تونس تنفي شائعات توتر العلاقات مع ليبيا والمغرب يؤكد دعمه لإجراء الانتخابات في موعدها… والسيسي يستقبل عقيلة صالح وحفتر

نسرين

على صعيد دول القارة الإفريقية السمراء، لا زالت العلاقات والمواقف تتباين من دولة لأخرى، ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول أن تلعب دوراً في المصالحة وفي ضمان إنجاز الانتخابات في موعدها، توترت علاقات ليبيا مع بعض الدول كتونس، دون توضيح منطقي لإبعاد المشكلة التي لا زالت تتطور يوماً بعد يوم.
فعلى صعيد تونس ورغم أن المشكلة بدأت باتهامات بسيطة إلا أنها تفاقمت حد انتشار شائعات تفيذ بمنع حاملي جواز السفر الليبي من الدخول إلى الأراضي التونسية نهائياً، ومطالبات بقطع العلاقات، وتوتر عام يسود الأجواء حتى عقب زيارة الدبيبة لتونس ولقائه برئيسها .
ومع ارتباط ليبيا وتونس بمصالح اقتصادية وسياسية وصحية واسعة مع تبادل تجاري واسع بينهما، يبقى هناك تشبت بضرورة عودة العلاقات بينهما، حيث وبعد انتشار شائعات تفيذ بمنع حاملي جواز السفر الليبي من الدخول إلى الأراضي التونسية نهائياً سرعان ما بادر الجانب التونسي بالتفنيذ.
فقد نفت وزارة الخارجية التونسية نفياً قاطعاً ما يروج من أخبار حول منع عدد من الأشقاء الليبيين من دخول تونس، وقالت إن كل ما يتم تداوله في هذا الشأن لا أساس له من الصحة.
وقالت الوزارة في بيان لها إن غلق الحدود بصفة مؤقتة يندرج في إطار الحد من تفشي جائحة كورونا والتوقي من تداعيات انتشار الوباء بمختلف متحوراته على الوضع الصحي بكل من تونس وليبيا.
وتابعت أن اللجنتين العلميتين التونسية والليبية ستعقدان اجتماعاً لتقييم الوضع الوبائي، وإعداد بروتوكول صحي يستجيب إلى خصوصيات العلاقات التونسية الليبية ويحترم الشروط الصحية اللازمة لمكافحة كورونا.
وشددت الوزارة على أن نشر الأخبار الزائفة التي تستهدف البلدين والشعبين الشقيقين لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يؤثر في مستوى العلاقات التاريخية والمتينة التي تجمعهما، وفي الحرص المشترك على الارتقاء بهذه الروابط إلى مستوى استراتيجي استجابة لتطلعات الشعبين في الاستقرار والتنمية.
وفي تصريحات صحافية، قال وكيل وزارة المواصلات، وسام الإدريسي، إن لجاناً من الجانبين الليبي والتونسي ستجتمع هذه الأيام لوضع خطة لإعادة فتح الحدود مع الأخذ بالاعتبار الإجراءات الاحترازية.
وتابع أن أسباب قفل الحدود مع تونس صحية بحتة، لافتاً إلى تواصلهم مع السفارة التونسية في ليبيا، وأن الإجراءت تسري بشكل طبيعي بين البلدين.
وأضاف الإدريسي أنه كان لدولة تونس بروتوكول خاص في التعامل مع ليبيا فقط، وأنه نتيجة لقفل الحدود بين الطرفين، أصبحت المعاملة كبقية الدول الأخرى.
أما على صعيد الدول الأخرى المجاورة لليبيا فتستمر المبادرات من المغرب وقبلها من الجزائر والمحاولات من مصر للعب دور محوري في المصالحة وضمان إجراء الانتخابات كل بالتوجهات والرؤى التي يحملها.
فقد احتضن المغرب الإثنين مؤتمراً صحافياً مشتركاً بين وزير خارجيتها والمبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، أعرب فيه الأخير عن أمله في أن يواصل المغرب دعم العملية السياسية في ليبيا لكونه شريكاً قويّاً وفاعلاً ونشطاً في المجتمع الدولي، معتبراً أن من شأن هذا الدعم أن يؤدي إلى مزيد الاستقرار والوحدة والتعاون في ليبيا وفق وكالة الأنباء المغربية الرسمية.
وقال إن دعم المغرب للعملية السياسية وإجراء الانتخابات في ليبيا يعني أن البلاد ستتمتع بمؤسسات وسلطات جديدة، وديمقراطية قوية وشرعية لحل عديد المشاكل والتحديات، التي لا تواجه ليبيا فقط، بل العديد من دول المنطقة.
كما أعرب كوبيش عن امتنانه للملك محمد السادس ولاستعداد المغرب، وتعاونه العميق في مساعدة الأطراف الليبية على شق طريقها، مشيداً بدعم المغرب لجهود الأمم المتحدة في ليبيا.
وزير الخارجية المغربي بدوره قال إن الحل في ليبيا يمر عبر الانتخابات التي يجب أن تكون في موعدها المحدد في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على فتح مساحة للحوار بين الأطراف الليبية.
وتابع بوريطة، خلال المؤتمر الصحافي، أن الأزمة في ليبيا تتعلق بالشرعية، ولا يمكن أن يتم الحل إلا بممارسة ديمقراطية من خلال احترام المؤسسات الليبية ومفوضية الانتخابات، داعياً إلى الاعتماد على ما تحقق من تقدم لإنجاح الانتخابات المقبلة.
وثمن الدور الهام للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص من أجل الوصول إلى الاتفاق بالجوانب السياسية والعسكرية، ولفت إلى أن المغرب ليس لديه أي أجندة أو حل أو مبادرة حيال ليبيا، بل يعمل على فتح مساحة لليبيين للحوار ودعم الأمم المتحدة لحل هذه الأزمة، رافضاً التدخل الخارجي في البلاد.
أما عن مصر ، فرغم رفعها لشعار دعم الانتخابات وعلاقاتها المستفرة مع حكومة الوحدة الوطنية الا أنها لا زالت تحمل ذات التوجهات والرؤى والمواقف الداعمة لحفتر والبرلمان، حيث استقبل السيسي رئيس البرلمان الليبي وحفتر الثلاثاء.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي إن لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخليفة حفتر، تناول آخر التطورات على الساحة الليبية في ضوء خصوصية العلاقات التي تربط مصر بليبيا مؤكداً مواصلة مصر جهودها للتنسيق مع كل الأشقاء الليبيين خلال الفترة المقبلة، بما يسهم في ضمان وحدة وتماسك المؤسسات الليبية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية العام الجاري.
وقال إن السيسي يشدد على ضرورة منع التدخلات الخارجية وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية مضيفاً أن مواقف عقيلة صالح وحفتر مُتَّسِقةٌ ومتوافقة مع المنظور المصري لإدارة المرحلة الانتقالية الليبية، فيما يتعلق بضمان عقد الانتخابات في موعدها بالتوازي مع تعزيز المسار الأمني .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: