ألمانيا تتغاضى عن تهديدات محمد حاجب

ماموني

عاد ملف محمد حاجب، المعتقل السابق بالمغرب في قضايا الإرهاب والمقيم حاليا في ألمانيا، إلى الواجهة؛ حيث أشارت مجلة جون أفريك في مقال لها إلى الدعوات الاستفزازية المستمرة لحاجب والتي حض فيها على القيام بعمليات إرهابية.

واستغربت المجلة عدم قيام السلطات الألمانية بأي رد فعل حتى الآن على مقطع فيديو نُشر في قناته بمنصة يوتيوب في بداية شهر مارس الماضي، مبرزة أنه رغم الطابع العدائي لمضامينه لا يزال محمد حاجب يقضي أيامًا هادئة في ألمانيا.

ونشر محمد حاجب قبل يومين تعليقات في موقعه بوسائل التواصل الاجتماعي على شكل تهديدات يطالب فيها شون رييس بسحب تغريدته التي عبر فيها عن “قلقه إزاء السماح بنشر خطاب إرهابي تجاه المغرب للمدعو محمد حاجب على الإنترنت، عبر مقال يدعو فيه من ألمانيا إلى التمرد على المؤسسات المغربية”.

وعبر النائب شون رييس، في تدوينة على صفحته الرسمية بتويتر، الثلاثاء الماضي عن قلقه “لرؤية مثل هذا الخطاب المتطرف المليء بالكراهية مسموحا به على الإنترنت ضد حليف استراتيجي تاريخي وقيم للولايات المتحدة”، مضيفا أن “المغرب سيظل منارة للاستقرار ويجب أن ندعمه في كفاحنا المشترك ضد جميع أشكال التطرف”.

والمتطرف محمد حاجب اختار أن يكون ضمن “أعضاء السلفية الجهادية”؛ حيث اعتنق أفكارا متطرفة قادته إلى السجن لمدة سبع سنوات في السجون المغربية إثر اعتقاله سنة 2010 بعد عودته إلى المملكة قادما إليها من ألمانيا، حيث كان متورطا في أعمال إرهابية بدولة باكستان، كما ساهم في إثارة الشغب داخل سجن سلا في سنة 2011، وهو الآن يقود حملات تهديد ودعوات التحريض وإشاعة الكراهية في حق المغرب ومؤسساته عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

وأكد الأكاديمي والمحلل السياسي هشام معتضد أن “الأزمة القائمة والظاهرة بين الرباط وبرلين هي نتيجة تراكم للتجاوزات الألمانية الخطيرة على المستوى الدبلوماسي والميداني والأمني تجاه المصالح الحيوية للمغرب، ومنها ملف المتطرف محمد حاجب”.

وشددت مجلة جون أفريك الصادرة في باريس على أن السلطات الألمانية تتراخى بشكل كبير في مواجهة المتطرفين، وهو الأمر الذي لا يعني المغرب فقط أو قضية محمد حاجب، مؤكدة على مضامين برنامج “تحقيق حصري” لقناة إم 6 الفرنسية أوضح أن عددا كبيرا من المتطرفين يعيشون في ألمانيا، في إفلات تام من العقاب.

وتتغاضى الأجهزة الألمانية عن أنشطة محمد حاجب، بل ذهب عدد من الخبراء في الشؤون الأمنية إلى أن هذا المحرض لا يمكنه التحرك دون ضوء أخضر من الاستخبارات الألمانية بشكل خاص، والسماح له باستغلال منصات التواصل الاجتماعي للقذف ضد مؤسسات وشخصيات سامية مغربية.

ولهذا بادر المغرب بتعليق تعاونه مع السفارة والمؤسسات الألمانية احتجاجا على هذا السلوك؛ حيث قالت الخارجية المغربية، في رسالة إلى أعضاء حكومة بلادها، في بداية مارس الماضي إن المغرب قرر قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالرباط، بسبب خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: