كشف تقرير جديد، قدم للقضاء الإسباني، أن زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، غادر إسبانيا دون أن يقدم أي وثيقة لضباط الشرطة الوطنية على الحدود.
وبحسب صحيفة “إسبانيول” قال غالي للضباط قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى الجزائر، إنه لا يحمل أي وثيقة يمكن أن تحدد هويته.
وقالت الصحيفة إن التقرير الذي قدم إلى رئيس المحكمة رقم 7 في سرقسطة واطلعت عليه، يشير إلى أن الضباط تحققوا من هويات الركاب المرافقين باستثناء غالي الذي لم يكن يحمل أي وثيقة ورغم ذلك سمح له بركوب الطائرة.
ويرد التقرير، الذي أعده مقر الشرطة العليا في نافار، على طلب من القاضي رافائيل لاسالا، الذي يحاول معرفة ما إذا كان زعيم الجبهة قد دخل البلد وغادره حاملا وثائق مزورة.
وقالت الصحيفة إن ثلاثة أشخاص كانوا مرافقين لغالي وتحقق الضباط من هوياتهم قبل صعودهم للطائرة.
ووفقا للتقرير، سمح لغالي ورفاقه بالمغادرة لأن أيا منهم لم يكن لديه “أي عائق قانوني لمغادرة الأراضي الإسبانية” ولأنه كان “رحيلا طوعيا”.
ويستند ذلك، كما يشير التقرير، إلى المادة 20 من قانون الأجانب، التي تنص على أنه “يجوز أيضا المغادرة، بوثائق معيبة أو حتى بدونها، إذا لم يكن هناك حظر أو عائق في رأي دوائر الشرطة”.
وقالت الصحيفة إن التقرير يتناقض مع رواية الحكومة ووزارة الخارجية التي تقول إن غالي دخل إسبانيا بجواز سفر شخصي، فيما يقول التقرير إن غالي خرج من إسبانيا كما دخلها بدون أي وثيقة هوية.
وتضيف “إسبانيول” أن التقرير يأتي في وقت ينتظر قاضي التحقيق الاطلاع على رسائل “واتساب” التي تبادلها رئيس ديوان وزيرة الخارجية السابقة، أرانتشا غونثاليث لايا، مع هيئة الأركان العامة للقوات الجوية، والتي أمر من خلالها بالسماح بدخول غالي دون المرور بمراقبة جمركية.
وكان غالي دخل مستشفى لوغرونيو باسم محمد بنبطوش للعلاج من فيروس كورونا، بحسب الصحيفة.
وتسبب دخول غالي إلى إسبانيا في أزمة دبلوماسية كبيرة مع المغرب، وبررت مدريد هذه الاستضافة “بأسباب إنسانية”، بينما أكدت الرباط أن غالي دخل إسبانيا قادما من الجزائر “بوثائق مزورة وهوية منتحلة”.
وفي خضم الأزمة، فوجئت إسبانيا منتصف مايو عندما حاول أكثر من 10 آلاف شخص السباحة أو استخدام قوارب مطاط صغيرة للوصول إلى سبتة، بينما لم يحرك حرس الحدود المغاربة ساكنا، واعتبر مراقبون أن ذلك الانتهاك الحدودي الواسع إجراء عقابي اتخذه المغرب.
ويستمر القضاء الإسباني في التحقيق في دخول غالي إلى البلاد، في وقت كشفت وسائل إعلام إسبانية أن البلدين بدآ مفاوضات لفتح علاقات جديدة وتجاوز الأزمة.
وكان الملك المغربي، محمد السادس، أعرب في خطاب، الأسبوع الماضي، عن الأمل في “إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص، وجاء الرد من رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الذي رحب بدعوة العاهل المغربي.