فيتو أميركي على ترشح ابن القذافي للانتخابات

حنان الفاتحي

عبرت الولايات المتحدة الأميركية عن رفضها لترشح ابن الزعيم الليبي الراحل سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية بالبلاد، المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم، معتبرة أن عملية الترشح من عدمها مسألة يقررها الشعب الليبي.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود أن “العالم لديه مشكلة في ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية في ليبيا”.

وقال هود في تصريح إعلامي “من يترشح للانتخابات الليبية أمر يقرره الشعب الليبي، لكن كل العالم لديه مشكلة في ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، فهو أحد مجرمي الحرب، يخضع لعقوبات أممية وأميركية”.

جوي هود: العالم لديه مشكلة في ترشّح سيف الإسلام القذافي

وبحسب مصادر مقربة من سيف الإسلام القذافي، فإن الأخير قرر خوض الانتخابات الرئاسية، إلا أنه سيعلن عن ذلك في وقت لاحق، لكن تظل هناك العديد من العوائق أمام ترشحه خاصة في ما يتعلق بالتحالفات السياسية في ظل الانقسام الحاصل في ليبيا.

ووفقا لذات المصادر، لم يطرح سيف الإسلام حتى الآن عملية التحالف مع أي من الأطراف الليبية، وأنه يسعى للعمل على توحيد الدولة دون التموقع أو تعميق عميلة الانقسام.

وأكدت التصريحات اختلاف الموقف الدولي تجاه ابن القذافي المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، وخاصة من الدول الكبرى على غرار الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تحمل كل منهما مواقف مغايرة  للأخرى، حيث ترى روسيا في سيف الإسلام حاكما مناسبا لليبيا وتضغط لتمرير ترشحه.

وفي مايو الماضي كشفت جريدة “نيويورك تايمز” الأميركية عن ترتيب سيف الإسلام القذافي للعودة إلى الساحة السياسية في ليبيا من جديد، واصفا ما يحدث في البلاد بأنه “تخطى حدود الفشل ليصل إلى المهزلة”.

وطلبت المحكمة الجنائية الدولية عدة مرات تقديم سيف الإسلام إلى العدالة، كان آخرها في كلمة المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا أمام مجلس الأمن الدولي، في السابع عشر من مايو الماضي، إذ ناشدت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة توقيفه، كما دعت سيف الإسلام إلى تقديم نفسه للسلطات الليبية.

وأوضح رئيس البرلمان الليبي وفي عدة تصريحات، رفضه القاطع لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، معتبرا ذلك مستبعدا لعدة اعتبارات.

وقال أثناء مناقشته مع أعضاء مجلس النواب القوانين الانتخابية، “إن المجلس لن يقبل المطلوب لمحكمة الجنايات للدخول في السباق الانتخابي”، في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي.

كما شدد عدد من أعضاء البرلمان الموالين لمعسكر الشرق على ضرورة استبعاد أي مطلوب للقضاء في جرائم، بعد أن استشعروا خطر ترشح سيف الإسلام على مرشحهم حفتر.

وبدأ سيف الإسلام القذافي فعليا، ضمن إطار مناطق الجبل الغربي وسرت وبني وليد، أي المناطق التي تتوسط ليبيا، في حشد المؤيدين له من كتائب مسلحة ومواطنين، بل أظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو قيام عدد من المواطنين بطباعة ملصقات لحملته الانتخابية.

الولايات المتحدة الأميركية عبرت عن رفضها لترشح ابن الزعيم الليبي الراحل سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها

وفي بداية شهر سبتمبر الجاري، أكد المتحدث باسم مجلس النواب عبدالله بليحق أنه لا مبرر لتأجيل الانتخابات، مشددا على ضرورة إجرائها في موعدها المحدد في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.

وقال بليحق في تصريحات صحافية إن “هناك أطرافا تحاول عرقلة إجراء الانتخابات”، مؤكدا أن لأي مواطن ليبي الحق في الترشح للانتخابات.

وبشأن سيف الإسلام القذافي، أكد بليحق أنه يحق لسيف الإسلام الترشح للانتخابات المقبلة إن انطبقت عليه الشروط.

ويطمح أنصار النظام الليبي السابق للعودة مجددا إلى الحكم من بوابة المصالحة الوطنية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة نهاية العام الجاري، بعد عشر سنوات من الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

ولا يخفي أنصار القذافي رغبتهم في ترشيح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية المقبلة، بدعم روسي وقبلي، فضلا عن احتفاظ ابن عم القذافي، أحمد قذاف الدم بـ”ثروة” تسمح له بتمويل مشروع العودة إلى السلطة.

وفي ظل حالة الجمود السياسي المتفاقمة، يخشى العديد من الليبيين من أن يتبدد زخم العملية التي نجحت في تشكيل حكومة موحدة لأول مرة منذ سنوات، برعاية الأمم المتحدة مهمتها التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية من المقرر أن تجري في ديسمبر المقبل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: