اليوم، لا حديث في الجزائر -أو يكاد- إلا عن الوجع الذي سببه اعتراف الديبلوماسي المغربي عمر هلال بحق مناطق القبايل في تقرير مصيرها؛ وذلك ردّاً على الأسطوانة المشروخة (تقرير المصير في الصحراء) هذه بتلك.
وعن الصهيونية التي جلبها المغرب إلى حدود كبرانات -بزعمهم- وعن اتهام المملكة بإحراق غابات القبايل…
في هذا المقال أوجه أسئلة سهلة للغاية لمن يهمه الأمر داخل جارة السوء:
من المعلوم أن دولاً شتى لها علاقة ممتازة مع الجزائر طبّعت مع “إسرائيل” ومع ذلك لم تسحب حكومة العسكر في الجزائر سفراءها من هناك، ولا شنّعت من أمرها. أذكر على سبيل المثال: إثيوبيا ومصر والأردن والإمارات وتركيا والسلطنة ووو… حتى السلطة الفلسطينية نفسها، والاتحاد الأوروبي وأمريكا والعالم كله تقريباً، السؤال: لماذا يكون المغرب وحده هو المؤاخذ على “التطبيع” مع “الصهاينة” وهو وحده الذي تجب مقاطعته؟ ومن داخل الدول المغاربية أذكر موريتانيا… لا، بل الجزائر نفسها مُطبعة مع “الصهاينة” تحت الطاولة.
السؤال الثاني، ما قيمة كلمة الدبلوماسي المغربي عمر هلال مقارنةً بما تسمح به فرنسا على أرضها من تجمهر للقبايليين وإقامة منصات للخطابة والإعلان المستمر لمشروع القبايل التحرري، ورفع رايات التحرير…ناهيك عن التصريحات للطاقم السياسي القبايلي المُشْبع بروح الانفصال والعداء لحكم العسكر المختلّ والمحتلّ.
فهل سحبت الجزائر سفيرها من فرنسا؟؟
دون الحديث عن جماجم المجاهدين الجزائريين التي هي في حوزة دولة فرنسا والتي سلّمت بعضها إلى الجزائر.
السؤال الثالث: المسؤول عن إحراق غابات القبايل، هم العسكر الجزائري بالدليل القاطع بالصوت والصورة، المروحيات العسكرية ضُبطت وهي تلقي البنزين على الغابات… مواطنون سجلوا ذلك بالكاميرات… رئيس القبايل اتهم بصريح العبارة الكابرانات… لماذا إذن يُتهم المغرب بالإحراق، وهو الذي عرض مساعدة الإطفاء بالطائرات الخاصة دون أن يُسمح له بذلك؟ ومن أحرق غابات الشاون وتونس واليونان وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وتركيا؟؟؟
وختاماً أقول: ياللعار على جبين دولة الجزائر النفطية وهي لا تمتلك ولا طائرة واحدة للإطفاء، ثم تتوسل هذه الدولة النفطية دول الغرب ولا يستجيبون في الوقت المناسب…
أنتظر الأجوبة التي لن تصلني أبداً.
الآن يتلهى حكام العسكر في موضوع القبايل منشغلين نسبياً عن موضوع الصحراء المغربية… عمر هلال رمى إليهم بعظم ينهشونه… وياله من عظْمٍ عظيم!!