغني بالتنوع الثقافي مما يعطيه تميزا إجماليا كما أن العداء الذي تكنه الجزائر
للمغرب كان محركا للبحث في أسبابه ومسبباته، وأهمها قضية الصحراء المغربية بحيث يعتبر واحدا من الباحثين في الشأن الإفريقي، لكل هاته الأسباب ارتأى أن من واجبه أن يسهم في إظهار حقيقة ما يجري أمام العالم والتعريف بالمغرب كبلد له جذور تاريخية عريقة كما أن التراث الذي يزخر به المجتمع المغربي يعتبر موروثا تاريخيا عن الأسلاف والأجداد على امتداد الزمن، إضافة إلى اهتمامه بالنزاع السياسي الطويل الأمد بين الدولتين ( المغرب والجزائر ) وبدأ بطرحه من خلال الفيديوهات التي يبثها بطريقة يومية و في حياد تام مستندا في ذلك على معطيات موضوعية، خصوصا وأن الجزائر تحاول أن تقتنص تاريخ المغرب وتنسبه إلى نفسها كذبا وزورا وبهتانا . وقد حققت هاته الفيديوهات نسب مشاهدة مهمة من المغرب وخارجه، كما أنه لم يسلم من السب والقذف من أشقائنا الأعداء وبطريقة عنيفة جدا، إلا أنه أكد أن ذلك لن يثنيه عن قول كلمة الحق لكونه عاشق لأرض المغرب وأهله وأن ظروف الوباء هي التي حالت دون زيارته له.
السيد : عماد فواز صحفي مساعد رئيس تحرير صحيفة الوطن القطرية ومقيم حاليا بالمغرب منذ سنة 2014.
يستهل السيد عماد حديثه بالعودة للحديث عن أول زيارة له للمغرب رفقة أخيه سنة 2014 ، والتي كانت مقررة لمدة 10 أيام فقط، وهي الفترة التي أتاحت له التجول بين إحدى أقدم أحياء مدينة الدارالبيضاء و يتعلق الأمر بالحبوس، باب مراكش… وبلهجته المغربية الممزوجة بلكنته المصرية الأصلية، يسرد تفاصيل عشقه الكبير لبلد المغرب والذي بمجرد ما لامس قلبه، أخذ قرار الإقامة الدائمة في المغرب، وانتقل من الكتابة فيما هو سياسي إلى ما هو ثقافي مغربي، وكانت أولى مقالاته في هذا السياق عن حي الحبوس ثم عن باب مراكش ليسيل بعدها مداد مقالاته عن كلما يخص التراث المغربي (الأكل، اللباس، العادات، التقاليد…) بحيث يتمنى نشرها في جريدة الوطن بشكل منتظم، سافر لعدة مدن بشمال المغرب، اهتم بكل تفاصيل الحياة المغربية باختلاف المناطق وألف كتابا أسماه” يوميات مصري في المغرب ” ليغير عنوانه بعد ذلك إلى “يوميات صحفي في المغرب “وهو الآن قيد الطبع في بيروت بلبنان.
ويبقى السؤال : متى ستشفى كابرانات الجزائر من عقدة اسمها المغرب؟

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: