حي العريبي : قلعة الاجرام و الفوضى في قلب مدينة القنيطرة

بوشعيب البازي

تعددت الأخبار السلبية عن مدينة القنيطرة  مؤخراً والتي تتعلق بالجانب الأمني وانتشار ظاهرة « التشرميل » التي قضت تماماً عن قيمة القنيطرة كعاصمة الغرب، بحيث تستمر إحصائيات السلطات الأمنية في الإرتفاع في الشهرين الماضي والحالي ، في جرائم متعددة كالضرب والجرح والنصب والإحتيال وتجارة المخدرات ، جعلت رجال الأمن في حيرة من أمرهم وكذلك حركت مسدساتهم، ناهيك عن الفيديوهات التي تنشر يومياً من طرف المواطنين والتي تبرز انتشار الأسلحة البيضاء والفوضى العارمة التي يسببها بعض المنفلتين عن النظام العام للمدينة.

و نتيجة بعض الجرائم في حي الربيع  أو ما يسمى بحي العريبي صارت القنيطرة عاصمة للإجرام بامتياز وخوف لا متناهي من سكانها المغلوبين عن أمرهم والذين لا يمكنهم الخروج في أمان كما جرت العادة، حيث يلاحظ في هذا الحي غياب المرافق الاجتماعية الضرورية المهمة وعدم التفكير بشكل جدي في إصلاح جنباته ومحيطه، الشيء الذي يؤكد ولا مجال يدعو للتشكيك فيه أنه من الأحياء المنسية، يختلف كل الإختلاف شكلا ومضمونا عن باقي المناطق التابعة إداريا لمدينة القنيطرة ، إذ تبرز جملة من التناقضات في وسطه ومدخله وتبلغ العشوائية مداه، الذي يوحي منظره أنه استنبت عشوائيا منذ سنوات طويلة،حيث تنتشر قطعان من الدواب ورؤوس الأغنام والأبقار بالشارع العام، وتتغدى معظمها على النفايات المنزلية وركام الأزبال، وتزداد هذه الصورة عتمة وظلاما كلما توجهت إلى عمق المنطقة ، حيث المياه العادمة المختلطة بمياه الامطار.

فظاهرة ارتفاع الجريمة تجتاح القنيطرة و خصوصا في حي الوحدة ، حي الربيع و لابيطا بشكل مقلق. فالإحصائيات  المحلية  تشير إلى تنامي نسب الإجرام خلال السنوات الأخيرة وسط تخوف شعبي ودعوات إلى ضرورة الحد من هذا التنامي وخطورته. فقد اهتز الرأي العام مرات عدة على وقع شجارات بالاسلحة البيضاء و استعمال مواد كميائية حارقة( الماء القاطع)  ناهيك عن استعانتهم بكلاب مدربة 

فالحرب بين شباب لابيطا و حي الربيع أصبحت  حديث القنيطريين و خصوصا بعدما لم تتمكن السلطات الأمنية إخمادها و التحكم في زمام الامور في هذه المنطقة التي أصبحت تعتبر نقطة سوداء للدائرة العاشرة بولاية أمن القنيطرة .

الشيء الذي جعل سكان حي الربيع او ما يسمى بحي العروبي بتوجيه نداءات للمدير العام للأمن الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي و الى والي أمن القنيطرة السيد عبد الله المحسون و الى رئيس الدائرة العاشرة السيد خالد بوكنانة بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات و هذا الانفلات الأمني الذي تعرفه هذه الاحياء بالمدينة .

و يَخلص مراقبون إلى تنامي ظاهرة الإجرام في القنيطرة  ويرجعونه إلى فشل السياسات المعتمدة سواء العامة منها أو الخاصة بأجهزة الأمن. ويقول رشيد أخد سكان القنيطرة ، إنارتفاع نسب الجريمة في عاصمة  الغرب  خلال العقد الأخير يعود لسببين يكمن أولهما (وهو السبب الرئيسي) في فشل السياسات التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة في المغرب، مؤكداًأنهجرى تعيين أشخاص غير مؤهلين وليست لديهم استراتيجية طويلة الأمد للتصدي لتنامي الجريمة، ويوضح كذلك  أنالهدف الرئيسي لأولئك المسؤولين خلال فترة حكمهم، هو خدمة مصالحهم الشخصية، فيخلطون بين البزنس والسياسة، والدين بالسياسة، من دون التفكير في حاجات الشعب الأساسية المرتبطة بالعمل والوظائف والصحة والعدالة والأمن“.

أما السبب الثاني بحسب المتحدث، فيتمثل في ما وصفهبعجز الأجهزة الأمنية من درك وقوات مساعدة  والشرطة، موضحاً أن تلكالأجهزة الأمنية تعمل بطريقة عتيقة، أكل عليها الزمن، وأن من بين مكامن العجز تلك، كثرة التكليفات والمهام المنوطة برجال الأمن، والتي تجمع بين العمل المكتبي والتحقيقات الميدانية، ويضرب هذا الاخير في حديثه أمثلة على ما يصفه بالعجز، مشيراً إلىعدم توافر فرق للتدخل السريع في كل حي، تتألف من عناصر من القوات الخاصة مثلاً، والتي لا نراها إلا في الاستعراضات، إضافة إلى التشكيل الضعيف والقديم لرجال الأمن، إذ لا نرى السيارات والكلاب المدربة إلا في الاستعراضات، خلافاً للواقع“.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: