رغم التقارير الذي تنشر عن نجاح الحكومة المغربية في مواجهة جائحة كوفيد 19 , إلا أن الواقع المعاش يؤكد أن التدبير الذي نهجته الحكومة المغربية لمواجهة جائحة فيروس كورونا، كان ضعيفا واتسم بالارتجالية والارتباك نتيجة غياب استراتيجية متكاملة تستجيب لكل الإشكالات التي طرحتها الأزمة.
فالتأثيرات الاقتصادية للأزمة كانت حادة والدعم الحكومي الموجه للطبقات المتضررة من الأزمة لم يستجب لكل طلبات العديد من المواطنين المتأثرين خاصة منهم المشتغلين في القطاع الغير مهيكل، كما إن سياسة التعليم عن بعد لم تكن في المستوى المطلوب لان الكثير من المتمدرسين في القرى والمناطق النائية لم تشملهم العملية.
ناهيك عن لجنة اليقظة الاقتصادية التي تم تشكيلها لمواجهة الأزمة ظلت تشتغل لوحدها ولم يكن هناك اي تعاون او مشاركة على الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، واي حكومة سياسية تحترم نفسها تستمع الى أراء الخبراء وذوي الخبرة وتستأنس بخبرتهم وافكارهم وهذا ما لم تقم به حكومة سعد الدين العثماني، وكان من المفروض ان تنفتح الحكومة وتطلع الراي العام السياسي على الخطوات التي تقوم بها.
فالحكومة المغربية تأخرت وتماطلت في التعامل مع ملف المغاربة العالقين في الخارج بسبب أزمة كوفيد 19 البالغ عددهم 30 ألف مغربي، وكان عليها ان معالجة هذا الملف منذ بداية الأزمة لان مغاربة المهجر لا يختلفون عن المغاربة في داخل الوطن،
و من الملاحظ أن التدابير الحكومية لمواجهة ازمة كورونا كانت ارتجالية وقاصرة وكان دون الانتظارات ليس لان الحكومة لا تعرف كيف تشتغل ولكن لانها ورثت اختلالات كبرى على المستوى المجالي والاجتماعي وتخريب القطاعات الحيوية الإجتماعية وعلى رأسها الصحة والتعليم.
هذا وقد كان ينبغي على الحكومة أن تستعين بخبراء وبالفعاليات السياسية و الخبراء في مجال الاوبئة من كفاءات مغاربة العالم لتبادل الخبرات و الاختصاصات للخروج بأقل خسارة في مواجهة الوباء .
و لازالت ليومنا هذا تخرج الحكومة المغربية بقرارات غير صائبة بعيدة كل البعد عن واقع المواطن المغربي و عن ما تروج له من تدابير و قرارات احترازية في مواجهة كوفيد 19.
فرغم قرار الحظر الليلي و منع التنقل بين المدن الذي اقرته الحكومة و الذي يبقى حبرا على الورق كالمعتاد فالحكومة المغربية تجاهلت التجارب التي خاضتها دول اوروبية في هذا المجال و أكدت من خلالها ان الحظر الليلي بإمكانها أن ينعكس سلبا على المجتمع و يساهم في إنتشار الوباء و خصوصا في ساعات قبل الحظر التي تعرف رواجا غير مسبوق نلاحظه فقط في أيام رمضان .
و قد كان على الحكومة العمل على تمكين المواطن المغربي من مجانية تحليلة كوفيد و منع إنتشاره بفرض الحجر الصحي على المرضى إلا أنها فضلت تدابير فاشلة ستؤزم من الوضع أكثر مما هو عليه .