انتصار طالبان يشجع إيران على التمادي بعد الانسحاب الأميركي من العراق

La rédaction

تنظر إيران إلى هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان كفرصة لا تقل أهمية عن خروج القوات الأميركية من العراق وإتاحة المجال لها لقلب توازنات حساسة في المنطقة، في حين لم تفوت دول ومنظمات الفرصة للتودد إلى حركة طالبان وتهنئتها بالنصر.

ويرى مراقبون أن الهزيمة الأميركية ستمنح إيران وميليشياتها في العراق جرأة أكبر لمحاولة التوسع الإقليمي في المنطقة، حيث من غير المستبعد أن تحضّ القوات الموالية لها على الإطاحة بالسلطات في بغداد.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين إن “الفشل العسكري” للولايات المتحدة في أفغانستان يتيح فرصة لتحقيق سلام دائم في البلاد.

إبراهيم رئيسي: الفشل العسكري الأميركي يتيح فرصة لتحقيق سلام دائم في أفغانستان

وسيطر مقاتلو حركة طالبان على العاصمة كابول الأحد بعد إنزال الهزيمة بالجيش الأفغاني المدعوم من الولايات المتحدة بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن رئيسي قوله “يجب أن تصبح الهزيمة العسكرية لأميركا وانسحابها فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام الدائم في أفغانستان”.

وأضاف “تؤيد إيران جهود استعادة الاستقرار في أفغانستان، وكدولة مجاورة وشقيقة تدعو إيران كل الجماعات في أفغانستان للتوصل إلى اتفاق وطني”.

وتم الإعلان في نهاية يوليو الماضي عن انسحاب جميع القوات القتالية الأميركية من العراق بحلول نهاية هذا العام في إطار “الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق”، وذلك عقب زيارة أجراها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة والتقى خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتتركز القوات الأميركية البالغ عددها حاليا 2500 في ثلاث قواعد، وعددها شيء لا يذكر مقارنة بالقوة التي بلغ قوامها 160 ألفاً عند احتلال العراق عام 2003.

ويرى متابعون أن إطاحة الولايات المتحدة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين فتحت الباب أمام هيمنة إيران على المنطقة، وهو ما استغلته طهران جيدا منذ ذلك الحين حيث قامت بدمج المجموعات المسلحة الموالية لها في المؤسسة الأمنية العراقية، كما أن لحلفائها صوتا وحضورا قويّيْن في البرلمان.

كما فتحت الحرب الأهلية السورية الباب أمام وجود عسكري إيراني قوي هناك، في حين أصبح حزب الله اللبناني -حليف إيران في البلد المجاور لبنان- أقوى قوة في البلاد.

ويرى المراقبون أن إيران راهنت على استراتيجية تقوم على الضغط بشكل غير مباشر على الوجود العسكري الأميركي من خلال الهجمات المتكررة من قبل ميليشياتها على القواعد الأميركية لإجبار الولايات المتحدة على اعتبار البقاء في المنطقة لا يستحق العناء.

وتوقفت هجمات الميليشيات الموالية لإيران منذ إعلان الولايات المتحدة نيتها الانسحاب من البلاد. وإلى جانب الصوت الإيراني الذي يتصيد الفرص للتشهير بالمواقف الأميركية من أجل دوافع استراتيجية، برزت أصوات تبارك لطالبان هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان.

Thumbnail

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي ترتبط بلاده بعلاقات وطيدة مع الولايات المتحدة إن أفغانستان “كسرت سلاسل العبودية”. وتتهم الاستخبارات الباكستانية بأنها المسؤولة عن صناعة طالبان في التسعينات وحمايتها بعد الغزو الأميركي لأفغانستان وأنها التي تقف من خلف التنظيم والإعداد الجيدين لعودة طالبان إلى الحكم.

لكن الصوت الأكثر غرابة كان مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي الذي هنأ الشعب الأفغاني في تغريدة وقال “نهنئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين”.

وأضاف “نرجو من الشعب المسلم الشقيق أن يكون يدا واحدة في مواجهة جميع التحديات وأن لا تتفرق بهم السبل وأن يسودهم التسامح والوئام”. وجاءت تغريدة الخليلي في الوقت الذي أعلن فيه عن استضافة عمان للرئيس الأفغاني أشرف غني بعد فراره من كابول.

وبدوره سارع الشيخ أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى توجيه رسالة تهنئة إلى الشعب الأفغاني وقادة حركة طالبان. وقال الريسوني في كلمة مسجلة من مقر الاتحاد بالدوحة الاثنين إن “الاتحاد كان مشغولا بأمر واحد يؤرقه وهو الأرواح والدماء”.

وتابع الريسوني قائلا “إنه سبق وأن هنأنا طالبان على الاتفاقية التي تخرج بمقتضاها القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان”، مضيفا “كان هذا الانتصار الأول والأكبر والأساسي، والذي سمح بإخراج القوات الغازية الأميركية والأوروبية، وهذا إنجاز أفغاني محض جاء بفضل جهاد مستمر وصبر وتضحيات”.

وسيطر مقاتلو حركة طالبان على العاصمة كابول الأحد بعد إنزال الهزيمة بالجيش الأفغاني المدعوم من الولايات المتحدة لكنهم لم يتعرضوا لعمليات الإجلاء بطلب أميركي.

وطلب قائد القوات الأميركية في كابول الجنرال كينيث ماكينزي من طالبان عدم إعاقة عمليات الإجلاء في مطار العاصمة الافغانية والتي تخللتها مشاهد ذعر قتل خلالها شخصان.

والتقى ماكينزي قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي مسؤولين في طالبان الأحد في الدوحة، وفق مسؤول في البنتاغون رفض الإدلاء بتفاصيل إضافية عن طبيعة الالتزامات التي حصل عليها المسؤول العسكري من المتمردين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: