وأخيرا العصابة الحاكمة في الجزائر تفقد السيطرة على أعصابها بعد أن حشرها المغرب في زاوية العزلة الدولية
كاتب جزائري : كرم
إننا ابتداءاً من اليوم أي يوم 24 غشت 2021 تاريخ إعلان لعمامرة وزير خارجية الجزائر قطع العلاقة مع المغرب أصبحنا ننتظر من عناصر العصابة الحاكمة في الجزائر ( عسكر ومدنيين ) أن يخرجوا تباعا إلى شوارع المدن الجزائرية ليضربوا الناس بالحجارة لأنهم أكدوا للعالم بأنهم مجانين حقا وحقيقة ، و طارت عقولهم من جماجمها وفقدوا آخر عصب سليم في أمخاخهم بسبب تفاقم أمراضهم العقلية حتى أصبحوا لا يعقلون سلوكهم الشاذ وما تتفوه به أفواههم البخراء ( جمع أَبْخَرْ وهو الفم كريه الرائحة ) …
فقبل أن يتعين تبون حاشكم رسميا كرخيص لدولة الجزائر المنهارة على جميع الأصعدة ، كان في حملته الانتخابية يُكْثر الحديث ويبالغ في سَبِّ المغرب وشتمه ليبرهن لأسياده (مافيا جنرالات الجزائر) الذين سيوظفونه كرخيص لدولة الجزائر أنه يكره المغرب وأن عقيدة الكراهية للمغرب ستكون حجر الزاوية في ( حكمه ) ، وبعد أن عيَّنَتْهُ مافيا الجنرالات رخيصا لدولة الجزائر وظف على رأس وزارة الخارجية الجزائرية صبري بوقادوم منذ 02 يناير 2021 إلى 6 يوليوز 2021 لكنه فشل في مهامه المحددة في محاربة المغرب ولا قضية للجزائر سوى المغرب والبوليساريو ، إذاك أعاد تبون الرجل المتخصص في قضية الصحراء المدعو رمطان لعمامرة ( لقد تخصص في البوليساريو لدرجة أنه أوعز لابنته نسرين رمطان لعمامرة أن تحضر شهادة الدكتوراة في البوليساريو في جامعة كامبريدج البريطانية ، واسألوا في ذلك الأمير دي زاد الذي فضحها في إحدى فيديوهاته ) ولما عاد لعمامرة لمهمته المحددة في التصدي لانتصارات المغرب الدبلوماسية المتتالية وهي كثيرة يصعب علينا سردها كلها في هذا المقال ، حاول لعمامرة أن يزرع الروح في الدبلوماسية الجزائرية الفاشلة لكنه وجدها وقد أصبحت تحتضر ومصيرها القبر ، ولما استهلك لعمامرة كل ما يملك من تخاريف وخزعبلات للمس بالمغرب ونظامه في المحافل الدولية ، عاد أخيرا إلى العصابة الحاكمة في الجزائر منهارا محبطا لأن كل تخاريفه أصبحت تافهة ومَمْجُوجَةً لا تأثير لها في عالم الدبلوماسية المتطور جدا، ووجد نفسه كالخارج تَـوّاً من كهف مظلم لا علم له بما جرى وما زال يجري وبسرعة الضوء وهو فاغر فاه، وجد أن تخاريفه لا يسمعها أحد إلا هو وعصابته التي تقوده كالبهيمة ، فكانت الهزيمة النكراء لكبير الدبلوماسية الجزائرية فاستسلم للدبلوماسية المغربية المتينة والقوية جدا ، إذاك قرر الذين يمسكون بلجام لعمامرة ويقودونه كالبهيمة إلى القرار السهل والبسيط وهو ( قطع العلاقة مع المغرب من طرف واحد) والذي ردت عليه وزارة الخارجية المغربية فقالت : ” إنه قرار أحادي و مبرراته زائفة بل وعبثية وما حدث كان متوقعا ” … أما رئيس الحكومة المغربية فقد علق على ذلك بقوله ( عودة العلاقات بين الجزائر والمغرب قَـدَرٌ مَحْتُومٌ ) وهذه الردود من طرف المغرب ببرودة وبثقة في النفس تزيد العصابة الحاكمة نرفزة وتعصبا تُعْمِي بصائرَهم قبل بصيرتهم …
أولا : كيف وصلت العصابة الحاكمة في الجزائر إلى حالة التهور بفقدان السيطرة على أعصابها ؟
في الوقت الذي كان لعمامرة يطوف في إفريقيا لحشد حلفاء ضد المغرب في قضية البوليساريو المقبورة ( لأن هذه الأخيرة قد ماتت وانتهى أمرها نهائيا بعد أن اعترفت دول أوروبية وغيرها بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس ، وبعد اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه وسوف تقتدي بأمريكا دول أخرى من كل نواحي المعمور ، وبعد الطعنات الكثيرة التي تلقتها البوليساريو من دبلوماسية المغرب الجبارة إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة في 13 نوفمبر 2020 بعد طرد الجيش المغربي لشردمة منهم شر طردة من معبر الكركرات وبعد أن سدَّ عليهم الجيش المغربي كل المنافذ في اتجاه المحيط الأطلسي وتركهم يهيمون في صحراء موريتانيا وانزووا في ركن في نواحي تندوف يطلقون آلاف البيانات العسكرية التي لم تهتم بها أي قناة دولية في العالم سوى قنوات الصرف الصحي الجزائرية وحدها لا غير ) ، و بعد أن فشل لعمامرة في حشد بضعة دول إفريقية للوقوف ضد عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب ، عِلْماً أن الغبي لعمامرة يعرف حق المعرفة أن 46 دولة إفريقية من أصل 55 يعترفون بدولة إسرائيل ومع ذلك لم يخجل من نفسه واستمر في دعوة الدول الإفريقية للاعتراض على عودة إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي ، وبعد ضغط لعمامرة بتخاريفه المهترئة عبر الزمان ، لم تستطع خزعبلاته أن تقنع إلا 06 دول إفريقية استجابت لدعوته بالتهديد والوعيد ، والدول الإفريقية الستة هي : مصر وتونس وجيبوتي وجزر القمر وموريتانيا وليبيا ، وطبعا الجزائر ، والمصيبة التي ستنزل على العصابة الحاكمة في الجزائر أن المغرب قد شمر على سواعد الجد ليستغل الظرف ويطالب بإلحاح على طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي خاصة وأن 46 دولة إفريقية تعترف بإسرائيل ، والفاهم يفهم !!!!… في هذا الوقت نزلت على العصابة الحاكمة صاعقة خطاب اليد الممدودة لملك المغرب والمطالبة بفتح الحدود وحسن الجوار مع الشقيقة الجزائر ، وكان ذلك الخطاب يحمل قوة شديدة لمزيد من الضغط على أعصاب العصابة الحكامة في الجزائر وهو ما يزيدهم عيظا وكراهية للمغرب جاء ذلك الخطاب كتذكير للعصابة الحاكمة بأنها ضعيفة وتافهة في عيون العالم ، وفي نفس الوقت بالنسبة للمغرب فهو إشهاد العالم بأن المغرب يحرص على مبدإ حسن الجوار حيث جاء في هذا الخطاب وخاصة في رده على الادعاءات التي تروجها العصابة الحاكمة في الجزائر ضد المغرب حيث قال ملك المغرب في خطاب 31 يوليوز 2021 ” بإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لا سيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور. وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا. لذلك، نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها، وطمأنينة شعبها، من أمن المغرب واستقراره ، والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر؛ لأنهما كالجسد الواحد” وكان الكثير من الملاحظين قد أكدوا أن ملك المغرب لم يكن يخاطب العصابة الحاكمة في الجزائر بل كان يخاطب الشعب الجزائري مباشرة.
ولعب لعمامرة آخر أوراقه التي أقْـبَرَتْهُ وأقبرتْ معه خزعبلاته وتخاريفه ، وهذه الأوراق هي أولا ورقة بناء الثقة العمياء بين الجزائر و إسبانيا والالتزام معها بأن تمتص إسبانيا من غاز الجزائر ما تريد حتى لا يبقى في أرض الجزائر ولو متر مكعب من الغاز ، فاطمأنتْ إسبانيا لذلك وقبلت التآمر مع الجزائر لتهريب بن بطوش إلى إسبانيا للعلاج بجواز مزور واسم مستعار ، لكن القُدُرَات العالية التي تتمتع بها المخابرات المغربية بشهادة الدول العظمى فضحت إسبانيا والجزائر ، في الحقيقة لم يهتم المغرب بالعمل الصبياني الذي قامت به العصابة الحاكمة في الجزائر بقدر ما وجد المغرب الفرصة سانحة لفضح الدولة الأوروبية الإسبانية وطريقة التعالي والعجرفة التي تعامل بها بقية الدول السائرة في طريق النمو لأنها كانت تجهل أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس ، فسقطت إسبانيا في حيص بيص وحاولت أن تحرك البرلمان الأوروبي لكن بدون جدوى ، وها هي إسبانيا تنقلب على الجزائر بعد أن اقتنعت أن العلاقة مع المغرب يجب أن تُبْنى على الشفافية والمصداقية والثقة المتبادلة ، وأن مصالحها الاقتصادية في المغرب مهددة باعتبارها أول دولة أوروبية مستثمرة في المغرب وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية ، فهل ستضحي إسبانيا من أجل عيون دولة في طريق الانهيار مثل فنزويلا وهي الجزائر أم تحافظ على مردودية استثماراتها في المغرب ؟ واستغلت العصابة الحاكمة بروز القدرات العالية للمخابرات المغربية فاتهمته بكونه دولة تتجسس على بقية دول العالم ، وادعت العصابة أن المغرب قد تجسس على غرفة نوم الرخيص الجزائري وغرفة نوم شنقريحة بل وحتى رئيس فرنسا ماكرون ومستشارة ألمانيا ، أي استغل لعمامرة شهرة المخابرات المغربية وفعاليتها وسرَّب الخبر لمنظمة العفو الدولية ومنظمة فوربدن ستوريز. لكن المغرب رفع دعوى ضد هاتين المنظمتين حيث أعطى محامي المغرب مهلة 10 أيام لإثبات تلك الادعاءات بالحجج والبراهين ، ومرت 10 أيام وسقطت المنظمتان في فخ المؤامرة الجزائرية الإسبانية وأصبحت المنظمتان اليوم تبحثان عمن يدفع لها التعويضات المالية التي يطالب بها المغرب نظير تشويه سمعته وسمعة مخابراته الخارقة للعادة … نحن كجزائريين ألا نخجل من أنفسنا أن نتأكد بأن مخابراتنا صفر على الشمال، فالدولة التي ليست لها مخابرات مضادة قوية فَـسَـوْأَتُهَا عارية أمام عيون العالم…
ثانيا : المغرب يُـشْهِدُ العالمَ على حكام الجزائر بمزيد من الضغط على أعصابهم المنهارة أصلا :
ثم اشتعلت النيران في مناطق القبائل الجزائرية وسارع المغرب بعرض مساعدة العصابة الحاكمة في الجزائر مجانا باستعداده لإرسال طائرتي ( 02 كاناردير ) ينتظران فقط الضوء الأخضر من وزارتي الداخلية والخارجية الجزائرية ، سارع المغرب إلى ذلك لربح الوقت حتى لا تزيد النيران انتشارا ، لكن العصابة ترفض العرض المغربي المجاني لأنها تكره الشعب الجزائري وتريد له مزيدا من الحرق تضيفه إلى الذبح الذي مارسه الجنرالات على هذا الشعب في العشرية السوداء ، تركت مافيا الجنرالات الشعب الجزائري يحترق واتجهت متأخرة نحو فرنسا لتستأجر منها طائرتين من نوع (كاناردير) ساهمت في إطفاء نيران تيزي وزو لمدة 72 ساعة وعادت إلى فرنسا بعد أن تسلمت ثمن ذلك وتركت النيران ما تزال تحصد الغابات والبشر في تيزي وزو مما زاد الأمور تعقيدا لدرجة أن غيظ الشعب الجزائري على حكامه قد زادت حدته وأمام هذه المأساة سارعت وفود من كل جهات الجزائر للمشاركة في إطفاء الحرائق لأن الحكام تركوا الشعب يحترق عمدا ، ومن الذين سارعوا للمساهمة في إطفاء هذه الحرائق المرحوم الفنان جمال إسماعيل الذي جاء من مدينة مليانة التي تبعد عن مكان الحرائق بحوالي 322 كلم ، لكن المرحوم لم يكن يدري أن العصابة الحاكمة في الجزائر قد أعَدَّتْ له مَحْرَقَةً خاصةً به ليكون عبرة لكل من يدافع عن حرية الشعب الجزائري والدعوة لتخلصه من السلطة العسكرية الغاشمة سواءا في وسائل التواصل الاجتماعي كما كان يفعل المرحوم قيد حياته أو أن يرحل إلى مكان الحرائق ليساهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من لهيب النيران فشاءت الأقدار أن تتلطخ دماء المجرمين الحاكمين في الجزائر برماد المرحوم جمال إسماعيل وبذلك زادت سمعة الجزائر تشويها على الصعيد العالمي بل إن بعضهم شبه جريمة الدولة الجزائرية بحرق المرحوم جمال إسماعيل بجريمة تقطيع جثة جمال خاشقجي في تركيا ، إنها دولة المجرمين القتلة ، ويعتقدون أن العالم لا يزال يحكمه المغفلون أمثالهم من الذين يضحكون على شعوبهم بشعارات كاذبة ، لقد انتهى عصر البروباغاندا وشراء الذمم وسيكون مصير هؤلاء المجرمين الحاكمين في الجزائر هو المحكمة الجنائية الدولية إن شاء الله لأنهم ذبحوا 250 ألف جزائري وساهموا في تعذيب مئات الآلاف من الجزائريين ولا يزالون ….
لقد اتهمت مافيا الجنرالات الحاكمة في الجزائر كلا من حركة الماك وحركة رشاد في تدبير هذه الحرائق بواسطة عملاء للمغرب الذين يتلقون منه أموالا طائلة من أجل تنفيذ هذه الجرائم ، جرائم إشعال النيران في الغابات واغتيال المرحوم جمال إسماعيل ، فأما الماك فمقرها هو باريس فكيف لا يستطيع حكام الجزائر توجيه أصابع الاتهام إلى فرنسا ؟ أما حركة رشاد فقد انبرى المدعو العربي زيتوت صاحب حركة رشاد ، انبرى يوم 24 غشت 2021 للمغرب وقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر سبّاً وشتما وتجريحا ليبرئ نفسه من علاقته بالمغرب فلم يجد سوى النهج الذي تمارسه عصابة الجزائر الحاكمة في شتم المغرب وسبه وإلقاء التهم عليه جزافا وبدون حجة ولا برهان . ألا يعلم لعمامرة بأن المغرب هو عدو تاريخي لحركة رشاد وأن رشاد هذه هي من تأسيس مخابرات الجزائر وظيفتها النباح في الخارج ضد جنرالات فرنسا الحاكمين في الجزائر …نباح بدون عض …
ما أشبه الوضع اليوم بعد إعلان لعمامرة قطع العلاقة مع المغرب يوم 24 غشت 2021 بما وقع في 13 نوفمبر2020 حينما أغلق البوليساريو معبر الكركرات فسكت المغرب 21 يوما ليشاهد العالم همجية البوليساريو التي قطعت الطريق عن مئات الشاحنات القادمة من أوروبا ، وبذلك وضع المغرب العالم شهودا على وحشية وهمجية البوليساريو واكتسب المغرب عطف الدول وفعل ما فعل دون أن يلومه أحد ، فالعصابة الحاكمة في الجزائر جعلت العالم يشهد عليها بالبؤس الدبلوماسي ويحكم عليها بالقحط الفكري الذي ينتج عنه الخسة والدناءة واللؤم والنذالة في السلوك العام … أولئك هم حكام الجزائر … لقد استطاع المغرب بذكاء دبلوماسيته أن يدفع حكام الجزائر إلى الجنون والتهور ، فكانت النتيجة أن حشر المغرب جزائر 2021 وسلطتها المافيوزية في زاوية العزلة الدولية ، والسبب هو الردود غير الحضارية التي يمارسها حكام الجزائر أمام السلوك الحضاري الراقي الذي يتلقاه من جاره المغرب بشكل يثير الاستغراب ، فكيف كلما توالت اليد الممدودة من المغرب يتبعها الصدود والنرفزة والتشنج من جانب العصابة الحاكمة في الجزائر ؟ إنه تكتيك مغربي لاستراتيجية يعلم الله ما هي ؟ لكن الأكيد أنها ستكون استراتيجية تصب في اقتلاع مافيا الجنرالات من الجذور على يد الشعب الجزائري الذي يرى بعينيه كيف يرد حكامه الخير بالشر….
وقد نال إعجابي تعليقٌ عن قطع علاقة الجزائر مع المغرب يقول : ” إن الحدود بين الجزائر والمغرب كانت مغلقة منذ 1954 “… وهي إشارة قوية وذكية بأن المغرب لا يزال يحتفظ في ذاكرته بجزائر ما قبل 1954 لكن جزائر ما بعد 1954 لم تعد هي جزائر ما قبل 1954 ، ومع ذلك فالمغرب يعامل الشعب الجزائري ، أعيد يعمل الشعب الجزائري وكأنه نفس الشعب الذي كان قبل 1954 …. والفاهم يفهم ..