زعيم البوليساريو يقود وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة إلى القضاء

La rédaction

فتحت محكمة في مدينة سرقسطة الإسبانية الاثنين تحقيقا رسميا في دور وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا جونثاليث لايا في إدخال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي مستشفى إسبانيا في أبريل، وهي الخطوة التي أثارت غضب المغرب وقادت إلى توتر حاد في العلاقة بين البلدين.

وقالت متحدثة باسم محكمة سرقسطة الثلاثاء إن لجنة تحقيق ستبحث فيما إذا كانت أيّ مخالفات قد ارتكبت عندما سُمح لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية بالدخول إلى إسبانيا من الجزائر، حيث يعيش، وعندما أدخل المستشفى في مدينة لوجرونو. وأضافت أنه سيتم استجواب جونثاليث لايا في إطار التحقيق. كما يخضع مساعد كبير سابق كذلك للتحقيق.

يأتي قرار القاضي بناءً على طلب محامي الدعوى الشعبية أنطونيو أوردياليس، الذي يعتبر أن شهادة لايا ضرورية. ولم ترد الوزيرة السابقة على رسالة لطلب التعقيب. وكانت لايا قد قالت آنذاك إن غالي سُمح له بدخول إسبانيا لأسباب إنسانية وإن القرار قانوني.

خافيير فيرنانديز: على الوزيرة السابقة أن تفسر أسباب سماحها بدخول غالي

وقال المعلق الصحافي الإسباني خافيير فيرنانديز  إن “وزيرة الخارجية السابقة عليها أن تفسر لقاضي التحقيق الأسباب التي دفعتها إلى السماح لإبراهيم غالي بدخول إسبانيا دون المرور بالتدقيقات المعتادة لشخصيات من هذا النوع من قبل السلطات الأمنية”. وأضاف “السؤال هل هي من اتخذ القرار أم رئيس الحكومة الإسبانية بطلب من الحكومة الجزائرية؟”.

وأشار فيرنانديز إلى أن مهمة وزراء الخارجية “تسهيل العلاقات بين البلدان وليس تسميمها”، في إشارة إلى المغرب الذي احتج بشدة على السماح لغالي بدخول إسبانيا والعلاج في مستشفياتها ثم السماح له بالمغادرة إلى الجزائر.

وقال مراقبون إن القضاء الإسباني مستمر بالتحقيق في هذا الملف من أجل تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية في دخول غالي، وهو ما يطالب به المغرب لأجل غلق هذا الملف وتخفيف مخلفاته على العلاقة مع إسبانيا.

وكانت تقارير قد قالت إن القاضي المكلف بالقضية رافائيل لاسالا قد استبعد مسؤولية وزارة الدفاع عن دخول غالي إلى البلاد، ونقل المسؤولية إلى وزارة الخارجية، وهو ما قاد إلى الشكوك القضائية في صلة لايا والدائرة المحيطة بها في الموضوع.

وكان كاميلو فيلارينو رئيس ديوان الوزيرة لايا أقرّ بأنه كان من أعطى الأمر بإلغاء رقابة “الجمارك والهجرة” عند دخول غالي إلى إسبانيا، وأنه اتصل بـ”الرئيس الثاني لهيئة الأركان الجوية، فرانسيسكو خافيير فيرنانديز سانشيز” حتى لا يقوم “بإجراءات جمركية” تمنع دخول غالي.

وبعد خروج غالي من البلد اختفت الوزيرة الإسبانية وتجنّبت أيّ تصريحات بشأن الموضوع رغم شغفها بإعطاء حوارات والظهور الإعلامي، وهي التي كانت بمثابة رأس حربة حكومة سانشيز في ما يتعلق بظروف الأزمة الحالية مع المغرب قبل أن يتم التخلّي عنها ضمن تعديل وزاري قام به رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في يوليو.

Thumbnail

وراهن مراقبون على أنّ استبدال إسبانيا لوزيرة الخارجية المثيرة للأزمة بالسفير لدى فرنسا خوسيه مانويل ألباريس المعروف بخبرته في شؤون المغرب، سيقود إلى حلّ الأزمة. لكن الرباط قالت إن تعويض لايا بوزير جديد لا يكفي لإغلاق الملف.

وسبق أن دعا المغرب إسبانيا إلى إجراء تحقيق “شفاف” حول دخول غالي إلى مدريد لتلقي العلاج، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وقال المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية المغربية فؤاد يزوغ خلال مؤتمر صحافي في مايو الماضي إن دخول زعيم جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر إلى إسبانيا جرى “بشكل احتيالي وبوثائق مزوّرة وهوية منتحلة”. وأضاف أنه “يتعين إجراء تحقيق نأمل أن يكون شفافا لتسليط الضوء على كافة ملابسات هذه القضية”.

وتابع المسؤول أن المغرب الذي كشف منذ التاسع عشر من أبريل عن وجود غالي في إسبانيا، لديه معلومات تثبت أن الأخير استفاد من “تواطؤات” وأنه “سيتم الكشف عن المزيد من المعطيات في الوقت المناسب”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: