القنيطرة … انعدام ممرات الراجلين وعدم احترام قانون السير مسؤولية من؟؟

بوشعيب البازي

يطرح ملف السير بمدينة القنيطرة إشكالا كبيرا وعويصا في نفس الوقت وخصوصا ما يتعلق منه بالمرور، صحيح أن ممر الراجلين محمي بمقتضى القانون والراجلون يتمتعون بحق الأسبقية شريطة الالتزام بالممر المخصص لهم، والممر المعني بالجماعة هو الممر الذي يرسم وسط الطريق بخطوط بيضاء متقطعة لكن وقاع حال مدينة القنيطرة انتهاكا صراخا لهذا القانون حيث أغلبية ممرات الراجلين ممسوحة و اغلب السائقين لا يحترمون ممر الراجلين ولاحتى أسبقيتهم في المرور، كما أن بعض الراجلين أيضا لا يحترمون ممر الراجلين ويجتازون الطريق بين السيارات أو في الأماكن التي لايوجد بها ممر خاص بهم. لذا فوجود القانون وحده لا يكفي للقول بان الراجلين محميين، فإذا كانت الممرات الموجودة أمام الإشارات الضوئية لا تثير المشاكل باعتبار أن السائق يجبر على التوقف أمام الضوء الأحمر الذي يفسح المجال لعبور الراجلين، فالممرات التي توجد بالمدارات الحضرية التي لا تعتمد نظام الإشارات الضوئية، وكذا الممرات التي توجد أحيانا وسط الطرق تثير مشاكل عدم احترام حقوق الراجلين وحقالأسبقية. وفي هذا الباب تصادفك مناظر ومشاهد تثير الاستغراب والاندهاش كون الراجلين وخصوصا الأطفال وتلاميذ المدارس واقفين أمام ممرات الراجلين من اجل العبور إلى الضفة الأخرى لكن تعنت وعدم احترام بعض السائقين للقانون وحق الراجلين في أسبقية المرور يضيععليهم حق أسبقيتهم في المرور، ومن تساؤل من المسؤول عن هذا الانتهاك الصارخ في حق أسبقية الراجلين في المرور؟

فمسألة التفاعل الاجتماعي بصفة عامة بما فيها طبيعة تعامل المواطنالسائق أو الراجلمع محيطه ترتبط بما هو أخلاقي وثقافي وكذلك سلوكي أكثر مما هو ضعف في تنزيل القوانين على المستوى العملي حيث نصت مدونة السير غرامة تصالحية جزافية من الدرجة الرابعة تخص الراجل المخالف لقواعد السير في حالة عبور الطريق خارج الممرات المحمية تقدر ب 25 درهم، فرغم وجود هذه النصوص القانونيـة والزجرية وتحيينــها خلال السنوات الاخيـرة إلا أنهــا لا تفعل إجرائيا، لدى فنزيف ضحايا السير في تزايد مستمر، مما يؤكد أولوية البعد القيمي و التربوي وهو جهد تراكمي يحتاج الى تظافر كل من الاسرة والمدرسة و الإعلام وكذا جمعيات المجتمع المدني، لتشكيل وعي يؤطر سلوك الفرد ويصالحه مع محيطه العمومي، وإذا ما تم تحقيق هذه الغايات سوف يكون ذلـك ترسيخ لمبدأ احتـرام الغيــر.

لكن يبقى السؤال المطروح: هل يجب علينا انتظار عشرات السنين للوصول لطريق تقل فيها المخاطر و يأمن فيها المواطن؟

وللأسف ونحن نتجول بين شوارع المدينة وخاصة ملتقى الطرق بين شارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني حيث يعاني المارة من عدماحترام السائقين لممر الراجلين ، فالممر شبه منعدم يكاد لا يرى كما أن قيمة الروح الانسانية غير موجودة عند جل السائقين، لا يهتمون للخطرالذي يشكلونه على المارة لعدم احترامهم السرعة المحددة و لا ممر الراجلين.

ونسبة حوادث السير في تصاعد مستمر الكل يتحمل المسؤولية فيها كل من موقعه خاصة مع انعدام التشوير سواء الأفقي أو العمودي،وبعض المبادرات تكون في المناسبات الوطنية كصباغة الرصيف أو ممرات الراجلين مثلها مثل الشعارات الدعائية التي تتبناها الحملات التوعوية كتحديد السرعة (نحن في عطلة لا داعي للسرعة) وغيرها. متناسين أن هذه الحملات يجب أن تكون تربية وسلوكا على طول السنة ويجب زجر المخالفين ليكونوا قدوة.

فكيف يمكن للراجلين العبور وسط السيارات التي تقف على الممر ؟؟؟ أم أن الفوضى العارمة التي تعيشها شوارع المدينة لا تقتضي الإنتباهلمثل هذه التفاصيل الضرورية

والصورة تشرح الموضوع بوضوح.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: