أعوان حراسة شاطىء المهدية …. أعين لا تنام في موسم الاصطياف

بوشعيب البازي

تمكن عناصر الوقاية المدنية، صباح اليوم الجمعة من إنقاذ أربعة أشخاص من غرق حتمي، لدى مواجهتهم للأمواج القوية بشاطئ المهدية.

وأفلح عناصر الوقاية المدنية بعد تلقيهم لنداءات إستغاثة في إنتشال المصطافين  تباعا وبمجهود جبار، حيث باغتتهم الأمواج القوية وسحبهم التيار إلى داخل البحر، وهو ما أجبرهم على توجيه نداءات إستغاثة لمرتادي الشاطئ الذين نقلوها بدورهم لعناصر الوقاية المدنية.

يبقى ارتفاع معدلات الغرق في الشواطئ المغربية لعدم التزام المصطافين ورواد الشواطئ بتعليمات وقواعد السباحة، وتفضيلهم المغامرة في شواطئ ممنوعة  السباحة، رغم خطورتها، والبعض الآخر يقصد الشواطئ خارج أوقات الحراسة، الأمر الذي يجعل سلامتهم في خطر كبير. ” أخبارنا الجالية ” أرادت البحث عن السبب الحقيقي لتفضيل هذه الشواطئ الصخرية منها وغير المحروسة رغم أنها خطيرة وتنقل أدق التفاصيل من شاطىء المهدية.

عند كل موسم صيف، تحصد الشواطئ العشرات من الأرواح، وتتحول بذلك الخرجات الترفيهية والاستجمام للعائلات عبر الشواطئ إلى مأتم حقيقي حيث العديد من العائلات فقدت قريبا لها بعد أن التهمته أمواج البحر وخرج إلى الشاطئ محمولا على الأكتاف غريقا، بعد أيام من البحث من المصالح المختصة، وتحولت بذلك النزهة على الشواطئ، ومتعة السباحة إلى جنازة.
كان الوقت لضرورة دق ناقوس الخطر، أمام العدد الكبير للوفيات في الشواطئ  بالأخص غير المحروسة، والشواطئ الصخرية، بحيث تشير إلى تسجيل 1500 تدخّل لحراس الشواطئ خلال الفترة الممتدة من الفاتح يوليو  إلى غاية 14 غشت الجاري وفق أرقام الوقاية المدنية .

و من  بين الأسباب الرئيسية في ارتفاع حالات الغرق بالشواطئ هو عدم احترام المصطافين للرايات المرفوعة على مستوى الشواطئ، حيث  أن عدم احترام المصطافين لقواعد السباحة والرايات المرفوعة في الشواطئ، يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الغرق.
لكن بالرغم من ذلك يغامر العديد من الأشخاص بحياتهم ويدخلون البحر للسباحة غير مكترثين للأمر، ويعرضون بذلك حياتهم للخطر، وتكون النتيجة في الأخير الغرق المحقق، كما أن عدم احترام المصطافين للمسافات المسموحة للسباحة، ويغامرون بحياتهم بالسباحة لمسافات طويلة، وهذا الأمر أيضا يؤدي في الكثير من الحالات إلى الغرق، إلى جانب عدم تقيد المصطافين بالسباحة خلال فترات تواجد الحراسة التي يضمنها سباحو الوقاية المدنية، بحيث يتم مع كل موسم اصطياف توظيف سباحين موسميين لمراقبة الشواطئ ومرافقة المصطافين والتدخل في حالات التبليغ عن وجود غرقى، لكن العديد من رواد الشواطئ لا يحترمون مواقيت الحراسة.

ورغم الحملات التحسيسية فإنّ بعض المصطافين يضربون تلك النصائح والتوجيهات عرض الحائط، فتراهم يقبلون على الشواطئ الصخرية غير المحروسة، وأغلب أولئك المصطافين، من بعض الأحياء المجاورة، ما يؤدي إلى وقوع حوادث مميتة، سيما أنّ البعض لا يعي خطورة السباحة في مثل تلك الأماكن.
ويرى البعض الآخر من المصطافين، أن سبب اختيار العائلات للشواطئ غير المحروسة بالرغم من الأخطار، وافتقارها للمرافق الضرورية للاصطياف، بحثا عن الحرمة كما قال «لطفي.ع»، لكون بعض العائلات تلجأ إليها لما تعرفه الشواطئ المحروسة من الاكتظاظ والاختلاط، أما عن الشواطئ الصخرية فيقول نفس المتحدث أنها مقصد الشباب من محبي المغامرة، ومنهم من يزاوج بين الاستجمام وصيد السمك بالسنارة».

القفز من الصخور يستهوي الشباب بالشواطئ الممنوعة

تصنيف الشواطئ الممنوعة يتم من خلال خطورتها بالنسبة للمصطافين، وذلك إما أنها لا تتوفر على مسالك، وبذلك يصعب وضع مراكز للحراسة والتدخل، أو لكون هذه الشواطئ تشكل خطرا على سلامة روادها، كونها تتوفر على الصخور في مداخلها وبداخلها، وبذلك فإن السباحة في هذه الحالة تشكل خطرا على حياة المصطافين، ويذكر احد حراس الشاطىء، بأن المصالح المعنية تقوم بوضع لوحات إشهارية بمدخل هذه الشواطئ تنبه المواطنين على أنها مواقع غير مسموحة للسباحة، وبهذا لا تضع مصالح الوقاية المدنية مواقع للحراسة.
وبالرغم من الخطورة التي تشكلها هذه الشواطئ على روادها، إلا أنها تعرف إقبالا كبيرا من طرف المصطافين خاصة فئة الشباب، الذين تستهويهم عروض القفز من الصخور وسط الأمواج، إلى جانب زرقة مياه البحر النظيفة على عكس الشواطئ المسموحة التي تشهد إقبالا كبيرا، وتقل بها النظافة، وتتلوث مياهها، ولهذا فالكثير من الشباب يفضلون الشواطئ الصخرية الممنوعة على الشواطئ الرملية المسموحة.
تشهد العديد من شواطئ المهدية الممنوعة للسباحة، إقبالا كبيرا من قبل المتوافدين عليها من مختلف الأعمار، بما في ذلك العائلات، وهذا رغم الخطر الكبير المتربص بهؤلاء، والذي قد يصل إلى حد الغرق بسبب عدم توفرها على شروط الاستغلال وافتقارها لأبسط وسائل الإنقاذ والنجدة، بسبب تواجدها في منطقة صخرية أو لصعوبة المسالك المؤدية إليها أو لكون مياهها ملوثة.

وقد تدخل صباح اليوم السباحون المنقدون  أعوان الحماية المدنية، بشاطىء المهدية لإنقاذ 4 أشخاص  وإنقاذهم من غرق محقق
حيث كانت بادية عليهم حب المجازفة، وهو ما يؤدي أحيانا إلى ما لا تحمد عقباه وكون هذه الظاهرة أصبحت تتكرر كل موسم اصطياف، مما يؤكد أن السباحة في شواطئ غير محروسة يؤدي للهلاك لا محالة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: