#دولة_القبائل_مستقلة.. مطالب الانفصال تتزايد في الجزائر

يوسف الفرج

الصفحات على موقع فيسبوك والهاشتاغات على موقع تويتر المطالبة باستقلال منطقة القبائل الجزائرية وحقها في تقرير مصيرها تتزايد، ما يؤكد أن المطالبات تكتسب زخما كبيرا يوما بعد يوم.

الجزائر – توسعت المطالبات باستقلال منطقة القبائل على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر. ودشن ناشطون قبائليون عدة صفحات على فيسبوك أغلبها باللغة الفرنسية على غرار Mouvement pour l’autodétermination de la kabylie (حركة تقرير المصير في منطقة القبائل)، بالإضافة إلى صفحة Kabylie News (قبائل نيوز) التي يتابعها قرابة نصف مليون وتهتم بنشر الأخبار التي تخص منطقة القبائل خاصة.

وتنقل الصفحات الفعاليات التي يقيمها جزائريون من منطقة القبائل في الخارج بالإضافة إلى المواجهات التي تحدث بين الدرك الجزائري والقبائليين بين الفترة والأخرى.

كما يخصص فنانون من منطقة القبائل يعيشون في الخارج صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم المطالبات بحرية تقرير مصيرهم.

وتنتشر عدة هاشتاغات على تويتر على غرارfree_kabylia# (الحرية للقبائل) وkabylie_indépendante# (القبائل مستقلة) و#القبائل_دولة_مستقلة و#القبائل_المحتلة وغيرها.

وفي المقابل، ينتشر خطاب عنصري ممن يزعمون أنهم من “العرب” ضد القبائليين (الأمازيغ) لتتحول مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك إلى ساحة حرب حقيقية بين الجزائريين.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر في المدة الأخيرة بنقاشات ساخنة وتعليقات تفوح منها رائحة الكراهية والتمييز وحتى العنصرية وتصفية الحسابات ضد القبائليين، على خلفية قضية سحل ومقتل الشاب جمال بن إسماعيل في إحدى قرى مدينة تيزي وزو الواقعة شمالي شرق البلاد، لمجرد الاشتباه في تورطه بإشعال حرائق الغابات المهولة التي اندلعت بمنطقة القبائل.

الجزائر تعارض كل طرح لاستقلال منطقة القبائل الناطقة باللغة الأمازيغية والواقعة في شمال شرق البلاد

ورغم الموقف الحكيم الذي اتخذه والد المغدور الذي دعا إلى تغليب المصلحة الوطنية ونبذ الفتنة والانشقاق، ونداءات التهدئة والاحتكام للعقل التي أطلقت من شيوخ وأعيان هنا وهناك، إلى جانب مرافعات وسائل الإعلام الحكومية والخاصة لصالح “جزائر واحدة موحدة”، لم تخمد على ما يبدو نار هذه “الحرب” بخلاف حرائق الغابات نفسها التي تم التحكم فيها والسيطرة عليها ولو بعد حين.

ويطالب القبائليون بالانفصال عن الجزائر أو الحصول على الحرية في تقرير مصيرهم.

وتعد منطقة القبائل موطنا لأكبر عدد من الأمازيغ في الجزائر التي تضم نحو 10 ملايين ناطق باللغة الأمازيغية، ما يعادل ربع السكان وهم القبائل، والمزابيون في وادي ميزاب (في الوسط)، والشاوية في الأوراس (الشرق) أو الطوارق (جنوب).

والبربر، الذين يسمون أنفسهم “الأمازيغ”، والأمازيغي يعني في لغتهم “الرجل الحر”، هم من سكان شمال أفريقيا الأصليين. وتقلصت أراضيهم التي كانت تضم جزر الكناري وواحة سيوة المصرية، وسواحل البحر المتوسط وأقاصي أفريقيا جنوب الصحراء، بشكل كبير منذ القرن السابع بعد الفتوحات الإسلامية وحملات التعريب.

وقالت صفحة على فيسبوك:

جمهورية القبائل الديمقراطية

نحن نواجه عدوا عسكريا جاهلا فاسد الأخلاق والمعتقدات لا رحمة فيه ولا دين شغله الشاغل خدمة أسياده الفرنسيين، نحن القبائل عازمون على حمل السلاح والدفاع عن حقوقنا حتى ولو تطلب الأمر دماءنا.

عاشت جمهورية القبائل حرة مستقلة عاشت الثورة يا أبناء الوطن يا رموز العزة والكرامة يا رجال المقاومة استعدوا للقتال استعدوا للدفاع عن وطننا الغالي استعدوا فالنصر قريب لا محال الوطن أو الشهادة من أجل حرية الشعب برمته فلا بد لنا من حمل السلاح.

Thumbnail

ويعد الوعي الجماعي بضرورة استقلال منطقة القبائل وليد أزمة متعددة الأشكال، أزمة نتجت بحد ذاتها عن انحرافات متتابعة في تسيير شؤون العامة وعن تأثير قوى غير دستورية على القرار السياسي. وقد أثرت هذه الأزمة بشدة وبشكل عميق على مؤسسات الدولة جراء الفساد الذي تحول كنظام للحكم، فأضعف اللحمة الاجتماعية.

ويوضح الدكتور حسين آيت عيسى، من جامعة تيبازة، غربي العاصمة الجزائرية، أن المجتمع الجزائري هو في العمق مجتمع قبلي لا تزال تحكمه رواسب العصبية والنزعة الجهوية، ما يشكل أرضية خصبة لأي فتيل صراع داخلي.

ويفسر آيت عيسى الأمر على أنه واقع نتاج تراكمات سابقة لم تعط الأهمية المتوقعة ولم تعالج بعمق في حينها، ولم يفكر أحد في عواقبها ورزمة من العوامل المتداخلة. لذلك حمّل المسؤولية للتخلف الفكري والثقافي الذي يبرز خاصة من خلال العزوف عن المطالعة لدى فئة الشباب، مما يجعل المجتمع عرضة للتضليل الإعلامي وعمليات زرع الفتنة الممنهجة.

وتكرست الجهوية في عهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليفة كممارسة أضرّت بالشعور الوطني وكانت بعض الحكومات تضم أكثر من عشرة وزراء من جهة واحدة، ما زاد الشعور بالإقصاء السياسي في بعض جهات الجزائر وقلص من قاعدة الحكم وزاد من الصراع السياسي المحتد والقائم على عصب جهوية تتطلع للانتقام من إقصائها، وبدا بعضها مرتاحا للإطاحة بنظام بوتفليقة.

وتعارض الجزائر كل طرح لاستقلال منطقة القبائل الناطقة باللغة الأمازيغية والواقعة في شمال شرق الجزائر.

منطقة القبائل تعدّ موطنا لأكبر عدد من الأمازيغ في الجزائر التي تضم نحو 10 ملايين ناطق باللغة الأمازيغية، ما يعادل ربع السكان

وسخرت معلقة:

hodajannat@

إذا نالت جمهورية القبائل استقلالها فلن يكون للجزائر معبر للبحر أو طريق لتصدير الغاز والنفط غير المغرب. #دولة_القبائل_مستقلة.

وكتب مغرد:

Majdst1@

حكام #دولة_القبائل_مستقلة قبل إنشاء الجزائر من طرف المستعمر وقبل منحها تسمية من طرف الجنرال شنايدر حان وقت استقلال القبائل التي تعاني من أطول استعمار أجنبي.

وأصبح توسع المطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي صداعا مستمرا في رأس الحكومة الجزائرية.

وتتهم الجزائر فيسبوك بالتآمر. وهاجمت وزارة الاتصال الجزائرية شركة فيسبوك، في بيان رسمي، قالت فيه إن “الدولة عازمة على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية ضد هذه الشركة لحملها على معاملة الجزائر على قدم المساواة مع الدول الأخرى”. وأوضحت الوزارة أن “ما يتم تداوله من مضامين على موقع فيسبوك يعد مساسا وتهديدا لمصالح الجزائر وسمعتها”.

وأضاف بيان وزارة الاتصال “إن الدول عازمة على الذود عن سيادتها الرقمية الوطنية وحماية شعبها من كل الخطط والنشاطات الهدامة، التي تنطوي عليها مضامين يتم تداولها مؤخرا على موقع فيسبوك”.

واسترسل البيان أن موقع فيسبوك “يعتمد، كما هو معلوم بالتجربة ووفق التصريحات الرسمية لمالكيه، على لوغاريتمات تتحكم في مدى انتشار المضامين، الأمر الذي يجعل منه سلاحا يوجه ضد الشعوب والدول تبعا لمصالح اللوبيات المعادية ومن والاها”، مشيرة إلى أن “الأمثلة التي تخص الجزائر كثيرة والتحقق منها متاح للجميع”. وجدير بالذكر أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون سبق أن حذر من فيسبوك وقال فيه “أنا أحذر المواطنين من فيسبوك فهو جاء من دولة لا تحب لنا الخير”.

وبرر تبون موقفه بما سماه “الكم الهائل من الإشاعات التي أصبحت تنشر يوميا عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل أضحى يضر كثيرا مصالح الدولة والمواطنين”.

وبالنسبة إلى الرئيس الجزائري، فإن “العديد من الصفحات التي تنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجهولة، وتقوم بدور مشبوه يستهدف أمن واستقرار الجزائر”.

وساهمت السلطة في الجزائر من خلال استمرارها في سياسة التحكم في قطاع الإعلام في أن تكون شبكات التواصل الاجتماعي البديل الإعلامي المتاح لفتح أبواب التفاعل والنقاش وكشف الكثير من الملفات والقضايا التي لا تزال “مسكوتا عنها” في الإعلام التقليدي.

وفي بلد يبلغ عدد سكانه 42 مليون نسمة، ينشط 26 مليون مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر شريف دريس “سمحت شبكات التواصل الاجتماعي للجزائريين بالتعبير وأصبحت بديلا فعليا للفراغ الذي خلفته العديد من وسائل الإعلام”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: