رغم الاجراءات الصارمة … لماذا أصبح المغرب بؤرة لكورونا ؟

بوشعيب البازي

تربط منظمة الصحة العالمية دائما بين الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول ونجاحها في مواجهة فيروس كورونا المستجد، لكن يبدو أن هذه القاعدة لم تسرِ على المغرب.

فقد كان البلد من أوائل الدول التي اتخذت إجراءات وقاية صرامة لمواجهة الوباء، بأمر المواطنين الالتزام بمنازلهم وحظر التجول، لكن ذلك لم يؤد إلى نتائج ملموسة، إذ أصبح المغرب من أكثر الدول تضررا في شمال إفريقيا.

وبحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، تظهر الأرقام أن هناك 7184 مصاب ونحو 105 وفاة في المغرب حتى صباح الثلاثاء ، وتعتبر هذه الأرقام كبيرة مقارنة بالشهور السابقة.

و قد إختلفت التقارير حول الاسباب الحقيقية التي أدت إلى إرتفاع حالات الإصابة بالفيروس ، حيث أن الحكومة المغربية إتخدت إجراءات في حد ذاتها متناقضة شيئا ما ، فقد ألزمت المواطن الحظر الليلي مع الساعة التاسعة مساءا دون الاخذ بعين الاعتبار اللامبالاة بالنهار ، فجل المغاربة اذا لم نعمم لا يحترمون الاجراءات الاحترازية يجولون بدون كمامات و لا يحترمون مسافات التباعد الصحي ، ناهيك عن المحلات التي ألغت تماما التعقيم و اصبح التاجر يعيش حياة عادية ، كما ان الحكومة أغلقت في بيان لها مدينة مراكش و البيضاء و أكادير ، لكن في الواقع ، يعتبر هذا القرار حبر على ورق حيث لا يوجد أي منع سفر أو اي اغلاق لهذه المدن .

و الخطير في الامر هو ان الحكومة المغربية لم تعتمد طريقة ناجعة للحد من انتشار الوباء ، فالمستشفيات تكشف يوميا على الالاف من المصابين بكورونا و لكن لم تضع السلطات اي إجراء لإلزام المصابين بالحجر الصحي ، فالمصابين يتجولون و يعملون و يعيشون حياة عادية دون مبالاة و دون روح المسؤولية.

مما جعل بعض الدول الاوروبية كبلجيكا تدق ناقوس الخطر و تحذر من السفر الى المغرب معتمدة على نسبة الاصابات للعائدين من المغرب و التي فاقت 12% مما سيجعلها تتخذ قرارات حاسمة في الايام المقبلة .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: