التجمع الوطني للأحرار يرد على خصومه: نحن بديل سياسي للمغاربة

ماموني

بعد هجوم حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية على عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الجمعة، اعتبر أخنوش أن الذين يهاجمونه ويهاجمون حزب التجمع الوطني للأحرار؛ قدموا في واقع الأمر خدمة للحزب؛ وساعدوه في تركيز نفسه داخل المشهد السياسي الوطني، وأظهروا بهجماتهم المستمرة أن حزب الأحرار يشتغل؛ ويعقد عليه المغاربة آمالهم.

وصرح عزيز أخنوش، أن رئيس حزب الأصالة والمعاصرة أصبح يهاب المكانة والسمعة الجيدة التي يتمتع بها الأحرار وسط المجتمع المغربي؛ وهو ما شكل حالة من القلق والارتباك والتخوف من مخرجات اقتراع الثامن من سبتمبر.

وأبرز أخنوش أن “حزبين سياسيين كانا بالأمس يكيلان الاتهامات لبعضهما البعض باستعمال يافطة ‘الدين’ و’السلطة’ تخندقا اليوم، (يقصد الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية) وبدآ في التهجم على حزب التجمع الوطني للأحرار لأنه حزب يشتغل؛ ويعقد عليه المغاربة آمالهم”، وهو ما يتضح من خلال تكرار عدد من المغاربة لكلمة “حنا عيينا بغينا البديل” على مسامع عزيز أخنوش خلال الجولات التي قام بها في مختلف مدن ومناطق المغرب.

رشيد لزرق: أغلب الأحزاب المؤثرة تعتمد على “الأموال الفاسدة”

وكان عبداللطيف وهبي قد أدان قبل أيام ما أسماه “استفحال ظاهرة المال البشع، وسعي طرف سياسي (ويقصد التجمع الوطني للأحرار) إلى إغراق الساحة الانتخابية بحجم رهيب من المال والإغراءات المختلفة” وتشتد المنافسة في الانتخابات البرلمانية والمحلية بين كل من أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والاستقلال، حيث ستجرى الانتخابات معا لأول مرة في يوم واحد في الثامن من سبتمبر. وتوقع عبد اللطيف وهبي فوزه بالمراتب الأولى وأن هناك إمكانية للمشاركة في حكومة يقودها التجمع الوطني للأحرار.

وفي تعليقه أكد رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري أن صراع التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة يعكس إشكالية الاعتماد على الأعيان بدل المناضلين، موردا أن كل شيء حاضر في سوق استمالة الأعيان بعيدا عن مبادئ الديمقراطية المنصوص عليها في قانون الأحزاب، والتجربة أظهرت أن المال الانتخابي هو الأخطر على الانتخابات إلي جانب استغلال ممتلكات الدولة وتوظيفها في العملية الانتخابية، وأعلن حزب التجمع الوطني للأحرار أنه تلقى “باستهجان شديد” التصريحات الإعلامية الصادرة عن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في حقه و“التي تبتغي التشويش على السير الناجح” لحملته الانتخابية، و”نجاحها الجماهيري الواسع في التواصل والتجاوب مع فئات عريضة من عموم المواطنات والمواطنين”.

وأوضح الحزب أنه “إذ يتفهم حالة الارتباك والذهول التي أصابت وهبي من مكانة الحزب الراسخة لدى فئات عريضة من المواطنين وفي جميع الجهات، التي هي نتيجة طبيعية لحضوره الوازن في الميدان خلال السنوات الأخيرة دون انتظار مواعيد انتخابية لممارسة الأدوار التأطيرية والبحث عن الحلول الناجعة للمشاكل المعبر عنها، فإنه يرفض رفضا قاطعا المس بحسن سير العملية الانتخابية، والإضرار بصورة المملكة المغربية وإشعاعها الإقليمي والدولي، والتراجع عن المكتسبات الديمقراطية التي حققتها بلادنا”.

من جهته ردّ عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلال ندوة صحافية عقدها في مدينة تارودانت مساء الجمعة أن “ذلك البيان يبقى مجرد حادثة شغل، وستنتهي، وسنعود إلى العمل”، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ”انزلاقات الحملة الانتخابية، حيث تعلّمنا داخل الأصالة والمعاصرة أن نتجاوز، ولا نعود حتى لو عادوا”.

واستطرد الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة إننا “نؤمن بأن همّنا الأساسي يتمثل في الدفاع عن الديمقراطية، حيث سنقول الحقيقة دائما، سواء داخل المغرب أو خارجه”، مشيرا إلى أنه “يجب الحفاظ على الديمقراطية ضد المال والمصالح وسوء الأخلاق”.

من جهة أخرى هاجم إدريس الأزمي الإدريسي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية عزيز أخنوش معتبراً أنه لا يصلح لكي يكون رئيسا للحكومة لأنه يهيمن على الاقتصاد، (صاحب شركات للمحروقات). وأضاف الأزمي، الذي يشغل منصب عمدة مدينة فاس، أن وجود أخنوش رئيساً للحكومة من شأنه أن يحد من الاستثمار الخارجي والمحلي، لأنه لا يمكن جلب الاستثمار في ظل وجود رئيس حكومة له مصالح اقتصادية.

حزب التجمع الوطني للأحرار أعلن أنه تلقى “باستهجان شديد” التصريحات الإعلامية الصادرة عن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في حقه

ورد عزيز أخنوش على إدريس الأزمي قائلا إن تصريح الأزمي اعتراف ضمني بهزيمته المرتقبة، مؤكدا بأن الاختيار ومصير رئاسة الحكومة ليس بيد إدريس الأزمي الإدريسي بل بيد المواطنين المغاربة يوم الأربعاء الثامن من سبتمبر”.

وجوابا على الشائعات التي تتحدث عن هروب عزيز أخنوش من وسائل الإعلام؛ أكد زعيم الأحرار أنه “دائم الحضور في وسائل الإعلام؛ لكن الحزب منشغل هذه الأيام بالحملة الانتخابية؛ وبالتواصل مع المواطنين المغاربة عن قرب”، مشددا على أن “ما يغيض خصوم الحزب هو كونه حزبا يشتغل بجدية و بالمعقول منذ 5 سنوات”.

وأكد رشيد لزرق أن أغلب الأحزاب المؤثرة في المشهد السياسي حاليا تعتمد على ”الأموال الفاسدة” لتمويل حملاتها الانتخابية ولشراء الأصوات، وهي أموال مصدرها يكون في غالب الأحيان من منتخبين لهم خروقات تدبيرية مستفيدين من التهرب الضريبي ومن الاقتصاد غير المهيكل.

واعترف الأزمي بأنه لا صوت يعلو على صوت أخنوش في مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى اكتساح حزب التجمع الوطني للأحرار لمواقع التواصل بحملات انتخابية مدفوعة المال، محذرا من أن هذه الهيمنة من شأنها أن تهدد حرية التعبير.

لكن عزيز أخنوش خلص إلى أنه يحتفظ لنفسه بحق الرد على كل هذه الاتهامات بكافة الوسائل التي تحفظ لمناضليه كرامتهم، وللمغاربة أجمعين حقهم في ممارسة اختياراتهم في التصويت دون ضغط وتشويش على الحزب الذي سيختارونه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: